اللهجة الرقية هي أقرب اللهجات إلى اللغة العربية الأم، أخذت شكلها من القبائل العربية الأصيلة التي سكنت وادي الفرات الأوسط، من ميزاتها الكشكشة، والعنعنة، والشنشنة، فيها ألفاظ لا تسمعها إلا على ألسنة الناطقين بها، وتعود إلى الأكادية بداية الكلام العربي.
اللهجة الرقية متنوعة بتنوع متحدثيها، وهي شاملة لأهل الحضر والبدو، فالمنطقة كانت تستقطب كل القبائل العربية خاصة تلك التي سكنت على ضفاف الفرات، ورغم تنوعها الثقافي تبقى أقرب اللهجات على الإطلاق إلى لغتنا العربية الجميلة لغة الأجداد، ومن تلك الألفاظ الشنشنة وهي جعل الكاف شيناً مطلقاً، ولكننا في الرقة نجعلها ما بين الشين والكاف، فاللهجة ما زالت حية وتتحدثها بيئة عربية موجودة، والإبدال ليس مطلقاً وإنما في بعض الألفاظ حيث تكثر عند سكان المدينة وتقل عند الفدعان، والبدو يقلبون الكاف سيناً على عادة مضر ربيعة فالكلمات هي: بكى، شكى، كف، شكوة، تلفظ بجى، شجى، جف، شجوة، وتنسب قديماً إلى اليمن وأهل الشعر من مهرة وقضاعة وتغلب.
لهجة الرقة لهجة حية وفريدة تأتي قيمتها من تعددها وغناها وشمولها، وقدراتها على الاستمرار والصمود كل هذه المدة دون أن تفقد قيمتها، وإن بدأت تنحسر اليوم أمام الاختلاط السكاني الكبير، إلا أنها ما زالت تحمل داخلها ظواهر بواكير اللغة العربية الأم في بدايات تطورها نحو الشكل الذي نعرفه، وانشطارها عن الأكادية.
وعن الاختلافات في طريقة النطق عند أهل الرقة يقول الباحث إبراهيم الخليل في الحوليات الصادرة عن وقائع الندوة الأثرية في مدينة الرقة: لهجة الرقة لهجة حية وفريدة تأتي قيمتها من تعددها وغناها وشمولها، وقدراتها على الاستمرار والصمود كل هذه المدة دون أن تفقد قيمتها، وإن بدأت تنحسر اليوم أمام الاختلاط السكاني الكبير، إلا أنها ما زالت تحمل داخلها ظواهر بواكير اللغة العربية الأم في بدايات تطورها نحو الشكل الذي نعرفه، وانشطارها عن الأكادية.
اسماعيل النجم