ماري.. منارة الحضارة قبل آلاف السنين

كان اكتشاف مملكة ماري عام 1932 من قبل الفرنسي أندريه بارو في تل الحريري بالقرب من البوكمال حدثا هز العالم فقد شهدت الوثائق التاريخية التي وجدت في المعابد والقصور والرقع الأثرية أنها سبقت عصرها بآلاف السنين.

تأسست في العام 2900 قبل الميلاد من قبل العموريين، وظلت لأكثر من ألف عام منارة للحضارة، وتولى حكمها سبعة ملوك في الفترة من العام 2015 وحتى 1920 قبل الميلاد.

وجود ماري على نهر الفرات ساهم في زيادة العمل بالنشاط الزراعي وتوفير منظومة زراعية متطورة، ومنحها إمكانات لتكون مكتنزة بالخيرات والمساحات الزراعية المتوفرة، حيث تتمتع أرضها بالتربة الخصبة التي يجلبها النهر من طمي ومياه وفيرة في موسم الفيضان، ما أدى إلى زيادة المحاصيل وخاصة القمح والأرز والسرو، وكذلك تطور طرق الري التي تحولت من البدائية إلى استخدام السواقي والسدود.

وقام الماريون بحفر القنوات لرفع المياه، بالإضافة إلى الاتجاه لتربية الحيوانات، كما سهل موقعها على النهر مرور السفن التي ساعدت في نشاط وازدهار الحركة التجارية وتبادل الثقافات، وجعل من المملكة محطة مهمة على الطريق التجاري بين بلاد الشام وبلاد الرافدين.

وأوضحت المخطوطات والرسائل، التي تم العثور عليها أن المملكة لها دور في التطور البشري وكشفت الجوانب الإنسانية، التي أولتها المملكة بوجود جمعيات للفقراء وإتاحة متطلبات المعيشة ما أدى إلى الاستقرار، كما أظهرت المخطوطات اللغات التي تكلم بها سكان ماري منها السومرية والأكادية القديمة والحورية واللهجات العمورية، وعرفوا صناعات الزيوت والخمور والمنسوجات ومساحيق التجميل وطرق المعادن والنقش على الأحجار، ووجود الحلي والمجوهرات والنحاس والبرونز والحديد بالإضافة إلى القصدير وأواني الشرب وأغطية الأسّرة.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار