الغناء الفراتي قديم جدا تعود بداياته إلى الحضارات العريقة والمتعددة التي قامت على ضفاف الفرات معبرا بالكلمة واللحن عن آلام الحياة وآمالها من خلال ألوان غنائية متنوعة احتفت بطبيعة النهر والماء والخضرة والحياة في تلك المنطقة.
ندوة نوافذ4 التي يقيمها مجمع دمر الثقافي ويعدها الإعلامي ادريس مراد سلطت الضوء على الغناء الفراتي تاريخا وألوانا وأداء بمشاركة الفنان الفراتي اسكندر عبيد الذي رافق مراد في حديثه عن هذه الأغنية وقدم نماذج حية منها بصوته وعزفا على أوتار عوده.
وتحدث مراد عن اللالا الفراتية والموليا والميجانا والبوردين والأبودية وعالمايا والسويحلي وغيرها من الفنون الشعبية الشائعة في منطقة الفرات وأصل تسميتها وتاريخها وتواجدها في مناطق أخرى وتقاطعها واختلافها عنها في حين غنى الفنان عبيد نموذجا من كل واحدة من هذه الأغاني بصوته الفراتي.
وبين مراد لـ سانا أن نهر الفرات ظهر في أغاني هذه المنطقة منذ بداية شمس الحضارة من خلال الكلمة ثم اللحن مشيرا إلى أن هناك تداخلا بين الموليا والهوارة والميجانا وسواها من الفنون الشعبية الموجودة في الفرات وباقي المناطق في سورية ولكنها تتباين من منطقة لأخرى والمشترك هو الاسم وقليل من الروح ولكن يختلف اللحن واللهجة والكلمات.
الفنان اسكندر عبيد أشار إلى اهتمامه بالأغنية الفراتية الديرية من خلال فرقة الفرات لإحياء التراث حيث قدم معها أغاني جديدة وأخرى تراثية قاموا بتجديدها وإحيائها بقوالب فنية حديثة وغنائها على المسارح الثقافية.
وأشار إلى أن أسماء الأغاني الفراتية مرتبطة بخصوصيات معينة فالسويحلي نسبة إلى ساحل النهر وينتمي إلى الشعر الدارمي ويحمل شروطا وخصوصية معينة وله وجود في العراق والساحل السوري ويقدم بأساليب وطريقة مختلفة أما الأبودية فهي من البحر الوافر وتحمل حزن وشجن الفرات وتشبه العتابا ولكنها تنتهي بالياء والتاء المربوطة خلاف العتابا التي تنتهي بالباء.