هذا صيف الـ (جشج) فانتظري يا موائد الشتاء !!
ربما لا يكون أهل المنطقة الشرقية منفردين بالوجبة الشتوية المسماة بالفورة، وربما يطبخ السوريون ما يشبهها، لكنها ليست مثل الفورة الديرية ويسميها السوريون كشكة، فبماذا تتفرد الفورة الديرية؟
فصل الصيف الحار هو وقت صناعة الكشك في دير الزور، لسببين أولهما أن (الجشج) الكشك الديري يحتاج إلى لبن الغنم الخام الثقيل، وهو ما تنتجه الأغنام بعد نهاية رعيها للأعشاب العطرية في الربيع كما هو موسم الجبن والسمن أيضا لهذا السبب، والسبب الثاني أن هذا الكشك يحتاج لحرارة شمس قوية كي يجف ويسمى بالجميد.
ما يميز الفورة الديرية في صناعتها أنها تحتاج للعوين (لوبيا) ذي الحبة السوداء حصرا، والثوم كي يضفي عليها نكهة لاذعة، والأهم سمن الضأن العربي للتدسيم، وهي وجبة ساخنة لاذعة مليئة بالسعرات الحرارية تمنح الجسم حرارة قوية لذلك فهي وجبة شتوية وليست صيفية، ولها طقوس خاصة في صناعتها التي تحتاج أربعة وعشرين ساعة من نقع وسلق وطبخ، وهي تؤكل يوم الجمعة صباحا حصرا، باجتماع أفراد العائلة الكبيرة كلهم مع الأنسباء والكنات، ويبدأ تجهيزيها من يوم الخميس.
الفورة الديرية كان من المستحيل أن يخلو منها بيت، لكنها الآن حكر على القادرين على ثمنها فتكلفتها كبيرة مثل معظم طعام المطبخ الديري المكلف، والذي تحول نتيجة الضعف الاقتصادي للمواطن إلى وجبات شبه تراثية.