من الظواهر المهمة التي تدل على ميل العربية نحو التخصيص والتمييز والدقة في وظيفتها البيانية ظاهرة الفروق اللغوية؛ إذ تكشف هذه الظاهرة عن القدرة البيانية للغة العربية وطاقاتها التعبيرية وإمكانياتها للتمييز بين المسميات المختلفة بأدق التفاصيل في هذا السياق قدّم الاستاذ محمد ياسر درار محضرة في اتحاد الكتاب العرب بدير الزور حملت بعنوان : الفروق اللغوية في اللغة العربية ، استهلها قائلا : الفرق في اللغة هو الفصل بين الشيئين، وفي الاصطلاح هي ظاهرة تخص معاني الألفاظ التي تجمعها صلة دلالية وعلاقة معنوية ،
والمعروف أن الألفاظ هي دوال لمدلولات خارجية ، والمتكلم هو الذي صنف الكون وموجوداته تصنيفات مختلفة بحسب نظرته لما هو موجود حوله ،
وذكر درار : امتاز العربي بدقته في تصنيف الموجودات وتخصيص الأشياء وتمييزها من بعضها والتدقيق في تفاصيل الأشياء ، فنراها قد توسعت في إطلاق الألفاظ للتعبير عن المعنى الواحد من جهاته المتعددة وأحواله المختلفة والإفصاح عنها بأكثر من إشارة ولتوضيح دقة العربية في تصنيفها الكون إلى مدلولات والتوسع في بيان المعاني وقدرتها على التحديد والتخصيص وإبلاغ المعاني مهما دقت ، نذكر بعض الأمثلة
وختم محاضرته : إن هذا التوسع في الإبانة عن المعاني المختلفة أدى إلى كثرة الألفاظ التي تجمع بينها صلات دلالية تتفاوت في مدى تقارب مجالاتها الدلالية ، والألفاظ لا تبقى على حال واحدة بل هي عرضة للتغير والتطور بمرور الزمن وكثرة الاستعمال .
الفرات : خالد جمعة