بمناسبة يوم اللغة العربية العالمي ألقى الباحث الدكتور قاسم القحطاني محاضرة عن اللغة العربية بعنوان : (اللغة العربية بين النشأة والتطور) وذلك في ثقافي دير الزور.
القحطاني استهل محاضرته قائلاً : (تعدّ اللغة العربية واحدةً من اللغات السامية المعروفة منذ القدم، وقد كانت لغة عاد، وثمود، وجدّيس وجرُهم، وكانت منتشرة في اليمن والعراق، ووصلت إلى ذَروة النضج عندما استقرّت في الحجاز، وإلى ذروة عزّها ورِفعتها عندما أصبحت لغة الدين الإسلاميّ؛ فبها نزل القرآن الكريم لتُصبح ضرورةً لكلّ مسلم ليتمكّن من تأدية شعائره الدينية وتلاوة القرآن الكريم. تجدر الإشارة إلى أنّ هناك حوالي سبعمائة مليون مُسلم يتكلّمون اللغة العربية في العالم).
وأضاف: (كانت اللغة العربية تكتب غير منقوطة وغير مشكولة بالحركات حتى منتصف القرن الأول الهجريّ، فعندما دخل أهل الأمصار في الإسلام واختلط العرب بهم، ظهر الخوف على القرآن الكريم من التحريف، فتوصّل أبو الأسود الدؤَليّ إلى طريقة لتشكيل كلمات المصحف، ولكن هذا التشكيل لم يكن يُستخدم إلا للقرآن الكريم ، ومن ثمّ تطورت هذه الطريقة للشكل المتعارف عليه اليوم).
وتابع: (قد دخلت اللغة العربية العالمية في الثلث الأخير من القرن الأول الهجري، عندما انتقلت مع الإسلام إلى المناطق المجاورة للجزيرة العربية، حيث أصبحت لغة رسمية في تلك المناطق، وأصبح استخدامها يدلّ على الرقيّ والمكانة الاجتماعيّة، وقبل نهاية العصر الأُمويّ دخلت اللغة العربية مجال التأليف العلميّ بعد أن كان تراثها مقتصراً على الشعر).
وختم القحطاني : (عادت حالة الركود في اللغة العربية قرابة 400 سنة ، ثم انتعشت بعض الشيء في أواخر القرن التاسع عشر بعد النهضة الثقافية التي شهدتها بلاد الشام ومصر فازدادت أعداد المثقفين والمتعلمين وفي هذه الفترة انفتح الكثير على تجميع الحروف العربية ونشر الصحف الحديثة باللغة العربية لأول مرة ، وأقيمت العديد من الجمعيات الأدبية مما أدى إلى إعادة إحياء اللغة العربية الفصحى من جديد) .
خالد جمعة