ينتشر في دير الزور 78 لوناً من ألوان الغناء الفراتي، وتعتبر أغاني العرس، وطالعة من بيت أبوها، ومشعل، من أغاني الغزل التي تغنى منذ يوم الحنة حتى الزفاف.
شاعت في دير الزور أغاني العرس منذ أوائل القرن التاسع عشر، وتعتبر من الأغاني التّراثيّة، التي لا تزال تردد في مناسبات العرس من يوم الحنة إلى الزفاف وختاماً بفطور العروس، ولعلّ الغزل من أهم ما يُميّزُ هذا الفنّ، وهي أغانٍ لطيفة المعاني سهلة الألفاظ.
تمتاز أغاني زفة العروس وطالعة من بيت أبوها ومشعل بالجمالية الشعرية والعذوبة اللحنية، وبساطة كلماتها التي تجعلها قادرة على التعبير عما يدور في الزفاف كما تمتاز أغاني زفة العروس وطالعة من بيت أبوها ومشعل بالجمالية الشعرية والعذوبة اللحنية، وبساطة كلماتها التي تجعلها قادرة على التعبير عما يدور في الزفاف.
ومن الأبيات:
ياما طبخنا رز أصفر / على بلاط يتنثر / قالوا فلان تجوز / تجوز وخلى الناس تتحسر
ياما طبخنا محشي / والرز بقلبه يمشي / واحنا يا بيت فلان / يلبقلنا كل شي.
ويقولون أيضاً:
نزلت من العلوة تومي بريدينها / توميلك يافلان نومة بحضونها
ارفعي راسك لا تكوني ذليلة / أخذتي فلان يسوى قبيلة
فلان لو هد وضرب شطب / ريحان لو هب الهوا يميله.
ويشير الباحث عبد القادر عياش في مجلة صوت الفرات حول مشعل بالقول: «كان يغنى منذ قرن ونصف خاصة في دبكات العرس بنغم الحجاز وهو من بحر المتدارك، ينظم بأربعة أشطر، الثلاثة الأولى متحدة القافية جناس لفظي مختلفة المعاني، وقافية الشطر الرابع ألف طويلة بعدها نون مجرورة وياء وهي قافية المستهل.
وإليك أبيات مما يغنى في دير الزور:
شفت مشيعل على الدرب لاقيته / ما حلالي غير بنية بيته
خاتم الذهب من ايدي انطيته / هل صايغه حنا ولد النصراني
شفت مشعل فوق سطح الباشا / ياخديد مشعل وردتين بشاشا
والله إن اقضبتج ما يفكجي الباشا / ما كول العرش هل فوقاني.
أضاف عياش بالقول: «لا يزال أهالي الدير يغنون نفس الغناء في زفة العروس، وتقضي التقاليد بأن يمرَّ موكب سيارات العروس من فوق الجسر الصغير مروراً بباقي الجسور ومع الغناء تتعالى زغاريد النساء وتسمى الهلاهل».
وهذه بعض أبيات الغزل ومنها:
حدّرت من العلوه تومي وتوحي / توميلك يا حسن بردن الدويحي
انكتت من العلوه بيضة غريره / توميلك يا حسن بردن القصيرة
حدرت من العلوه تومي بردنها / هناك ياحسن بنومة حضنها
حطي جراب المسج بينج وبينه / صبح جراب المسج كله روايح
ياصايدين الخشف لا تطعنونه / عيو على امونه تشابه عيونه.
وتشير سلوى المحمد حول زفة العروس: «تشتهر دير الزور بفطور العروس وهي وجبة تقدم لأهل العريس صباحية الدخلة وهنا تتباهى العوائل بإرسال فطور يليق بسمعتهم وقبل دخول فطور العروس يقوم بعض النساء بإلقاء الأشعار، ومما جاء في غناء زفة العروس:
بيت أبو فلان رحى مستديرة / تعشي ضيوف لفت عل جزيرة
بيت أبو فلان رمل ما ينداس / من كثر ما تجري دموم الذبايح».
ويشير الباحث عبد القادر عياش حول أغنية طالعة من بيت أبوها بالقول: «قديمة في دير الزور وكان قارع الطبل يغنيها على طبلة في الدبكة وفي صباح يوم الحنة من أيام العرس، وليلة الحنة تقليد لا يمكن أن يخلو عرسٌ منه، ولا بدّ لكل عروس من حفلة حنة تشاركها فيها صديقاتها وقريباتها».
وأضاف عياش بالقول: «إن قارع الطبل يقعد بقرب باب العريس على الرصيف باسطاً عباءته يتلقى مقادير القمح التي يأتي بها الجيران ويتلقى هبات المارين الذين يشوبش لهم، ولها لازمة هي مستهلها:
طالعة من بيت أبوها / رايحة تزور الجيران
حيطة الأحمر عالأبيض / والباشا يضرب سلام
ومن أبياتها:
قلتلها ياحلوة ارويني / وعلى صديرك فرجيني
قالتلي رح يا مسكين / ياصديري فسحة ميدان
قلتلها ياحلوة ارويني / وعلى عيونك فرجيني
قالتلي رح يا مسكين / ياعيوني عيون الغزلان
اسماعيل النجم