قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إنه وفي الوقت الذي تتكشف فيه معركة الإرادات والقوة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا هناك حقيقة دامغة يجب أخذها في عين الاعتبار وهي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يخسر حرباً خاضها من قبل.
وفي مقال بعنوان “بوتين لم يخسر حرباً أبداً.. إليكم كيف سيفوز في أوكرانيا” لفتت المجلة إلى أنه خلال الصراعات السابقة على مدى عقدين من حكمه نجح بوتين في إعطاء قواته أهدافا عسكرية واضحة وقابلة للتحقيق من شأنها أن تسمح له بإعلان نصر يحظى بمصداقية في نظر الشعب الروسي وبحذر في نظر العالم ومن غير المرجح أن تكون مبادرته الأخيرة في أوكرانيا مختلفة عن سابقاتها.
وقالت: “على الرغم من الحشد العسكري على طول حدود أوكرانيا على مدى شهور والتحذيرات المتكررة من احتمال حدوث توغل روسي في أي وقت فإن العملية العسكرية التي أطلقها بوتين يوم ال 24 من شباط كانت مفاجئة للكثير من الأوكرانيين الذين شاهدوا بذهول واستمعوا إلى أصوات الانفجارات المدوية التي تستهدف القواعد العسكرية والمطارات رغم تطمينات القيادة الأوكرانية المتكررة لهم”.
ولفتت المجلة إلى أنه “في أقل من 24 ساعة استطاعت القوات الروسية التقدم بسرعة كبيرة باتجاه العاصمة ووصلت إلى محطة تشيرنوبيل النووية كما استطاعت تدمير النظام الأمني في أوروبا بعد الحرب الباردة وأن كثيراً من المحللين يتوقعون أنه بمجرد سقوط كييف فإن العملية العسكرية سوف تفسح المجال لتسوية سياسية تنصب حكومة صديقة للكرملين مكانها”.
ونقلت المجلة عن مسؤولي المخابرات الأمريكية قولهم إن هذا” يمكن أن يحدث في غضون أيام وإن بوتين لا يريد ولا يحتاج إلى احتلال أوكرانيا بأكملها لتحقيق أهدافه الكبرى” وإن موافقة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على إجراء محادثات حيادية في بيلاوس ستشكل نقطة مهمة حيث سيكون بوتين قادرا بقرار أن ينهي الحرب وأن يوجه في الوقت نفسه ضربة مذلة للغرب.
واعتبرت المجلة أن تصرفات بوتين التي تمثل تحديا في مواجهة التحذيرات والتهديدات المتكررة بفرض عقوبات تجعل الأمر الآن مؤكداً بأن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو لن يحدث أبداً وأن العملية الروسية في أوكرانيا ستكون بمثابة تحذير صارخ للدول التي كانت في السابق جزءاً من كتلة الاتحاد السوفييتي من التداعيات المحتملة لتقربها من الغرب على حساب أمن روسيا.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن الولايات المتحدة التي اعتقدت أنها اتجهت شرقاً لمحاصرة الصين في آسيا تم جرها الآن إلى صراع في أوروبا الشرقية وهو ما أعاد روسيا إلى دائرة الأضواء وأظهرها كقوة عظمى وهو بالضبط المكان الذي يريد بوتين أن تكون فيه أمته التي يشدد على أنها يجب أن تحظى بالاحترام من قبل كل دول العالم.