تعتبر العيون في الشعر الفراتي إحدى المفاتن الأساسية عند شعراء الغزل، فقد صورها الشعراء بأشكال مختلفة بعضها حمل الجمال والوداعة والقوة، وبعضها كتبها بألوان السويحلي والعتابا وأبو الرود حتى اتصف الشعر الذي يصف العيون بالشعر العذري والكلمة الرقيقة.
لم يخل الشعر الشعبي في وادي الفرات من ذكر محاسن العيون وصفاتها بل وحتى في قوالبها وألوانها، ولقد أبدع شعراء الفرات في وصف العيون الجميلة التي يمتزج فيها الغموض والجمال والسحر، فقالوا:
لا يزال أهل الدير يرددون أبياتاً من الشعر حول ملامح وجه المرأة ومفاتنها، ومنها تغزلهم بالعيون دون أن يعرف قائلها، أو في أي عصر قيلت أو لمن قيلت له، يكفيه من ذلك المعنى المتضمن بالأبيات التي يسقطها بدافع الإحساس النفسي
أمس وردن على الخابور والعين… ومعجبني سواد الهدب والعين
وجــع مابيج بــس الرمد والعين… ومكدرة على فــرق الحبـاب.
ويشير الباحث المرحوم عبد القادر عياش في مجلة صوت الفرات بالقول: وصف شعراء الفرات العيون أرق إحساساً وأرهف شاعرية لأن شعرهم يطفو فوق نهر صاف من العواطف الصادقة التي تغرق القلوب الوفية بألم الوجد، فقالوا في السويحلي:
عينك علينا مازلنا جيران عينك علينا… وإلا تجينا بحجة غرض يازين الإ تجينا.
وفي غناء الهلابا:
جتلتيني ياعنز الجراجب… سودة عين مقرون حواجب
عسى الياخذج ماله عواجب… ولا له وليد كبره يصيح يابا.
ويضيف عياش: لا يزال أهل الدير يرددون أبياتاً من الشعر حول ملامح وجه المرأة ومفاتنها، ومنها تغزلهم بالعيون دون أن يعرف قائلها، أو في أي عصر قيلت أو لمن قيلت له، يكفيه من ذلك المعنى المتضمن بالأبيات التي يسقطها بدافع الإحساس النفسي. فيقولون في لون الهلابا:
شفت الزين يغمز لي بعينه… ويجر الميل من عيني لعينه
أبو فلان يا ربي تعينـــه… عبنه زين لورد الجوابــا
شفت الزين عل خابور… ودمع العين عل وجنات حدر
طولي على طولج مقدر… وبيجي الزود يا سمحه الرقابا.
وفي غناء أبو الورد قالوا:
طلعت بصورة نونها… والكتب اللي يقرونها
حبر يا سود عيونها… عيون الغزال اللي يرد.
اسماعيل النجم