أكد الدكتور مهدي دخل الله عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي – رئيس مكتب الإعداد و الإعلام خلال لقاء مع الإعلاميين صباح اليوم في مؤسسة الوحدة وذلك بدعوة من الاتحاد العام للصحفيين أن موضوع إعطاء الدعم لمستحقيه هو مبدأ صحيح يتوافق مع مبادئ الدستور ومع الأعراف والقوانين المجتمعية والدينية ، فجميعها تقول إن الواجب أن يساعد الغني الفقير وليس العكس، لذلك كان لابد من اتخاذ قرارات لإعادة توجيه الدعم لأن الذي كان سائداً في السابق هو أن الدعم كان للجميع لكن ميسوري الحال كانوا يستفيدون أكثر على حساب من هم بحاجته، مشيراً إلى وجود بعض الأخطاء عند التطبيق يجري العمل على تلافيها وتصحيحها، وهذه الأخطاء تعود إلى مشكلة بنيوية في طريقة الإدارة ظهرت أثناء الحرب.
وقسم دخل الله الأسباب لمعاناتنا معيشياً إلى قسمين الأول أسباب موضوعية تتعلق بظروف الحرب والحصار وخاصة بعد صدور قانون قيصر الذي يوصف بأنه اعتداء على سيادة جميع الدول التي تتعامل مع سورية من خلال فرض العقوبات عليها، والثاني أسباب ذاتية يتضمن ثلاثة أسباب أولها مشكلة الإدارة في سورية بشكل عام، حيث نعاني من عدم وجود البيانات وعدم التشبيك بين مؤسساتنا ووزاراتنا وعدم وجود جهاز مركزي (قلب) لتجميع هذه البيانات وتوزيعها، والسبب الثاني يتعلق بقضايا السوق، والثالث مرتبط بالفساد الذي تجري متابعة قضاياه على أعلى المستويات في الدولة لكن للأسف بعيداً عن الإعلام، وأنا مع التشهير بالفاسدين وفضحهم في وسائل الإعلام، مبيناً أن الهدر في مؤسساتنا يعتبر أحد أشكال الفساد لأنه وضعف الإدارة الذي ذكرناه يشكلان الحاضنة الأساسية للفساد، وفي جميع دول العالم تشكل الحرب مناخاً مناسباً للفساد، ونحن لدينا فساد في المستويات الوظيفية الدنيا لذلك فهو ظاهر لأنه يصيب كرامة كل من المواطن والموظف، على عكس ما هو موجود في كثير من دول العالم التي يكون فيها الفساد على المستويات العليا، ولمعالجته نحتاج إلى رفع رواتب العاملين في الدولة أولاً وتقليل احتكاك المواطنين مع الموظفين من خلال الحكومة الإلكترونية التي تأخرنا فيها كثيراً، مشيراً إلى وجود مشكلة في طريقة تعاطينا مع أزمتنا وهي اعتمادنا على المعيار المطلق الذي يمنعنا من التوجه نحو المنهج النقدي المقارن، فنحن في قلب العالم وأي حدث يحصل في أي مكان من هذا العالم سنشعر به، لذلك يجب أن نقارن وضعنا مع وضع الكثير من دول العالم .
وأوضح دخل الله أن من مشكلاتنا ضعف الإعلام بسبب طريقة التفكير التي تحجب المعلومات والبيانات عن الصحفيين واصفاً الإعلاميين السوريين بالأبطال لأنهم يعملون في أدنى حد لمقومات العمل الصحفي، رغم أننا بحاجة له لأننا كبلد نعتبر معجزة تواجه نظاماً عالمياً بكامله، داعياً إلى عدم سيطرة الحكومة على الإعلام وتأمين تمويله بطرق أخرى غير المتبعة حالياً، فلا توجد حكومة تمول إعلامها بشكل مباشر.
وعن الوضع الدولي أشار دخل الله إلى أننا الآن في وضع يشبه أزمة كوبا في ستينيات القرن الماضي مع فارق أن الرئيس الأمريكي آنذاك جون كينيدي يعتبر حكيماً مقارنة مع الرئيس الحالي جو بايدن.
المصدر – صحيفة تشرين