الرئيس الأسد للمعلمين في عيدهم: نحتاج لإنشاء جيل يواجه التحديات لا يهرب منها.. غيرياً يعرف معنى العطاء
بمناسبة عيد المعلم التقى السيد الرئيس بشار الأسد اليوم بمعلمين قادمين من كلِّ المحافظات السورية أصحاب مسيرة العطاء التي تزيد على عشرين عاماً، وبمعلمين مبادرين متميزين، موجهين أوائل، ذوي الأقدمية والجهد في تأليف وتطوير المناهج، وبمجموعةٍ من الكوادر العلمية والإدارية في القطاع التربوي.
وقال الرئيس الأسد خلال اللقاء: أرحب بكم جميعاً معلمين ومعلمات جنوداً في معركة بناء الإنسان، والعقل، والفكر… جنوداً في معركة تصحيح مفاهيم الجهل والتخلف.. جنوداً في الدفاع عن هويتنا وثقافتنا وانتمائنا عبر تحصين أبنائنا بالوعي والعلم والمعرفة، فبمناسبة عيد المعلم كل عام وأنتم بخير.
وأضاف الرئيس الأسد: سُميت الوزارة، وزارة التربية لم تُسمّ وزارة التعليم، ولا وزارة التدريس، ولا وزارة المدارس. لأن العلم من دون أخلاق يؤدي للأذى ويلحق الضرر، والعلم من دون وطنية يؤدي لدمار الوطن، لذلك المعلم لا يجوز أن يكون فقط مدرساً، المعلم هو مرب، مدرس ومرب، مرب بالمعرفة، ومرب بالقدوة الحسنة، المدارس هي رديف المنازل، والمعلمون والمعلمات يتكاملون في عملهم مع الأهالي، ويكملون ما بدأه الأهل في المنزل في تنشئة الجيل القادم، أو رجال ونساء المستقبل، لذلك عندما يظهر أي خلل في المجتمع أو في الوطن أو في البلد على مستوى مهني، على مستوى اجتماعي، على مستوى وطني، أول ما يشار إليه بالبنان هو قطاع التربية، التربية منازل ومدارس.. أهال ومعلمون.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن التربية هي كل فرد بالمجتمع وهي كل عائلة، وهي كل اختصاص، يعني عملياً هي كل الوطن، فإذا ارتقت يرتقي معها الوطن، وإذا انحدرت ينحدر معها الوطن، واليوم ونحن ننهي العام الحادي عشر للحرب على سورية، تصبح الأمور مع الوقت ومع الزمن ومع مرور السنين أكثر وضوحاً بالنسبة لكل مواطن سوري، وعناصر هذه الحرب تصبح أكثر ظهوراً سواء الغرب الذي يسعى للهيمنة والسيطرة على كل العالم بما فيه سورية كواحدة من الساحات، مروراً بالإمعات.. أنظمة الإمعات سواء كانت عربية أو إقليمية، أو كانت غربية في أوروبا وصولاً إلى من يحمل جنسية سورية ، ولكنهم غير حاملين لروح الوطن ولتراثه، وهذا العنصر هو العنصر الأهم في هذه الحرب، لأنهم المدخل للغرباء، والمفتاح لكل المؤامرة التي حصلت في سورية، ودروس الحرب لا يمكن أن تكون دروساً مفيدة أو مستفادة إن لم نتمكن من تحليل هذه الحالة، فهؤلاء أشخاص عاشوا معنا في نفس الوطن، درسوا معنا نفس المناهج، كل هذه الدروس الموجودة في التاريخ تعلمناها سوية، ولكنهم ذهبوا بالاتجاه المعاكس، تلك المجموعات من السوريين وهي قليلة، بالاتجاه المعاكس للتاريخ ولطبيعة المجتمع في سورية.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن هناك عاملاً آخر لا يقل أهمية عن هذا العامل أو العنصر، هم السوريون الذين أحبوا بلدهم ولكنهم لم يمتلكوا الوعي الكافي في بداية الحرب لكي يعرفوا ما الذي حصل، فأرسلوا الرسائل الخاطئة عن غير قصد للخارج، فشجعوا الخارج، وشجعوا الإرهابيين عندما أظهروا أن ما يحصل في سورية هو ليس خلافات سياسية، والخلافات السياسية طبيعية، الناس لديها آراء مختلفة، ولكن ما أظهروه هو الانقسام الوطني، وعندما يكون هناك انقسام وطني، يعني أن أسس الوطن غير صحيحة، وهذا يعطي رسالة للأجنبي لكي يبحث عن الفرصة المناسبة والذهبية للتدخل في سورية.
وتابع الرئيس الأسد: خلطوا بين حرية الرأي وبين فوضى الآراء، فكان بالنسبة لهم الحديث عن المواضيع، والحديث باللغة التقسيمية سواء كانت طائفية أو عرقية أو غيرها هو جزء من حرية الرأي وليس جزءاً من تخريب الوطن، برروا الفوضى بردّ الفعل، برروا التخريب بالإصلاح، قالوا بأن من خرج، خرج من أجل أن يصلح الفساد والأخطاء المختلفة الموجودة، خلطوا بين الحكومة والدولة، بدلاً من معارضة الحكومة ذهبوا باتجاه تدمير الدولة، لم يقدروا ماذا يعني “تدخل خارجي”، ونزول سفراء أجانب إلى الميدان في سورية من أجل دعم التخريب، وعوا لاحقاً ولكن عندما وصلوا إلى مرحلة الوعي كان الأوان قد فات، وكان في ذلك الوقت قطار التخريب قد انطلق في سورية.
وقال الرئيس الأسد: كل هذه الأمثلة تعبّر عن عدم وعي عميق ومخيف جداً لدى جزء من أبناء المجتمع ولو كان هذا الجزء صغيراً وليس كبيراً، وأقول مخيفاً لأن أمن واستقرار الوطن يعتمد على الوعي، أهم عنصر هو الوعي، والوعي الوطني بالدرجة الأولى. كل العناصر الأخرى للاستقرار مهمة ولكن بغياب عنصر الوعي لا قيمه لها.
وتابع الرئيس الأسد: وطبعاً التربية هي أهم عنصر من عناصر تشكيل هذا الوعي، فنسأل أنفسنا سؤالاً ونحن ما زلنا في خضم الحرب، ويبدو أن الحروب تنتشر في كل مكان، هل نظامنا التعليمي قادر على المساهمة الفعّالة في بناء نشء واعٍ ومؤهل؟ هل يستطيع أن يحمي تلك الأجيال الصاعدة من السقوط الفكري والنفسي ولاحقاً السقوط الاجتماعي ومعه الوطني؟
وأضاف الرئيس الأسد: لماذا نسأل هذا السؤال الآن؟ ألم يساهم النظام التربوي عبر أجيال في بناء هذا الوعي؟ بكل تأكيد معظمنا نشأ بهذا النظام لكن الفرق أن التعليم قبل التسعينيات وبناء الوعي الوطني، وحماية المجتمع من التأثيرات الخارجية، كان سهلاً، لم يكن هناك لا فضائيات ولا انترنت، ولا ما شابه، كانت المجتمعات أقرب إلى العزلة عن بعضها البعض وهناك تواصل ولكن كان محدوداً، بالتسعينيات بدأت الفضائيات، وبدأ التأثير الخارجي وطبعاً بالألفينات بدأ الانترنت، وكلنا يعيش اليوم ماذا تفعل بنا وسائل التواصل الاجتماعي، بمعنى أن عملية تأسيس هذا الوعي اليوم بالنسبة للكادر التدريسي.. بالنسبة للمنهاج.. بالنسبة لمنظومة التربية والتعليم بكل جوانبها ستكون أصعب بكثير، وأكثر تعقيداً، هذا لا يعني أبداً أن العزلة التي كانت موجودة بحكم ظروف العالم في ذلك الوقت من الناحية التقنية وغياب وسائل التواصل الاجتماعي كانت شيئاً جيداً بالعكس من أهم عناصر تطوير المجتمعات وتوسيع آفاقها هو الاحتكاك بالثقافات الأخرى بشرط وحيد أن نكون محصنين عبر الشخصية الوطنية الراسخة لأن هذا التواصل والاحتكاك مع الثقافات الأخرى يختلف بين أن يكون عملية اندماج ونحن نعتبر أنفسنا جزءاً من ثقافات العالم ونحن من أهم المجتمعات القادرة على الاندماج بحكم التنوع التاريخي ومرور الحضارات المختلفة لكن هناك فرق كبير بين أن نندمج وبين أن نذوب، لذلك للتربية بهذا العنوان لها دور مهم بتشكيل هذه الشخصية الوطنية وبتشكيل الهوية الوطنية والقومية الجامعة لمختلف أطياف المجتمع السوري.
وتابع الرئيس الأسد: ننتقل للسؤال الثاني وهو التركيز على الثغرات الكبرى التي نراها أخطر لمعالجتها وجزء من هذه السلبيات لا علاقة لها بالحرب ولكنها ظهرت بالحرب وأقدر شريحة أو قطاع قادر على تحديد هذه السلبيات هو قطاع التدريس لأنه يتعامل مع الطالب بشكل يومي.
وأوضح الرئيس الأسد أن السؤال الثالث الذي ينطلق من السؤال الأول والثاني ما هو المخرج الذي نريده من نظامنا التربوي.. من هو هذا الخريج ما هي مواصفات الخريج من هو المواطن المستقبلي الذي نبحث عنه وهنا يفضل أن ننطلق أولا من البيئة العامة التي نعيشها اليوم كلنا كباراً وصغاراً نعيش اليوم في عصر المعلومات بين المعلومة والمعلومة تأتي عشر معلومات كثافة المعلومات بسبب وجود الهواتف الذكية والحواسيب ووسائل التواصل الاجتماعي لا تعطي وقتاً للتحليل لكن هذا الحجم من المعلومات لم يجعل الأجيال أفضل، بالعكس أعادنا إلى الخلف.. الأجيال السابقة كان لديها معلومات أقل، ولكن كان لديها قدرة للتحليل أكبر.. اليوم نحن نخسر هذه القدرة أو المهارة… فإذاً علينا أن نفكر كيف يمكن أن ننشئ جيلاً يمتلك منظومة تفكير صحيحة… عندما يكون لدينا منظومة تفكير صحيحة، فستصبح هذه المعلومات الكثيرة مفيدة للطالب ومفيدة للمجتمع… عندها سوف ننتقل من أن تستثمرنا المعلومات إلى أن نستثمرها نحن… عندما نستثمر معلومات تصبح الإشاعات خارجاً، وتصبح القيادة عن بعد التي تحصل من وقت لآخر على مواقع التواصل الاجتماعي، تصبح موضوعاً خلف ظهرنا.. حالياً لأننا لا نحلل المعلومات فنحن نُقاد عن بعد… في عصر المعلومات نحن بحاجة لتحليل… التاريخ لا قيمة له كمعلومات حفظناها إن لم نستنتج دروس التاريخ، وهذا قمة التحليل.. نحن اليوم بحاجة لتحليل التاريخ أكثر من الرياضيات… نحن بحاجة لإنشاء جيل يواجه التحديات لا يهرب من التحديات… عندما تظهر أمامه مشكلة يواجهها، لا يهرب منها ويعيش حالة إنكار… بحاجة لجيل مبادر فاعل يبحث عن الحلول لا ينتظرها لكي تأتي من تلقاء نفسها… بحاجة لجيل يسعى لتبديل الواقع لا يخضع للإحباطات التي تقوده إلى لا شيء… بحاجة لجيل يسيطر على التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي ويحولها لخدمته ولفائدته، بدلاً من أن تستنزفه بالوقت وبالطاقة وتجعله شخصاً يعيش حالة من الفراغ.. نريد خريجاً ينتمي للوطن لا يعتبر أن الوطن هو عبارة عن فندق فيه خدمات معينة جيدة، وعندما تنحدر هذه الخدمات ينتقل لفندق آخر… وعندما نتحدث عن الفندق لا نقصد الجغرافيا.. لا نتحدث عن أشخاص سافروا أو هاجروا لأسباب مختلفة.. البعض يسافر من أجل العلم.. البعض يسافر من أجل العمل… هناك أسباب مختلفة… ولكن الفندق هو المقصود فيه الأشخاص الذين يعيشون في سورية وقلوبهم وعقولهم في الخارج.. وهناك أشخاص عاشوا في الخارج لسنوات مختلفة، ولكن قلوبهم وعقولهم بقيت في سورية..
البعض منهم قام بأعمال كثيرة من أجل مساعدة وطنه وهو في دول مختلفة البعض منهم وقف على الحياد وكأنه غير معني، والبعض منهم جهد من أجل أن يُقنع الغرب بقصف سورية… فإذاً الوطن الفندق ليس المقصود به الجغرافيا، وإنما المقصود فيه الانتماء وطريقة النظرة لهذا البلد… فإذاً هو أين يكون عقل الإنسان مع وطنه… نريد خريجاً يعتبر نفسه جزءاً من الكل، ولا يعتبر نفسه كلاً… يعتبر مصلحته جزءاً من مصلحة المجموع… يستفيد مع الآخرين، وليس على حساب الآخرين… غيرياً يعرف معنى العطاء لا أنانياً بشكل مطلق لا يفكر سوى بنفسه ومن بعده الطوفان… مستعداً لكي يضحي من أجل وطنه لا أن يضحي بالوطن وبمصلحة الشعب من أجل مصالحه الخاصة.
وتابع الرئيس الأسد: كيف ننشئ هذا الجيل؟ ننشئهم بالوعي الوطني وبالقدرة على التحليل… هذا هو الأساس… كل شيء يأتي لاحقاً هو يُبنى على هاتين النقطتين تقنياً نطورهم بتطوير المهارات، وليس بالإغراق بالمعلومات… ما ينقصنا هو المهارات… المعلومات غزيرة في مناهجنا كما تعرفون، ولكن المهارات ضعيفة.. فإذاً نحن نأخذ العلم ولكننا نخسر المهارة.. العلم يفيد بالاختصاص، ولكن المهارة تفيد بالمجتمع.. وهذا ينقلنا لمهارة أخرى هي مهارة التواصل وهي ضعيفة جداً في مجتمعنا، الحضور الواثق، القدرة على الاقناع، القدرة على الحوار مع شخص آخر مختلف عنه، هذه المقدرات ضعيفة بشكل عام وعندما نتحدث عن قدرة الحوار مع الشخص المختلف فهنا ننتقل لموضوع آخر مهم جداً وهو موضوع التنوع في سورية التنوع الاجتماعي هو أساس الهوية السورية، هذا التنوع هو أهم نقطة قوة يمتلكها أي مجتمع متنوع، وهي بنفس الوقت أكبر نقطة ضعف يمتلكها هذا المجتمع كيف؟ …بحسب ما ننظر إليها. إذا كنا نرى هذا التنوع غنى، الغنى الذي يأتي عبر الحوار المستمر بين مختلف مكونات المجتمع فهذه نقطة قوة وإذا كنا نراها اختلافاً وخلافاً فهي حتماً نقطة قوة لذلك يجب أن نؤسس على أن سورية لا يمكن أن تكون موجودة من دون هذا التنوع ولا يمكن أن يكون تنوعها أقل ولا يمكن أن تكون سورية لوناً واحداً نهائياً.. هذا النوع من الاختلاف وهذا النوع من الحوار ينقلنا إلى موضوع القيم، لأن الحوار وقبول الآخر هو أيضاً جزء من القيم الاجتماعية التي يجب أن نربي عليها طلابنا فقبول الاختلاف سواء كان مختلفاً بالعقيدة بالرأي، بالثقافة، بأي نوع من أنواع الاختلاف هو واحدة من القيم الاساسية التي تحمي الوطن، بالإضافة إلى تكريس القيم الاخرى كالمحبة والخير والاحترام (احترام الذات – احترام الكبار – احترام المعلم- احترام العلم…) كل معاني الاحترام التي بدأنا نفقدها تدريجياً خلال العقدين الأخيرين بسبب تأثرنا بثقافات أخرى التي أيضاً تخلط بين حرية التصرف وقلة الأدب، أما بالنسبة للمواد فأيضاً المواد لدينا شاملة، ولكن ما ينقص المواد أحيانا هو الربط بين هذه المواد، نحن نتحدث عن منهاج وأهداف واحدة أحياناً نؤلف المناهج بشكل مستقل من دون حوار بين الاختصاصات، وهذه نقطة ضعف بالنسبة للطالب عندما يشعر أنه يذهب باتجاهات مختلفة غير متوازية باتجاه هدف واحد بمواد مختلفة وأحياناً يكون هناك البعض من التناقضات بين الكتب بالنسبة لمعلومة محددة فهذا الشيء لن يؤدي الرسالة المطلوبة من المنهاج بالرغم من الجهد الكبير الذي يبذله القائمون على تأليف هذه المناهج، هذا الربط ضروري جداً هناك أيضاً موضوع الربط بين مضمون المواد وحجم المواد وحاجة المجتمع. فماذا نحتاج اليوم؟؟
نحتاج مهندسين وأطباء وحقوقيين، أم نحتاج اليوم مبرمجين أكثر، أين يذهب العالم خلال العشر سنوات القادمة أو ربما أكثر وربما خلال العقدين القادمين هل يذهب بشكل مستمر باتجاه الذكاء الاصطناعي الذي ربما يحكم كل هذه الأشياء التي نعيش معها اليوم أين نوجه الناس، هل نوجههم باتجاه آخر مختلف هو التعليم المهني، بما أننا نتحدث دائماً عن المشاريع الصغيرة وباعتبار أن المشاريع الصغيرة هي حاجة أساسية للاقتصاد السوري بغض النظر عن الحرب ولكن بناء الاقتصاد بشكل أساسي يعتمد على المشاريع الصغيرة هل نحن بحاجة لمهنيين أكثر؟؟ بالرغم من أن التعليم المهني يتبع للتعليم العالي وهذا ينقلنا لنقطة أخرى ربط المناهج ما بين التربية والتعليم العالي خاصة التعليم المتوسط، ولكن يجب أن نحدد أين نتوجه خلال العقود القادمة لأن الطالب الآن في الصف الأول عمره تقريباً خمس أو ست سنوات، عشر أو اثني عشر عاماً سيكون في الجامعة باختصاصات معينة طبعاً هذا العنوان يخص التربية و يخص التعليم العالي كما قلت وليس فقط التربية..
الربط بين المنهاج و الدروس المستفادة من كل المفاصل الوطنية التي مرت بها سورية …نحن نعطي معلومات عن الاكاديين والآشوريين والبابليين والعموريين والفينيقيين وصولاً إلى الاستعمار الحديث وخاصة الفرنسي والبريطاني ولكن أهم مرحلة تعني هذا الجيل اليوم تعنيه بشكل واقعي هي مرحلة الإخونجية …الإخوان المسلمون في الثمانينيات عندما قاموا بعمليات إرهابية لأن تلك المرحلة هي التي أسست للحرب التي نتعرض لها اليوم …كيف يمكن أن نطلب من هذا الطالب الذي سيكون مواطناً في المستقبل أن يكون لديه وعي وطني ونحن لا نشاركه بالتجارب الوطنية لا يوجد ربط …لا يعرف ما هي العلاقة بين هذه الحرب وتلك الحرب التي شنت في الثمانينات لا يعرف حتى عن بدايات هذه الحرب فإذا هذه التجارب الوطنية المهمة يجب أن تكون جزءاً أساسياً من المنهاج ومن تأسيس الوعي الوطني في المستقبل.
وقال الرئيس الأسد: تحدثنا كثيراً عن الطالب وعن المناهج ولكن ماذا عن المعلم ؟؟…طبعاً كل ما ذكرته سابقاً عملياً هو المعلم وليس الطالب.. الطالب شريك وليس فقط متلقياً.. والشريك الأكبر هم الأهالي، هذا الشيء طبيعي ولكن من يقود العملية هو المعلم، المعلم اليوم بحاجة إلى منظومة متكاملة كأية منظومة إدارية تتعامل مع التأهيل من جانب ولكن بنفس الوقت تربط مع التأهيل المراتب الوظيفية والمبادرة والحوافز المادية المرتبطة بهذه المراتب، فيجب أن نؤسس لمنظومة متكاملة تم البدء بها وأعتقد بأن اللمسات الأخيرة على القانون المرتبط بها موجودة الآن في التربية وسيرفع إلى مجلس الوزراء بعد دراسته من قبل اللجنة المختصة، سيشكل دعماً معنوياً وتقنياً ولكن الأهم مادياً للمعلمين، فإذاً قطاع التربية سيبقى أولوية لأننا من دون المواطن الواعي المسلح بالعلم وبالمعرفة والقادر على التحليل والمتماشي مع متطلبات العصر، أي حلول للمشاكل التي نواجهها اليوم بكل المجالات وبمختلف القطاعات ستبقى حلولاً جزئية ترقيعية قاصرة وقصيرة الأمد، عندما نبني هذا الإنسان المستقبلي سيكون الوضع مختلفاً بشكل جذري، اليوم تمكنا من خوض الحرب والدفاع عن الوطن بمواطن واعٍ ومنتمٍ ولكن بثمن كبير جداً، نحن نريد في المستقبل أن يكون هذا المواطن الذي نبحث عنه والذي هو الآن طالب في مؤسسات تعليمية سورية ليس فقط قادراً على الدفاع بل هو أهم من ذلك وأن يكون قادراً على وقاية بلده من أي حرب قبل أن تبدأ، نريد شخصاً قادراً على التحليل وبالتالي تفكيك المصطلحات التي تأتينا من الخارج وتفكيك سمومها وبالتالي هذا الشخص الواعي لا تأخذه تلك المصطلحات باتجاه التغرب عن المجتمع كما نرى أو باتجاه التطرف، لا التطرف السياسي ولا الاجتماعي ولا الثقافي ولا الديني، عندما يكون هذا الفرد واعياً فهذا يعني أن كل المجتمع واعٍ ويعني أن كل هذا المجتمع قادر على قراءة المخططات بشكل استباقي وقادر على تفكيك شيفرات المؤامرات المختلفة التي لن تتوقف تجاه هذه المنطقة وخاصةً تجاه سورية، كما نرى جميعاً فالعالم لا يسير باتجاه الاستقرار بالعكس تماماً الحروب تنتشر ولا استقرار وهو ما نراه في المدى المنظور، اليوم الأحداث بحد ذاتها لا تعني لنا بتفاصيلها بمقدار ما يعني لنا الربط بين هذه الأحداث، والربط بينها وبين الأحداث السابقة التي حصلت في الماضي، عندما نتمكن من هذا الربط عندها نستطيع أن نقرأ المستقبل، بنفس الوقت يجب أن نقوم بربط هذه الأحداث مع المواقف السورية خلال الحرب وقبل الحرب والمواقف السورية السياسية القديمة عندما نقوم بهذا الربط نستطيع أن نقول هل كانت الرؤية السورية في يوم من الأيام صحيحة أم خاطئة واقعية أم بعيدة عن الواقع، لذلك إذا أردت أن أتحدث عن الأحداث اليوم فجوهرها اليوم وفي الماضي هو الغرب، لأن الغرب يدير سياسات العالم أو يؤثر بالعالم بشكل سلبي منذ مئات السنين، ربما أكثر من قرنين من الزمن فكل مشاكل العالم عبر مئات السنين سببها الحروب والاحتلالات والقتل الذي كان دائماً الغرب يسعى إليه من أجل تحقيق مصالح، فإذا أردنا أن نتحدث عن أي موضوع لا بد أن نتحدث عن القاسم المشترك اليوم، أولاً لأن معاناة العالم كما قلت سببها الغرب ثانياً لأن معاناتنا في سورية وفي هذه المنطقة التي عمرها الآن مئة عام ونيف منذ خروج العثماني عام 1916 ترتبط مباشرة منذ الاحتلال الفرنسي حتى اليوم بالدول الغربية التي لم تتوقف عن التآمر على سورية، الجانب الآخر لأن الغرب اليوم يمر بمفصل تاريخي بالنسبة لدوره ووجوده وصورته بعد حرب أوكرانيا تحديداً، الحرب السورية والليبية أثرت ولكن الحرب الأوكرانية الآن هي مفصل كامل لدور الغرب أي سقوط الاتحاد السوفييتي كان مفصلاً مهماً ولكن الغرب كان يعتبر نفسه قوياً، لكن التحول الحقيقي حصل منذ الحرب العالمية الثانية وهذا هو التحول الثاني الكبير، فبما أن كل المشاكل والاضطرابات مرتبطة بالغرب، لذلك سأمر ببعض النقاط المرتبطة به وهي بالنسبة لنا في سورية معظمها نقاط قديمة ليست جديدة ولكن بالنسبة للجمهور الغربي هي جديدة..
وبالنسبة للكثير من المخدوعين في العالم هي جديدة وهذه نقاط هي ما سنبني عليها رؤيتنا المستقبلية، ربما لعقود من الزمن وليس لأيام أو لأشهر أو سنوات قليلة، النقطة الأولى هي أن الغرب الاستعماري، عندما أقول الغرب الاستعماري نحن لا نتحدث عن الشعوب، نحن نتحدث عن الأنظمة الغربية، نتحدث عن المؤسسات التي تقود السياسة الغربية، فعندما نتحدث عن الغرب فأنا أصف المؤسسات الفاعلة، اللوبيات والحكومات أو الأنظمة، التي تعمل بشكل وثيق معها فالغرب الاستعماري لم يتغير مطلقاً عبر تاريخه حتى هذه اللحظة، لا يوجد أي تبدل، الفرق هو أن أمريكا حلّت محل بريطانيا، وفرنسا في الخمسينيات وتحولت تلك الدولتان مع باقي الدول الأخرى في الغرب إلى تابعين إلى السياسة الأمريكية وأصبح الغرب أكثر تمرّساً، في الكذب والخداع وأكثر براعة في لبس الأقنعة المخادعة من أجل أن يخدع الشعوب المختلفة وتمكن من ذلك على مدى عقود من الزمن.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الغرب اليوم يستخدم المزيد من المصطلحات الإنسانية، ولكنه يرتكب المزيد من الجرائم بحق شعوب العالم، ولكن في الحقيقة، كل هذه الأقنعة التي لبسوها خلال تلك العقود لم يتمكنوا خلالها من خداع سورية ولا مرّة واحدة وهذه مشكلة الغرب مع سورية ومع الشعب السوري.. لكن الأحداث التي حصلت في سورية، أجبرت الغرب على أن ينزع هذه الأقنعة تدريجياً. أتت الحرب الأوكرانية لتدفع هذا الغرب لينزع ما تبقى من أقنعة دفعة واحدة. وأصبح الغرب عارياً تماماً أمام جمهوره أوّلاً وأمام باقي الشعوب ثانياً. ولكن نزع هذه الأقنعة لم يكن من دون ثمن، نزع هذه الأقنعة أدى إلى نسف أسس الدعاية الغربية الكاذبة، التي بدؤوا بتبنيها بعد الحرب العالمية الثانية. فأول نقطة هي أن الغرب أثبت أن القانون الدولي لا يعنيه على الإطلاق والغرب أكثر من دمر، عندما نقول الغرب رأسه أمريكا. هي أكثر من داس على مؤسسات القانون الدولي عبر العقود الماضية وحوّل العالم إلى غابة. وهنا يتساءل البعض بقليل من الرومانسية والبساطة، ما هو المبرر القانوني أو ما هو المستند القانوني للتدخل الروسي، في أوكرانيا، يجب أن نعرف بأن القانون هو ليس ما يكتب وإنما هو ما يطبق، يعني إذا كان في البلد هناك قانون مكتوب ولكن لا يوجد قضاء، ولا يوجد قضاة ولا يوجد شرطة، ما قيمة القانون؟ تكون البلد فعلياً غابة، وكل من يحترم القانون لن يكون له مكان في هذه البلد، ستكون البلد فقط للخارجين عن القانون، وقطاع الطرق واللصوص. الحقيقة أن العالم منذ سقوط الاتحاد السوفيتي هو عبارة عن غابة، واللصوص هم الغرب. ولا يوجد قانون دولي. ولا توجد مؤسسات دولية ولا يوجد أي شيء.. فالحديث عن القانون الدولي في ظل عدم وجوده وعدم تطبيقه، كلام من دون معنى وهذا الكلام قاله المسؤولون الروس منذ 15 عاماً بالضبط وبشكل علني، بأن السياسة التي يسعى إليها الغرب، هي سياسة القوة. وسياسة الأقوى وبالتالي هم يسعون إلى تحويل العالم إلى غابة. أما حرية التعبير والرأي، وهي أحد أهم الأسس التي يتباهى بها الغرب، فقد سقطت بالهاوية. فعلى الأقل منذ أتى جورج بوش الصغير منذ حوالي 20 عاماً والعالم الغربي كلّه برأي واحد والكل يتحرك بنفس الاتجاه.. حكومات، لوبيات، شركات، وسائل إعلام، ومؤخراً وسائل التواصل الاجتماعي. ما هذا الغرب الديمقراطي الذي يعيش فيه مئات الملايين من البشر، ولكن ليس فيه سوى رأي واحد؟ عندما تغضب أمريكا من سورية، فيصبح فجأة كل الرأي هو رأي واحد ضد سورية، وبنفس المصطلحات.
وتابع الرئيس الأسد: عندما يريدون أن يدافعوا عن الصهيونية، وهذا الشيء مستمر، فالكل يتحدث بلغة واحدة. ومؤخراً، عندما غضبوا من روسيا وسمحوا بالعنف تجاهها فأيضاً كان برأي واحد. فالحقيقة حريّة الرأي وحرية التعبير هي أن يكون لك رأي واحد متطابق مع الغرب، هذه هي الحقيقة. حريّة الملكية هي أحد أهم أعمدة النظام الرأسمالي، فجأة عندما غضبوا مؤخراً من روسيا، صادروا كل الأملاك للروس الموجودين في الخارج، سواء للدولة أو لرجال الأعمال، وهذا يذكرنا تماماً بمصادرة الأموال السورية، وبمصادرة الأموال الليبية وقبلها سابقاً العراقية والإيرانية وغيرها.. فإذاً حرية الملكية هي حرية ملكية الغرب لأملاك الآخرين، أظهر الغرب عنصريته وحقده الدفين على كل من ليس مثلهم هذا الكلام لا ينطبق فقط على المسلمين، ولا ينطبق فقط على العرب كما نعتقد.. لا. ينطبق على الجميع، الحقد الذي رأيناه على روسيا اليوم، لم نره على أي دولة في التاريخ. ولكن هذا الحقد ليس جديداً. هذا الحقد عمره قرون تجاه روسيا وتجاه الآخرين. أحد الأمثلة المهمة في الحرب العالمية الثانية كان الغرب سعيداً جداً بدخول هتلر إلى روسيا. ولا أحد يتحدث عن أكثر من 26 مليون ضحية في روسيا ولم يكن لديهم أي مشكلة معه ولم يحاولوا القيام بأي هجوم ضده. وإنما قاموا بذلك عندما بدأ يخسر وفي المراحل النهائية من الحرب العالمية لكي لا تتمكن روسيا من أن تختطف هذا النصر كما كان يفكر الغرب.. فقاموا بإنزال النورماندي وأثبت الغرب أنه لا يوجد لديه لا أصدقاء ولا يوجد لديه أعداء، يوجد لديه عدو واحد هو كل من يقف بوجه مصالحه المادية. يعني لا الشيوعية ولا الإسلام ولا النازية ولا الصين ولا روسيا ولا غيرها هم أعداء للغرب.. إذا كانوا يلبون المصالح فهم أصدقاء، وإذا كانوا يقفون ضد المصالح فهم أعداء.. يعني المبادئ صفر. لكن أخر حقيقة وهي أن أشد الحقائق قبحاً – وقلة من الناس تعرف عنها- هي كذبة أن الغرب ضد النازية وأن الصهيونية ضد النازية. القلة تعرف بأن النازيين في أوكرانيا وهي منظمات نازية عملت بشكل وثيق مع هتلر أمنياً وعسكرياً وعقائدياً. عندما انتهت الحرب العالمية الثانية تم إخراج القادة البعض منهم إلى أوروبا والبعض منهم إلى أمريكا.. وفي الخمسينيات طالبت (السي أي إي) الإدارة الأمريكية بأن يُرفع الحظر عن هذه المجموعات النازية لأنها ضرورة لأمريكا في أوكرانيا التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي. وما يؤكد هذا الكلام اليوم -هذا كلام تاريخي- أن زيلنسكي هو صهيوني يهودي ولكن يدعم المنظمات القومية المتطرفة التي قاتلت في الحرب العالمية الثانية عندما دخل هتلر وشارك جزء منها في المذابح ضد اليهود.. فكيف يكون هذا الصهيوني اليهودي داعماً لهذه المنظمات. والغرب يدعم هذه المنظمات التي تسمى اليوم منظمة (آزوف) اليمينية و”إسرائيل” الصهيونية التي تجتر ذكرى البكاء على ضحايا المحرقة.. تدعم زعيماً يدعم النازية التي قتلت اليهود.. هذا يؤكد بأن الغرب يكذب بكل ما يقول والغرب لا يهمه سوى أن يسيطر على العالم ويتحكم بالعالم وأن ينهب الموارد ويملأ خزائنه بالأموال.
لكن ماذا يعنينا من كل هذا الكلام.. ما يهمنا أن سورية عندما انطلقت بتعاملها مع الغرب بالسابق عبر العقود لم تنطلق من التشدد.. كانت تُتهم بأنها متشددة وغير واقعية ولا تقرأ الخريطة العالمية جيداً. نحن أبداً لم ننطلق سوى من التمسك بحقوقنا وبالتمسك برؤيتنا الواقعية لأن هذا الغرب لا يقدم لنا شيئاً..
فإذاً سورية ثبتت صحة رؤيتها ومواقفها، ثانياً لا يمكن أن نراهن على تغير الغرب في المدى المنظور.. لأن من لم تغيره القرون لن تغيره العقود.. وبالتالي لا يمكن أن نضع في حسباننا أن هذا الغرب سيأتي في يوم من الأيام ويلعب دوراً موضوعياً وعادلاً أو مساعداً في أي قضية من القضايا التي تعنينا في سورية وفي كثير من الدول الأخرى.
النقطة الثالثة، هذا يعني أن ما طرحته الدولة السورية والحكومة السورية في عام 2005 منذ 17 عاماً حول التوجه شرقاً يصبح الآن أكثر صحة من ذي قبل.. أولاً لأن الأحداث تثبت حقيقة أن الغرب لا يمكن أن نعتمد عليه.. ثانياً، لأن الشرق الذي نتحدث عنه قد أصبح شرقاً متطوراً وقادراً على سد حاجات معظم دول العالم بعيداً عن الحصار وبعيداً عن الفوقية وبعيداً عن التحكم بمصائرنا في كل مجال من المجالات.
وقال الرئيس الأسد: لذلك لا نشك اليوم بتقدم الغرب تقنياً وعلمياً وتنظيمياً وإدارياً.. ولكن لا شك لدينا بأن الغرب السياسي هو غرب منحط أخلاقياً.. هذه الصورة بالمختصر التي سوف تشكل رؤيتنا للغرب بالمستقبل وطريقة تعاملنا معه وهي لا تختلف إلا قليلاً جداً عن الرؤية التي شُكّلت عبر العقود الماضية.. فإذاً كما نرى، العالم يذهب باتجاه الصراعات وبدأ ثمن هذه الصراعات ينعكس على الجميع في كل زاوية من زوايا هذا العالم وخاصة في الجانب الاقتصادي.. ونحن جزء من هذا العالم وعلينا أن نفكر بشكل جدي ما هي الحلول الموجودة أمامنا لمواجهة هذا الواقع القاسي الذي بدأ يؤثر بشكل سريع جداً.
وأضاف الرئيس الأسد: طبعاً الإمكانيات موجودة ولو كانت قليلة ولكننا بحاجة لعقل ديناميكي وبحاجة أيضاً لإرادة قوية لكي نتمكن من ايجاد حلول، ونسأل أسئلة بسيطة في هذا المجال، المجال المعاشي والاقتصادي.. ماذا نستطيع ان نفعل وما الذي لا نستطيع أن نفعله. فالأسعار بدأت بالارتفاع عالمياً منذ أزمة انتشار وباء الكورونا وبشكل تصاعدي ومن دون توقف، ولكن أتت الحرب الأوكرانية لكي تؤدي إلى ارتفاع صاروخي في كل هذه الأسعار بما فيها القمح، بما فيها المعادن، كل الأشياء لا يوجد شيء لم يرتفع بنسب متفاوتة ويبدو أنه مع استمرار هذه الحرب سيستمر الوضع على ما هو من صعود مستمر، هل نستطيع أن نغير الأسعار في الخارج ؟ بكل تأكيد لا. هذا خارج تأثيراتنا بشكل مطلق. هل نستطيع ان نفعل شيئاً في الداخل؟ طبعا نستطيع.. نستطيع أن ندعم الانتاج، هذا ما نتحدث عنه، هل تمكنا من تحفيز الإنتاج خاصة المشاريع الجديدة خلال العام أو العامين الماضيين؟ طبعا تمكنا ولكن بنفس الوقت الظروف المختلفة أتت معاكسة لهذا الإنتاج، أولاً ظروف الغلاء في الخارج، ثانياً ظروف الطاقة الكهربائية. ولكن لا يوجد خيار إلا دعم هذا الإنتاج بأي ثمن من الأثمان وسوف نتمكن إن شاء الله من القيام بذلك، ولكن تبقى مشكلة الكهرباء هي العائق الأكبر في وجه المنتجين، طبعاً هناك رؤية واضحة للحل في هذا المجال، تحدثنا عن الطاقة الشمسية وبدأت أول مجموعات تصل في بداية شهر آذار، كان يفُترض أن تصل في الشهر العاشر ولكن الضغط الكبير على شركات الإنتاج والضغط الكبير على وسائل النقل البحرية أدى لتأخير لخمسة أشهر على الأقل، وما وصل هو القليل غير القادر على تغيير وضع الكهرباء، ولكن ما أريد أن أقوله إنه بدأت هذه التجهيزات تصل، بشكل أبطأ وبجدول زمني أطول مما كنا نأمل.
وتابع الرئيس الأسد: الجانب الآخر هو محطات التوليد التقليدية، بعد جهود صعبة تمكنا من إيجاد طرق لتأمين القطع الضرورية للنهوض بعدد من المحطات وتمكنا من تأمين خبراء لمساعدتنا، بقي جزء من هذه المستلزمات لم يتم تأمينه بعد ولكن بحسب رأي الخبراء فإن الفارق الكبير سيكون ظاهراً بعد الخريف تقريباً المهم أن الأمور تسير بالشكل الصحيح قد لا نتمكن من السيطرة على كل العوامل باعتبار جزء كبير منها خارجياً ولكن ما أريد قوله إن كل العقبات لم تمنعنا من أن نحسن الوضع، الذي لا نسيطر عليه هو الجدول الزمني ولكن حتى الآن تمكنا من السيطرة على المستلزمات المادية التي تعنينا في هذه القطاعات.
وقال الرئيس الأسد: بكل الأحوال، معالجة كل هذه الأشياء هي ليست مستحيلة، هذا يجب أن نعرفه، ليست مستحيلة على الإطلاق مهما اشتدت الظروف وقست ولكن لن تكون سهلة بكل تأكيد. ولن تكون من دون ثمن، كل هذا الغلاء في الخارج سيؤدي إلى أثمان عالية ندفعها نحن، لكننا نحتاج لآراء ناضجة وليست طفولية، لآراء متجددة مبدعة، إبداعية وليست آراء تقليدية.
وختم الرئيس الأسد: مرة أخرى أعبر عن سعادتي بهذا اللقاء فأنتم رسل العلم والمعرفة وأنتم المؤتمنون على مستقبل أجيال الوطن وأنتم حراس المبادئ والقيم التي تشكل هوية أمتنا وجوهر حضارتها وأساس بقائها.
أتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في مهامكم، فنجاحكم هو نجاح للوطن. كل عام وأنتم بخير وشكراً لكم.