اختلفوا في الاسم وأجمعوا على أنها ابنة الفرات

أخذت دير الزور تسميات متعددة فردها البعض إلى ألفاظ آرامية وعمورية ويونانية إلى أن استقرت في تسميتها عام 1856م.

وأطلق الباحثون على مدينة الدير تسميات كثيرة فبعضهم أطلق عليها اسم دير الرهبان لكثرة الأديرة المسيحية الموجودة فيها، وآخرون أطلقوا عليها دير الرمان لشهرتها بزراعة الرمان، وسمّى آخرون المنطقة باسم دير الشعراء لكثرة الشعراء الذين يؤمون المنطقة.

أقدم الأسماء التي منحت لدير الزور هي شورا أو جديرته وهي كلمة سريانية، وخلال العصر السلوقي سُميّت ثياكوس، لاحقاً تغير الاسم إلى دير حتليف وهو اسم الدير الذي استقرّ به عبد الملك بن مروان، حين جاز الفرات لمحاربة مصعب بن الزبير، وبحسب ياقوت الحموي فإن الدير كانت تسمى أيامه في القرن الثالث عشر دير الرمان لاشتهار المدينة بهذه الثمار التي لا تزال تزرع حتى اليوم، أما العثمانيون فقد أسموها في القرن السادس عشر دير الرحبة نسبة إلى قلعة الرحبة التي تقع بالقرب من الميادين إلى أن استقر اسم دير الزور عام 1856 أواخر العصر العثماني.

اختلف المؤرخون في أصل تسميتها حيث أشار الباحث الاجتماعي الراحل عمر صليبي في كتابه لواء الزور في العصر العثماني عن أصل التسمية بالقول: أسماء كثيرة أطلقت في القديم على دير الزور، منها دير الرهبان وهو مكان التعبد، أما الزور بفتح الزاي فتعني الصدر الواسع أي صدر النهر، وهي المنطقة الزراعية المروية الواقعة على ضفاف الفرات والمتكونة بفعل فيضانات الأنهار والمتمثلة بالتربة الخصبة السمراء.

ولذلك دير الزور مؤلفة من كلمتين، دير وهو المكان الذي يسكنه الرهبان المسيحيون، والزور هو المكان الموجود على مقربة من نهر الفرات وتكثر فيه النباتات الطبيعية

في عام 1574 م توقف في الدير الطبيب والعالم النباتي روولف أثناء زيارته لشواطئ الفرات قادماً من مدينة براجيك التركية متوجهاً إلى مدينة الفلوجة العراقية، وقد وصف مدينة دير الزور بـأنها مدينة صغيرة يحكمها الأتراك وسكانها عرب ويقول: إن البيوت مبنية على تل من الجهة اليمنى لنهر الفرات وهي محاطة بسور وخندق.

ويصف السكان بقوله: إنهم أقوياء الأجسام شعورهم سوداء، وهم لطيفون ويحبون الغرباء.

ورأى الكاتب أحمد وصفي زكريا تعريفاً للزور بقوله: هو الوادي الطويل المقفل والممتد على ضفتي نهر الفرات حيث تكثر فيه الأشجار من الغرب والتوت أشبه بالغابات يستحيل الدخول إليها.

وأضيفت للدير كلمة البشارة في زمن إبراهيم باشا فعرفت باسم دير البشارة ارتباطاً بجبل البشري الذي يقع في نهاية بادية الشام،

ورأى سيادة البطريرك اغناطيوس يعقوب الثالث بالقول: جاءت تسمية دير الزور من السريانية دير زعور أي الدير الصغير وذلك لأن حرف العين في اللغة السريانية الشرقية العامية يلفظ أحياناً همزة وأحياناً يختفي كلياً، كما حصل في كلمة دير الزور

وفي 15 أيار 1826 جاء إلى دير الزور الكولونيل الإنكليزي شيسني قادماً من براجيك عن طريق نهر الفرات وقد وصف الدير بقوله: الدير مبنية على هضبة مخروطية على الضفة اليمنى للنهر مواجهة لجزيرة الحويقة وعدد بيوتها ألفا بيت، وجزيرة الحويقة واقعة بين ذراع الفرات وقناة محفورة لتخفيف المياه أثناء الفيضان وهذه القناة جيدة الحفر قابلة لسير المراكب.

اسماعيل النجم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار