النايل غناء شعبي قديم في دير الزور، يُغنى في الأحزان فقط، وتعود تسميته بالنايل لقصة قديمة تقول إن امرأة من قبيلة بني عذرة كانت تسكن غرب العراق، وكانت تهوى فتى اسمه نايل، لكنهما لم يتمكنا من الزواج فأصبحت قصة حزينة، ومن هنا جاءت تسميته.
ويتكون مقطع غناء النّايل غالباً من بيتين مُتَّحدَيْن في القافية، وعادة ما يُغنى في مقام البيات بمرافقة آلة الزَّمارة كأداء حُر (موَّال) يختلف من مؤدٍ إلى آخر، والنموذج الشعري التالي يوضّح ذلك:
أسْمَر سَمَارَك حِلُو رِيقَكْ عَسَل صَافي أنْتَ الحَنِيْت الضِلِع مَا قُلتْ لَكْ كَافِي
وهناك من يقول إن أصل التسمية النائل: كثير العطاء – نيّال نيلاً ونائلاً – صار نالاً أي جواداً، وقالوا أيضا: النائل الذي يهتز بمشيه، وينهض برأسه يحركه إلى فوق، كمن يعدو وعليه حملٌ ينهض به.
وقال القصاصون: “نايل” اسم لرجل، قيل بمدحه أول بيت نظم من هذا اللون، وقد ورد ذكر لهذا الاسم فيه كقول الشاعر:
نايل يريد يعبر.. نايل يريد يموت/ عجزت حكومة “حلب” دزّم على “بيروت”
وقيل أيضا “النايل”: الأسود، وهو لون الحزن
وشكل “النايل”، هو بيتٌ منفردٌ من شطرين موحدي القافية. يمتاز بالرقة والسلاسة، والكلمة البسيطة، السهلة اللفظ، المتداولة المعنى بين العامة، وتحمل أغلب أبياته جملاً خبرية تميل كثيراً إلى السرد القصصي:
ما تنفع اللايمة وصفق باليدين/ حزين طول العمر عالترقبوه عيني
ولم تزد هذه الميزة “النايل” إلا عذوبة، وروعة ونكهة، تنقل نفحة البيئة وجغرافية الطبيعة، وربما قساوة الحياة في جانب منها تنمّ عن حس شاعري يُنقل على شفاه المغنين بكل إحساس وشاعرية، وتظهر مع كل حرف يتلفظون به، وهذا ما لمسناه في كل ما سمعناه من “النايل” سواء على ألسنة الشعراء أو على شفاه المغنين.
اسماعيل النجم