يوثق كتاب “الألعاب الشعبية في الجزيرة السورية” الصادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب للباحث أحمد الحسين التراث الشعبي المادي واللامادي في الجزيرة السورية والذي حرص عدد من الباحثين من أبناء المنطقة على الحفاظ عليه من الاندثار والضياع.
الكتاب الذي جاء في 80 صفحة من القطع الكبير تضمن أربعة فصول هي “ألعاب الصبيان” و “الألعاب المشتركة بين الفتيان والفتيات” و”ألعاب النساء” و”ألعاب الرجال” حيث عمد المؤلف إلى توثيق ألعاب الأهالي خلال مئة عام مضت أو أكثر وحتى التاريخ الحديث.
واعتمد الحسين في كتابه منهج بحث علمي ربط خلاله جذور بعض الألعاب بالحضارات القديمة الموجودة في المنطقة عبر قالب من الوصف الدقيق والممتع لتفاصيل كل لعبة مرفقاً معها صوراً توضح كيفية اللعب والأدوات التي كان يستخدمها الأجداد في لعبهم.
وينضم كتاب “الألعاب الشعبية في الجزيرة السورية” إلى جهود المؤلف في حفظ الموروث الشعبي في الجزيرة السورية عبر سلسلة كتب ومقالات وأبحاث نشرها ووثقها في هذا المجال لينقل لقارئ اليوم هذا الفلكلور الذي يتميز بعراقته وغنى تنوعه ولا سيما بعد أن تعرض قسم كبير منه سواء كان مادياً أو لامادياً للاندثار نتيجة الحداثة والمدنية وانتقال أهالي الريف إلى المدينة وتغير أنماط معيشة أهالي ريف المحافظة.
والباحث أحمد الحسين يحمل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها مهتم بالدراسات الأدبية والتراثية والموروثات الشعبية نشر أبحاثاً ودراسات في صحف ومجلات ودوريات سورية وعربية وعمل سابقاً مديراً للثقافة ورئيساً لفرع اتحاد الكتاب العرب في الحسكة ونال عن مؤلفاته جائزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات الأدبية عام 2012 وصدرت له مؤلفات عدة أهمها “فنون المأثورات الشفاهية في الجزيرة السورية” و”أدب الكدية في العصر العباسي” و”مقالات في أدب الحمقى والمتحامقين”.