جدد السفير الدكتور حسن خضور مندوب سورية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا التأكيد أن سورية لم تتأخر عن الوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب اتفاق الضمانات الشاملة ومعاهدة عدم الانتشار النووي رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها جراء السياسات العدوانية وممارسة الضغوط عليها.
وخلال أعمال دورة مجلس المحافظين التي تعقدها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لشهر آذار 2022 قال السفير خضور في بيان: “إن سورية لم تتأخر عن الوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب اتفاق الضمانات الشاملة ومعاهدة عدم الانتشار وأنها لبت كل الطلبات في مواعيدها وقد شهدت تقارير الوكالة بشأن تنفيذ الضمانات على ذلك” مشيرا إلى أن مسار التشويش الذي تتبعه أطراف معروفة يهدف إلى ممارسة مزيد من الضغوط على سورية التي تمكنت من الوفاء بتنفيذ جميع الالتزامات الدولية المطلوبة منها بموجب اتفاق الضمانات رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها جراء السياسات العدوانية والفاشلة لتلك الأطراف”.
كما رحب السفير خضور ببدء الحوار بين الأطراف المعنية بضمان أمان وأمن المرافق النووية في أوكرانيا وتطلع لتوصلها إلى حلول بناءة تأخذ بالاعتبار أوجه القلق الأمنية المشروعة للاتحاد الروسي ووقف تدفق الأسلحة والصواريخ إلى أوكرانيا.
وأكد أن روسيا دولة مسؤولة وتعي أهمية أمن وسلامة المرافق والبنى التحتية الأساسية والحساسة بما فيها النووية ودأبت منذ بداية العملية العسكرية على تقديم مقترحات عملية ومارست أعلى درجات ضبط النفس تجاه كل محاولات التصعيد مشددا على أهمية حل المشاكل الإقليمية والدولية ودعم جهود صون الأمن والاستقرار في أي بقعة توتر في العالم.
كما رحب السفير خضور في بيانه أمام المجلس بمتابعة المناقشة الجادة بين الوكالة وجمهورية إيران الإسلامية بما يشكل خطوة نوعية لحل المسائل العالقة مبينا ان ذلك خطوة ما كانت لتتحقق لولا الإرادة الإيرانية الحقيقية والصادقة لحلها مشددا على أهمية استمرار التعاون المشترك بين الوكالة وإيران وفق الإجراءات المتفق عليها بما يسهل وييسر التنفيذ الكامل والفعال لالتزامات الطرفين معرباً عن تطلعه لاستمرار الوكالة بالقيام بالمهام المنوطة بكامل الحيادية والاستقلالية والموضوعية والمهنية وعدم الوقوع ضحية لضغوطات خارجية هدفها تنفيذ أجندات سياسية تستهدف دولا ذات سيادة.
وجدد السفير خضور التذكير بأن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الخطة الشاملة المشتركة بشكل أحادي ودون أي تبريرات مشروعة شكل انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن 2231 لعام 2015 التوافقي مؤكداً أن التطبيق الشامل لخطة العمل الشاملة المشتركة لا يعتمد على إيران فقط وإنما ينبغي أن يقابله إيفاء جميع الأطراف الأخرى بالتزاماتها وبشكل خاص رفع العقوبات المفروضة عليها وعن المكاسب الاقتصادية الناشئة عن هذه الخطة.
من جهة أخرى حذر السفير خضور من أن بقاء “إسرائيل” بما تمتلكه من قدرات نووية خارج إطار معاهدة عدم الانتشار واتفاق ضمانات شاملة مع الوكالة يمثل خطراً جسيماً على نظام عدم الانتشار وأن رفضها لكل المبادرات الداعية لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط يجعلها تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة كما أن استمرارها برفض إخضاع جميع منشآتها النووية لضمانات الوكالة يجعلها تشكل خطرا على الأمن والسلم الإقليمي والدولي وفي ضوء كل ذلك فإنها غير مؤهلة للحديث عن حالات عدم الامتثال للمعاهدة.
وحول عزم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة تزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية بموجب شراكة “اوكوس” أشار السفير خضور إلى أن هذا الأمر ينطوي على مخاطرة كبيرة ويثير توترا إضافيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والأمن الدولي بشكل عام ولا يتناسب مع التزامات المشاركين في الشراكة بمجال منع انتشار الأسلحة النووية مؤكداً الحاجة لإجراء مناقشة عميقة ومهنية حول القضايا المتعلقة بهذه الشراكة حيث لا يزال هناك فراغ في المعلومات وانعدام كامل للشفافية حول المبادرة وخاصة أن أستراليا دولة طرف في منطقة خالية من الأسلحة النووية بما يثير تساؤلات حول مصداقية فكرة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في أي منطقة في العالم.
وشدد السفير خضور على أهمية حل المشاكل الإقليمية والدولية عن طريق الدبلوماسية والحوار ودعم جهود صون الأمن والاستقرار في أي بقعة توتر في العالم.