عتابا الفرات.. لونان للشباب والكبار

الفراقيات لون من ألوان الشعر الشعبي وتثير في النفس لواعج الحزن والشوق والحنين وهي ترجمة لتلك المشاعر وقد جاء اسمها من الفراق، والفراق لا يكون إلا بين الأحباب والأصحاب والأقارب فجرحهم أشد إيلاماً للنفس، وإن قال قائل أعذب الشعر أكذبه فالقول الحق أن أعذبه أصدقه ومن هنا تكون الفراقيات مؤثرة جداً في النفوس لأنها نتاج مواقف حقيقية وقصص واقعية ولكل بيت حكاية.

وتضم العتابا الديريِّة إضافة إلى الفراقيات ما يسمى الهواويات ، ويضم جمهورها كافة الأعمار، حيث يميل كبار السن إلى لون التباكي الذي يعرف بالفراقيات، في حين يميل الشباب إلى صنف التغزل والتشبب الذي يعرف بالهواويات، وفيما يلي توضيح لكلا النوعين مع نماذج شعرية على كل نوع، بدون نوته موسيقية نظراً لاعتماد الغناء فيها على الأداء الحُر الذي يعتمد على قدرات المطرب:

– الهواويات:

تُقال عتابا الهواويات للغزل والحب والبهجة، وهي من أروع ما قيل من الغزل الديري الصادق الذي يكون عذرياً خالياً يصف ما تملكه المرأة المحبوبة من جمال وأدب وأخلاق وصفات حميدة

وما إلى ذلك، وفيما يلي نموذج من أبيات العتابا (الهواويات):

أنَا لقْعُد شَمَال الدَّرب واجْنِي     كَمَا مِنْ رِيقْ حِلو الطُّول واْجْنِي

بْنَارْ الشُّوقْ هَالمَحْبُوبْ وَجْنِي        جَمر بَلُّوطْ وِاللاَّهِب غَضَا

**

أنَا لَقْعُد بَلا ذَرْوَه وْبَلاكُنْ            أصبِّر بِالقَلب مَا يِصبِر بَلاكُن

كْثِير مِنْ النِّسَا مِثْلَك بَلاكُنْ           القَلب وِالُّروحْ بِيجِي مِعَلَقَا

– الفراقيات:

تُقال عتابا الف ا رقيات للبكاء والحزن والفُراق، وسميت كذلك لما فيها من شوق وحنين إلى الديار والوطن والأهل والأحبة، وتعبر عن مكنون النفس وما يدور فيها، وهي ذات نزعة فردية في معظم حالاتها، تحمل دائماً هموم ولواعج ما يدور من اختلاجات في النفس للآخرين بطريقة عاطفية عذبة إلى كل من يسمعها ويقرأها بكل ما فيها من آلام ومصائب وويلات، وتكون أشبه بالبكاء على الموتى وذِكر محاسنهم، وفيما يلي نموذج من أبيات

العتابا (الفراقيات):

أرِيد أبْكِي عَلى رُوحي وَنَاحَاي           بْعِينِي ضَاقَت الدِّنيَا وَنَاحَاي

أخُوي إلمَا نِفِعنِي بِيومْ وَأنَا حَي           شْلِي بِيه يُوم ردَّاتِ التُراب

**

أبَد غْيَاب مَا عِينِي تَراهُم                 ألُوبْ وضيم دلاّلِي تَراهُم

أنَا العَنّيْت كُل ليلي تَراهُم             عَليْهُم مَا غَمَّض جِفْنِي وغَفَا

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار