تعد وجبة الحنيني طقسا رمضانيا بحتا في مدينة دير الزور، فهي لا تصنع خارج وقت الشهر الكريم، هذه الوجبة اليومية سهلة التحضير، ومكوناتها سهلة، لكنها تتميز بقيمة غذائية مضاعفة وتتكون من التمر، والسمن العربي، والبيض، ويتم صنعها لطعام السحور كي تساعد الصائم على تحمل العطش والجوع خلال النهار.
عن هذه الوجبة تقول السيدة سلوى: تقوم النساء الديريات بصنع الحنيني بسرعة وسهولة حيث نقوم بوضع السمن على النار ثم نضع فيه حبات التمر المنزوعة النوى ونقوم بتحريكه حتى يصبح التمر طرياً أكثر، وبعدها نقلي معه البيض حسب الرغبة، ويقدم الطبق عند السحور ساخناً مع الشاي.
وتتابع: قديما كان يعد الحنيني بالتمر والسمن العربي فقط ويؤكل بخبز التنور، وهذه الوجبة وحدها كافية لإمداد الصائم بكل ما يحتاج إليه من غذاء.
للرجال أيضاً رأيهم في الموضوع، فيقول وائل الجاسم وهو من الجيل القديم: عندما كنا صغاراً، كان الحنيني وجبة سحور يومية في رمضان وذلك لرخص ثمنها تلك الأيام، حتى كنا نصفها بالإجبارية، ونطالب بالتنويع، لكن هذه المطالبات لا تلقى آذاناً صاغية عند والدتنا التي كانت بفطرتها تعرف أنه الأنسب للصائم، أما في أيامنا هذه فيزور الحنيني مائدتنا الرمضانية أحياناً لأن مواده كلها أصبحت غالية الثمن والتكاليف خصوصا السمن العربي والتمر، وحتى التنور لم يعد يصنع كما يجب في المنازل.
الباحث في التراث خالد العبد بين أن سبب تسمية الطبق بـالحنيني ؛ بمعنى حنون على المعدة، والحنيني هي وجبة موجودة في دير الزور وريفها فقط ولا يعرفها أهل المحافظات، ولها دور كبير في دعم القيمة الغذائية لوجبة الصائم، فالسمن البلدي يحمل شحوماً وسعرات حرارية عالية لا تصرف بسرعة ويحتفظ بها الجسم طوال النهار.
اسماعيل النجم