عباءة الحبر.. فخر المرأة الديرية

تعتبر العباية الديرية، هي الهندام الرسمي و الأميز للمرأة الفراتية وقد تغنى بها كثير من المطربين الفراتيين والعراقيين، فيقول المطرب الفراتي:

(قلبي على أبو الزلف

عيني يا موليا

يا أم العباية الحبر

حلوة يا ديرية)

وامتدحها الطرب العراقي فقال: ( يا يما انطيني الدربيل تا انطر حبي و أشوفه .. لابس عباة شغل الدير .. تبرج ما بين اچتوفه )

وما يميز العباية الديرية بالدرجة الاولى أن شغلها لا يتم فيه استعمال اي آلة او ماكينة، ابتداء من القص وانتهاء بالتخريج ، ويتم العمل بشكل كامل بالطريقة اليدوية، ولبست نساء الدير نوعين ثمينين من العباءات هما الحرير والحبر، والحبر أثمن وأغلى لأنه حرير خالص.

وتحتاج عملية تفصيل عباءة الحبر إلى عملية هندسية حسابية دقيقة متعبة جسدياً وذهنياً وتحتاج خبرة عالية جداً في فن الخياطة اليدوية والتخريج، وكم من امرأة ديرية أتقنت هذه المهنة واشتهرت بها وعاشت منها هي وعائلتها لسنوات وسنوات.

أما ترتيب أنواع العباءات من الأقدم للأحدث فهو : – رأس المبرد – القفطان – صايم الدهر -الحرير – الحَبَر – تقليد الحَبَر – عبايات الموضة الخليجية) .

وكانوا يأتوا بعبايات الحبر من لبنان على شكل طابات والطابة هي الدرجة (اللفافة) القماشية الكبيرة الملفوفة ، يتم قصها إلى قطع كبيرة مناسبة، ثم تنشغل منها العبايات .

والحبر الأفضل حبر فرنسي، يتميز باللون الأسود الغامق، وله لمعة مميزة، ولعباية الحبر الفرنسي الأصلي ، خطين من الخلف لضمان الجودة الاصلية .

وكان سعر عباية الحبر الفرنسي في الستينات١٠٠ و ٢٠٠ ليرة سورية وهو مبلغ كبير ذلك الوقت ومع تقدم السنين ارتفع ثمنها لمبالغ كبيرة، ثم ظهر الحبر السعودي وهو ارقى بكثير و اعرض بقصة القماش وغالي الثمن وكان موجود حصرياً بمكة.

غسل العباية أمر دقيق جداً ويحتاج غسلها الى سائل قليل الرغوة  لكي لا تؤثر بها المواد الكيماوية .. أو تظهر كبقع عليها خصوصاً الحبر و الحرير، والعباية الديرية (تتسفط) اي تطوى  و لا تعلق كي لا ( تتجزَخ ) أي تتمزق لأنها رقيقة جدا وشديدة النعومة و تمسح مسحة خفيفة بالمكواة.

وكانت الخراجة تؤشر عباية كل زبونة بوضع قطعة قماش من عند الرأس تسمى هذه القطعة “الهامة”، الغاية منها لكي لا تضيع هذه العباية مع باقي العبايات.

أما السيدات ميسورات الحال فيُدخلن سلسال ذهب رفيع بالخَرج من جهة الأمام على اليمين واليسار ويُعلقوا عليها قطع ذهبية صغيرة تزين العباية الديرية وتمنحها منظراً جميلاً.

اسماعيل النجم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار