صناعة الغرابيل.. مهنة تقليدية تزدهر مع مواسم الحصاد في الحسكة

تزدهر مهنة صناعة الغرابيل التقليدية هذه الأيام في محافظة الحسكة حيث انتهى الفلاحون من حصاد مواسم الحبوب وباشروا بغربلتها وتنقيتها من الشوائب بهدف بيعها أو استخدامها في بذار الأراضي استعدادا للموسم الزراعي القادم.

وعلى الرغم من تراجع هذه المهنة خلال سنوات الحرب على الإرهاب نتيجة ظروف مختلفة أهمها صعوبة تأمين المواد الأولية للصناعة نتيجة قطع الطرق من قبل المجموعات الإرهابية إلا أنها خلال العامين الماضيين ونتيجة إعادة الأمان من قبل أبطال الجيش العربي السوري إلى مختلف المحافظات وإعادة فتح الطرق أمام عودة تدفق البضائع إلى محافظة الحسكة شهدت هذه المهنة تعافيا تدريجيا.

في إحدى زوايا المنطقة المحيطة بسوق وسط مدينة الحسكة يتخذ الحاج أبو كامل محله الذي لا يزال يعمل في صناعة الغرابيل منذ ما يزيد عن خمسة وثلاثين عاما ومن يقترب من المنطقة يسمع بوضوح صوت طرقه المنتظم على خشب الغربال ليطوعه بأحجام مختلفة وعند الانتهاء يعرضه للبيع على واجهة المحل.

ويبين الحاج أبو كامل لمراسل سانا أنه يعمل في هذه المهنة منذ عام 1987 وحتى تاريخه حيث يعتمد في صناعتها على المواد الأولية التي يتم توريدها من محافظة دمشق والتي تتضمن الأخشاب ذات الجودة العالية والغربول ذا المقاسات المختلفة حيث يقوم بصناعته وتفصيله بمقاسات مختلفة وبفتحات تناسب مختلف أصناف الحبوب التي تتم زراعتها في المحافظة ويرغب الفلاحون في غربلتها وتنظيفها.

ويشير الحاج أبو كامل إلى أن حركة البيع تزدهر عادة بعد مواسم الحصاد حيث يحرص الفلاحون من الريف القريب إلى قصد السوق لشراء الغرابيل لاستخدامها في تنظيف وغربلة محاصيل الحبوب من الشوائب والأتربة لتكون جاهزة لاستخدامها في عمليات الطحن أو لبيعها أو استخدام بذارها في عمليات الزراعة.

ويوضح الحاج أبو كامل أن أحجام الغرابيل وقياساتها تختلف بحسب المادة التي يراد غربلتها فيتم استخدامها للطحين والسميد والبرغل والقمح والشعير والسمسم والعدس والحمص والفول وغيرها من المحاصيل المختلفة مشيرا إلى أن هناك ثلاثة مهنيين في مدينة الحسكة لا يزالون يصنعون الغرابيل فيما يقوم الباعة في الأسواق ببيع الغرابيل التي يتم توريدها جاهزة من المحافظات.

وأمام محل الحاج أبو كامل يقف المواطن سعيد الشاهر من ريف الحسكة الشرقي متفحصا عددا من الغرابيل لينتقي أحدها حيث يوضح أنه يستخدم الغربول لغربلة مادة القمح التي قام بشرائها من السوق بهدف تنقيتها من الشوائب التي تخالطها وحرصه على استخدام بذار القمح الخالية من الشوائب بالزراعة خلال الأشهر القادمة لضمان جودة حصاد أرضه.

فيما يحرص المواطن أكرم عارف الذي يملك محلا لبيع الفلافل والحمص والفول في أحد الأحياء الشعبية على شراء الغربول لتنقية مادتي الحمص والفول من الشوائب لاستخدامهما في المواد التي يقوم ببيعها للزبائن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار