صور وفيديوهات مزيفة ضختها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الغربية بشكل مكثف وهيسيتري حول العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا لتدجين الرأي العام الغربي وحرفه عن وقائع الأمور لتبلغ حرب المعلومات التي تشنها الولايات المتحدة وشركاؤها في أوروبا الذروة بحظر شبكة قنوات “ار تي” ووكالة “سبوتنيك” الروسية في الاتحاد الأوروبي في تحرك مفضوح لتقييد الرأي الآخر وحجب الحقائق وتسييرها.
وسائل الإعلام الغربية وعلى مدى أسابيع قبيل انطلاق العملية الروسية الخاصة لحماية دونباس دأبت على تجييش الرأي العام سواء في أوروبا أو أمريكا وتوجيهه لخدمة أهداف محددة حيث أطلقت صحف وشبكات إعلامية معروفة مثل فورين بوليسي ونيويورك تايمز وشبكات إخبارية مثل “ايه بي سي” وغيرها مجموعة من العناوين المقصودة التي تصور مواجهة عسكرية مقبلة بين روسيا وأمريكا وصحف حثت واشنطن بشكل صريح على ضرورة التحضير عسكرياً ومادياً لمثل هذه المواجهة لتشهد وسائل التواصل الاجتماعي بدورها خلال الأيام القليلة الماضية سيلاً من الفيديوهات والصور المزيفة التي يزعم ناشروها أنها تحصل في أوكرانيا لكنها في الحقيقة مأخوذة من ألعاب فيديو أو أفلام أو حصلت في بلدان أخرى.
حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعى تداولت مثل هذه الفيديوهات المزيفة التي زعم أحدها أنه لغارة روسية فوق أوكرانيا قبل أن يتبين أنه في الحقيقة جزء من استعراض عسكري روسي في منتصف العام الماضي.
فيديو آخر زعم أنها هجمات روسية في أوكرانيا وأن مدينتي كييف وخاركوف شهدتا انفجارات مع انقطاع للكهرباء ليتبين مجدداً أنه من قطاع غزة المحاصر إضافة إلى فيديوهات متداولة بكثرة بما فيها فيديو مأخوذ من لعبة فيديو شهيرة وتظهر فيه صواريخ وقنابل ضوئية كثيفة في السماء.
إحدى الصور المزيفة أيضاً عن العملية الروسية الخاصة تظهر طفلاً صغيراً وهو يقف بين الأنقاض ويزعم أنه في أوكرانيا ليتضح أن الصورة مأخوذة من فيديو موسيقي يعود لعام 2015″.
كم هائل من الصور والمقاطع التي نسبت بحسب ناشريها إلى العملية الروسية الخاصة بأوكرانيا في مشهد مكرر لما حدث سابقاً في سورية حيث عملت أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية ومن لف لفيفها على بث فيديوهات وأخبار مفبركة وكاذبة حول ما يجري لدعم التنظيمات الإرهابية.
وكما كان الهدف من حملات التضليل الإعلامي التي ما زال الغرب يمارسها ضد سورية فإن تزوير الحقائق حول ما يجري في أوكرانيا واستغلال الجانب الإنساني يهدف إلى قولبة الرأي العام الغربي وحشده ضد موسكو في حرب بروباغندا كبيرة أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا” أمس وجودها.
وسائل الإعلام الغربية التي بثت صوراً مزيفة حول جنود أوكرانيين يودعون عائلاتهم وأطفالهم ليثبت أنها في الحقيقة صور مأخوذة من أفلام ومسلسلات تلفزيونية هي ذاتها التي روجت لمزاعم التنظيمات الإرهابية عن وقوع مجازر بغية وقف عمليات الجيش العربي السوري لاجتثاثها وتجسدت بشكل مفضوح في مئات المرات ولا سيما في حلب حيث زعمت في آب عام 2016 إصابة الطفل عمران دنقيش وتدمير منزل ذويه وعمدت إلى تصويره بين الركام بطريقة مؤثرة وترويجها عبر وسائل الإعلام قبل أن يكشف الطفل عمران ووالده بعد أيام حقيقة المسرحية التي تم تمثيلها بواسطة صحفيين مأجورين وعرضهم عليه مبالغ مالية لاتهام الجيش بتدمير منزله.
روسيا حملت حلف شمال الأطلسي “ناتو” المسؤولية عن ممارسة التضليل الإعلامي ضدها في دول أوروبا ولا سيما بعد حملة البروباغندا الأخيرة حول هجوم روسي مزعوم لأوكرانيا وما سبقها من حملات تصعيد استفزازية سياسية وعسكرية قرب الحدود الروسية وكلها بهدف “شيطنة” روسيا وقولبة الرأي العام الأوروبي والأمريكي ضدها.
واعتاد الغرب مراراً وتكراراً على اتهام روسيا عبر وسائل الإعلام بمقاطع فيديو مفبركة وغير صحيحة زاعماً أنها من أفعال الجيش الروسي وقد نفى مندوب روسيا في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا قبل أيام المزاعم حول قيام دبابات روسية بدهس سيارات مدنية أوكرانية مؤكداً أنها فبركات.
وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس الماضي عملية عسكرية خاصة للدفاع عن سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الذين يواجهون “الإبادة وجرائم النظام الأوكراني” منذ نحو ثماني سنوات مؤكداً في الوقت نفسه أن روسيا لا تنوي احتلال أوكرانيا وإنما هدفها نزع أسلحتها.