السويحلي، أحد أشهر الألوان الشعرية الغنائية، وهو لون واسع الانتشار في وادي الفرات كله، وهو ليس لوناً رقياً فقط، ويغنى بكثرة فهو سهل اللحن ولين الأداء.
يُعتبر السويحلي من أشهر الألوان الغنائية الديرية، وهو لون واسع الانتشار وسريع الحفظ، نظراً لسهولة ألحانه ولين أدائها، وأصل تسميته ترجع إلى (جر السفن) أو(سحلها)، حيث يُذكر أنه كان يُغنى قديماً أثناء سحب السفن، كما يؤديه الفلاحون أثناء العمل بالزراعة والحصاد، هو ذاته الدارامي شعراً، ولكن بتبديل مواقع الكلمات في بيت الشعر ذاته،
ويقول آخرون أن تسميته لحنية ويتكون السويحلي من بيتين شعريين فيهما أربعة شطرات، يكون فيه صَدْر البيتين جناساً وعجزاه طليقين،
ومن الناحية العروضية لا يرد على بحر من بحور الشعر العربي، ويغنى عادةً في مقامات عديدة، أكثرها مقام البيات وبمرافقة الربابة أو بدونها كأداء حُر (موَّال) يختلف من مؤدٍ إلى آخر، والنموذج التالي يوضح ذلك: حِبر مِن الدْمُوع مَكتُوبِكُم يَا زينْ مِن بِين الضْلُوع نَار الفُراق تْزِيد مِشْتَاق أشُوفَك ونِتْلاقَى بَعد غْيَاب مَا أقْدَر أعُوفَك مِتوَنِسَه بِيك الرُّوحْ يعتبر السويحلي من أعذب الأشعار الشعبية نظماً ولحناً وغناءً، وأرقها شاعرية، حيث ينساب من حناجر المغنين، كما ينساب ماء الفرات بين أحجار المرمر، وهو أقرب إلى النفس المعذبة والحزينة التي يحرقها الحب، كما تحرق النار الشمع أشبيك تدوي/ يابــوم تالـي الليل ماراح لك شي/ ولامس دليلك ضيم يغنى السويحلي على مقامات عديدة، ويجد فيه الموسيقيون راحة في اللحن لسهولة وزنه الشعري، التي ترافقه عند الأداء فيقال (سويحلي ربابة، سويحلي زمارة، و”سويحلي منفرد).
اسماعيل النجم