آثار لتسوس الأسنان لدى قرود عاشت منذ 50 مليون عام

عانت من تسوس الأسنان حتى قرود Microsyops latidens، التي عاشت منذ 54 مليون عام.

 واكتشف العلماء آثارا منه على أسنان أكثر من ألف فرد تم فحصها. وقد نشرت مجلة Scientific Reports مقالا بهذا الشأن وصفت فيه تلك الدراسة.

وكان يعتقد سابقا أن أسلافنا لم يعانوا من تسوس الأسنان قبل الانتقال إلى نمط الحياة المستقرة، وظهور الزراعة والطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات. إلا أن تلك المعتقدات وُضعت موضع الشك في الأعوام الأخيرة الماضية بعد أن اكتشف علماء المتحجرات آثارا للتسوس في أسنان إنسان النياندرتال وبعض الحيوانات القديمة والمعاصرة.

وأظهرت الدراسة التي أجرتها  البروفيسورة في جامعو تورونتو، ماري سيلكوكس وزملاؤها أن حتى قرود Microsyops latidens التي عاشت منذ 54 مليون عام كانت تعاني من تسوس الأسنان. وإنها عاشت في الغابات في ما يعرف الآن بولاية وايومنغ، وكان حجمها يقارب حجم السنجاب، وطعامها ضم  في الغالب الفواكه.

وقد اكتشف علماء المتحجرات في الأعوام القليلة الماضية مئات الأسنان لتلك القرود حيث جمعت ودرست ماري سيلكوكس، وزملاؤها أسنانا لما يزيد عن ألف فرد منها. وفي الوقت نفسه، أخذ الخبراء في الاعتبار مكان الأسنان وكيفية توزعها ونوعية الأضرار التي ألحقت بسطحها. وبفضل ذلك ميّز علماء المتحجرات بين تجاويف نخرية حقيقية من ناحية وإصابات أخرى غير مرتبطة بالنشاط الحيوي للميكروبات الفموية من ناحية أخرى.

واتضح، أن 77 فردا طالتها الدراسة (ما يعادل 7.5%) عانت من تسوس الأسنان. ويعني ذلك أن تسوس الأسنان كان شائعا جدا بين القرود الأولى على وجه الأرض، والتي كان نظامها الغذائي غنيا بالكربوهيدرات. ويمكن مقارنتها بحيوانات الكابوشين، التي تتغذى أساسا بالفواكه.

ويشهد كل ذلك، حسب سيلكوكس وزملاؤها، أن تسوس الأسنان مرتبط بالنظام الغذائي، لكنه يصيب في الوقت نفسه الحيوانات البرية، بما في ذلك القرود، وليس نادرا ما، كما يعتقد الخبراء.

ويأمل العلماء أن دراسة الأسنان الأحفورية لغيرها من الحيوانات القريبة من جنسنا البشري، ستجعل من الممكن فهم ما إذا كان التسوس من سمات أسلاف البشر الآخرين الذين تناولوا أطعمة أقل حلاوة.

رقم العدد: 4613

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار