على ضفاف الفرات.. البساطة تصنع أجمل موسيقا

يعود تاريخ الغناء الشعبي في دير الزور إلى حقبة موغلة في القدم، ولا نبالغ إذا قلنا إن الغناء الشعبي الديري هو من أكثر الألوان الغنائية انتشاراً في سورية، فمنه السريع المُطرب ومنه الخفيف المفرح  ومنه الثقيل المحزن.

 وقد اثرت البيئة الفراتية  (نهر الفرات) في الفن الغنائي بدير الزور نتيجة تعدد الحضارات التي سكنت وادي الفرات، ما أدى إلى تفرد مدينة دير الزور بلهجة خاصة تحتوي مفردات من البداوة والريف، بالإضافة إلى اختلاف ألوان غناء سكان الضفة اليمنى من النهر عن الضفة اليسرى، ليصل إلينا الغناء الديري أو الغناء الزوري؛ الذي يعد جزء من الغناء الفراتي، حيث سمي بالديري أو بالزوري نسبة إلى منطقة دير الزور.

وتعتبر الموليا أصدق تعبير عن ثقافة هذه المنطقة، وتستوعب كثيرا من مجالات التعبير، بالإضافة إلى تميزها ببساطة وسهولة الكلمات، والعمق في المعنى، والأوزان الخفيفة، والإيجاز في التعبير، ومما زاد في حب الناس لها أداؤها من قبل الأصوات الرخيمة العذبة، واعتمادها بشكل أساسي على أدوات موسيقية بسيطة كالربابة، الطبل، الدف، الشاخولة، المزمار، المطبك، المجوز، الأمر الذي ساعد على دخولها إلى القلب مباشرة وحفظها بسرعة.

آلات الموليا:

الزمارة :‏

وهي آلة نفخية ذات ثقوب تصنع من القصب أو من المعدن ( بوري من الحديد أو البلاستيك ) شكلها مثل آلة ( الناي ) المعروفة والعزف عليها سهل إذا توفرت الموهبة والدافع لأن إمكانياتها الموسيقية محدودة فلذلك لا تتطلب مهارات عالية في العزف عليها.

الشاخولة :‏

سميت بهذا الاسم لأن صوتها يشخل شخلاً وهي آلة موسيقية نفخية لها ثقوب وهناك من يسميها الزمارة لكنها تختلف بطريقة العزف وصوتها حاد يتطلب في العزف نفساً طويلاً وعميقاً أما بالنسبة للمطرب يجب أن يكون صوته متمكناً ذو طبقات صوتية عالية نغمياً وممن أجادوا العزف عليها سليمان الخشم الملقب أبو داود وممن أجادوا الغناء عليها بمنطقة وادي الفرات المطرب محمد الهزاع والشاخولة تمتاز بخصوصية شكلها وصوتها وطرق العزف والغناء معها والعزف عليها لا يتطلب مهارات عالية أو تقنيات وبراعة بقدر ما يتطلب الموهبة والرغبة والنفس الطويل والعميق حتى عازفي الناي لا يعزفون عليها لأنها بحاجة لنفس طويل وعميق لم يتدرب عليه عازف الناي وربما غير معروفة إلا في منطقة الفرات والجزيرة السورية فهي من إرثنا الخاص .‏

المجوز : وهو آلة موسيقية نفخية تشبه الناي المزدوج، لذلك سميت بالمجوز، لكنها ذات مدخل نفخي واحد، وهي آلة تحتاج إلى النفس القوي والطويل، وتتميز بالبساطة في الأداء، ولها صوت ساحر عميق يجعلك تحس بأنك في عالم قديم سحري.

اسماعيل النجم

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار