– ماذا تقول لنا عن موهبتك وتلمذتك وأثر الخط في نفسك وأهم الخطاطين الذين تأثرت بهم؟
كنت أمتلك الموهبة منذ الصغر والبداية كانت برسم الحرف بقلم الرصاص وتقليد الخطاطين الكبار، ثم تطور الأمر وأصبحت أكتب بقلم (الشنيار)، وصولاً إلى الكتابة بالقصبة المحلية ثم إلى القصبة الاحترافية ؛ أما التلمذة فقد تتلمذت بشكل فردي من كراسة الخطاط محمد هاشم البغدادي.
ويتابع: انقطعت عن التدريب على الخط لمدة ٢٠ سنة ؛ لكنني استأنفت مزاولته منذ ثلاث سنوات، والخط العربي قد شكل في حياتي منعطفاً هاماً حيث أنني تركت المدرسة في بداية المرحلة الثانوية للعمل بسبب الظروف المعيشية ولكن الخط قد أعادني إلى المدرسة من جديد فبحسب قناعتي أن الخط صنو العلم ولا يكتمل الإبداع بغير العلم ، ولهذا أتممت دراستي الجامعية وحصلت على إجازة في اللغة العربية جعلتني أكثر قربا من الخط .
وعن تأثره بالخطاطين الكبار قال: تأثرت بالخطاطين الكبار أمثال الآمدي و البغدادي وسامي ونظيف الذين تميزوا بخط الثلث ولكن الخط الأكثر قرباً إلى قلبي كان الخط الفارسي بمدارسه وأساتذته الكبار أمثال عباس أخوين وأمير خاني و أذكر أنني كنت أقف أمام لوحات هؤلاء ساعات طويلة لأغوص في أعماق الحروف التي تنساب إلى كياني كالنهر عندما يلتف حول الشجيرات العطشى.
– هل توجد إجازات في الخط كما في إجازات القرآن الكريم … و ما مقترحاتك ؟
إجازات الخط موجودة منذ القدم فأغلب الخطاطين مجازون من أساتذتهم والأمثلة كثيرة وهي سلسلة طويلة ..وإذا لاحظت في بعض اللوحات يذيل في التوقيع اسم الخطاط واسم أستاذه الذي أجازه، أقترح أن تعود فكرة إجازة الخطاط الذي يستحق ذلك من قبل أستاذه بشرط أن يكون الأستاذ معروفاً.
– وحيث إن خطاطنا يشغل منصب رئيس المركز الثقافي العربي بالميادين سألناه عن إمكانية إقامة دورات تعليمية للخط ومدى استفادة غير الموهوبين منها كون الغالبية العظمى على اختلاف الشرائح تشكو من سوء خطوطها فقال :
حرصنا منذ أشهرٍ عدة على الترويج لفكرة إقامة دورات لتحسين الخط في المدارس ..حيث تطوعت بشكل خاص لهذه الغاية ..ولاقت الفكرة القبول من بعض الطلاب الراغبين في تحسين خطهم فقط .. و برأيي أن غير الموهوب لن يستفيد بالشكل الصحيح ؛ لأن الموهبة بذرة في النفس تنمو وتزدهر بالمران و التعلّم.
الميادين- حميد النجم