البوردانة والمشعلاني أغان ديرية تجمع البداوة بالحضارة

تصنف الأغنية الفراتية  بناء على عدة أمور أولها المقام، وهل هي طويلة أو قصيرة، صعبة أو سهلة، والإيقاع فيها يكون إما على “الصبا” أو “الحجاز” أو “السيكاه” أو “البيات” وهي مقامات عربية وشجية وبهيجة، أما ما يميز اللون الغنائي “الفراتي” في العشيرة فترى “النايل” وهو من ألوان الموال يختلف من عشيرة إلى أخرى، كما تمتاز الأغنية بشعبيتها وبقوة كلماتها ومعناها والقصد منها.

كما تتميز بالحزن نتيجة قسوة الطبيعة، وتجد في هذه المنطقة الألوان الثلاثة للغناء البدوي والريفي ولون أهل المدينة التي تطورت لهجتها اللغوية وأصبحت أقرب للفصحى حيث اشتقت لهجتها الخاصة من لهجة أهل البادية وأهل الريف.

واتسم الغناء في الفرات بالطابع البدوي لكون دير الزور تقع على أطراف البادية السورية، ومجتمعها ما زال محافظاً على العادات والتقاليد البدوية وقد تعددت ألوان الغناء الفراتي إلى أكثر من /78/ لوناً

البوردانة:

 وتُسمى أيضاً البربانة، وقد أُخذت اسمها من الرِّدْنْ الطويلة للثوب، الذي كان زيّاً شائعاً في دير الزور للرجال والنساء ويغنى هذا اللون الغنائي في مقام السيكاه، وكافة النماذج الغنائية الخاصة به تأتي في لحن واحد، وجميع أبياته تبدأ بمطلع موحَّد هو: “يا بو ردين يا بو ردانة وش قلنا لك يا دادا زعلانه” أما المقاطع الأخرى التي تعقب المطلع، فنجد أنها تنظم في بيتين من الشعر(أربع شطرات)، تأتي الثلاث الأولى منها في قافية واحدة، في حين تأتي الشطرة الأربعة بقافية أخرى موحدة في كل المقاطع تنتهي دائماً بألف طويلة ونون مفتوحة وهاء ساكنة (آنَهْ)، ليعاد بعد ذلك غناء المطلع المذكور آنفاً؛ والنموذج التالي

يوضح ذلك:

يَا بُو رْديِّن يَا بُو ردَانَه      وِش قِلنَا لِك يَا دَادَا زَعلانَه

ضَرَبْنِي بْخَنْجَرُه الشَّامِي    وبْصَوابُه دَقْدقْ عْظَامِي

*

يَا وِيلِي مِن جَرحِي وآلامي     طَالِ الليِل وعيِونِي سَهرانَه

يَا بُو رْديِّن يَا بُو ردَانَه        وِش قِلنَا لِك يَا دَادَا زَعلانَه

*

يَا شِفْتُه بِمَرابِيعُه              ومْحَنِّي رُوسَ اصَابِيعُه

وِحبَ يبِي وَاللهِ مَا اْبِيعُه     لُو عْطُونِي كْنُوزَك يَا سليمَانَه

يَا بُو رْديِّن يَا بُو ردَانَه             وِش قِلنَا لِك يَا دَادَا زَعلانَه

المشعلاني:

جاءت تسميته من مشعل، وهو اسم لشخص اشتهر قديماً بقصة عشقه لامرأة، والمشعلاني لون من ألوان الغناء الديري، يُغنى في مقام البياتي، وكان يُؤدى في الدبكات الخاصة بالعرس الديري منذ قرن ونصف وما يزال، ويتكون مقطع المشعلاني من بيتين من الشعر (أربع شطرات)، الثلاثة الأولى متحدة القافية “جناس لفظي” مختلفة المعاني، وقافية الشطرة الرابعة تنتهي بألف طويلة بعدها نون مجرورة وياء (آني)، ويبدأ مطلع الغناء بالبيت التالي: “عالأُوف

مشعل أُوف مشعلاني”، وبعد الانتهاء من كل مقطع غنائي يعاد

غناء المطلع المذكور آنفاً؛ والنموذج التالي يوضح ذلك:

عالأُوف مَشْعَل أُوف مَشْعَلانِي          مَعِ السَّلامِة يَا رَبْعِي وْخِلا نِي

شِفِتْ مْشِيعِل عَ الدَرِب لاَقِيتُه                مَا حَلاَلِي غير بْنَيَّة بْيْتُه

خَاتِم الذَّهَب مِن إيدِيَّ انطيْتُه           هَل صَايِغُه حَنَّا وَلد النَّصْ اَ رنِي

عالأُوف مَشْعَل أُوف مَشْعَلانِي             مَعِ السَّلامِة يَا رَبْعِي وْخِلاَّنِي

اسماعيل النجم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار