ليس مجرد خلطة وراثية.. إليك سبع نصائح لتنمية تفوق طفلك العقلي والدراسي

يبحث الآباء والأمهات بشكل دائم عن طرق يساعدون بها أبناءهم على التفوق الدراسي، فالمستقبل المشرق الذي يتمنونه لهم لا يمكن تحقيقه إلا بتحصيل أكبر قدرٍ من المعلومات والقدرة على استذكارها وقت الحاجة إليها بغية الحصول على أعلى الدرجات. ينبغي استخدام هذه الطرق مع الطفل منذ بداية تعليمه لتصبح بالنسبة له منهجاً دائماً. في هذا المقال سنقدم كل ما يحتاجه الآباء والأمهات في سبيل مساعدة أطفالهم على التفوق.

اختلف المهتمون بموضوع التفوق على تعريفه، ففي حين يرى البعض أن التفوق هو التميّز في التحصيل الدراسي بحيث يحصل المتفوق على درجات أكثر من أقرانه، يراه البعض تميّزاً في العديد من المهارات، ولا يقتصر على الدرجات الامتحانية، بل يتجاوزها ليشمل المهارات الاجتماعية والفكرية والجسدية.

فالمتفوق برأي هؤلاء يتميز بأنه اجتماعي قادر على التكيف مع محيطه، وهو إلى ذلك يمتلك درجةً عالية من الذكاء. فللتفوق أشكال عدة، قد تجتمع في الطفل كلها أو بعضها. ولعلّ أكثر هذه الأشكال شيوعاً هو التفوق العقلي الذي يُطلق على أصحابه بالموهوبين أو العباقرة، والذي يربط الكثيرون بينه وبين التفوق الدراسي، فكيف نميز بينهما؟

إن النشاط العقلي للفرد تحدده مجموعة من العوامل، بعضها بيئي وبعضها الآخر فردي. وكثيراً ما تندمج الأسباب البيئية بالفردية فلا يمكن الفصل بينهما.

قد أشارت الدراسات أن للعوامل الوراثية دور مهم في تحديد النشاط العقلي للفرد، فالأطفال المتفوقون عقلياً يمشون ويتكلمون ويقرؤون بشكلٍ أسرع من غيرهم من الأطفال، وهذه السرعة في النمو لا يمكن أن تكون عاملاً بيئياً، ولكن يمكن القول إن البيئة يمكن أن تساهم في زيادة سرعة التعلم أو الحد منها؛ فالبيئة الثقافية التي تهتم بالطفل، وتكتشف تميزه في مرحلة مبكرة من عمره، يكون لها دور واضح في تعزيز هذا التفوق؛ فهي تحدد كيفية ترجمة الذكاء الوراثي عند الطفل إلى نجاح وتحصيل دراسي متميز.

يتزايد اهتمام المربين بالمتفوقين دراسياً باعتبارهم الثروة القومية لأي بلد، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن للمتفوقين صفات مشتركة أهمها الثقة بالنفس والقدرة على التكيف الاجتماعي، ويتميزون بمستوى جيد من الأمن النفسي والاجتماعي، على عكس المتأخرين دراسياً. هذا يعزز دور الآباء والمربين في الارتقاء بمستوى الطلبة، وهذا يتم بالعديد من السبل والوسائل للوصول إلى النتيجة المرجوّة، ومن أهمها:

اختيار الألعاب التي تسهم بتنمية الذكاء، وتوجيه أسئلة تحتاج المزيد من التفكير، وحل الألغاز، إلى ما هنالك من الوسائل التي ترفع من القدرات العقلية عند الطفل.

التنوع في المهارات التعليمية التي تستهدف الطفل، وعدم التركيز على نوع على حساب الأنواع الأخرى، فالطفل يحتاج المهارات اللغوية، ومهارات الحساب والمنطق وغير ذلك.

إعطاء الطفل مساحة كافية من الحرية ليعبر عن رأيه ويتخذ بعض القرارات التي تهمه بعيداً عن التسلط والسيطرة من قِبَل الوالدين.

إعطاؤه الحرية ليكتشف البيئة من حوله بنفسه، فالحرص الكبير يولّد الكبت ويحدّ من الذكاء.

قراءة الكتب والقصص أمام الطفل قبل تعلمه القراءة، لينتقل إلى مرحلة القراءة بنفسه بعد ذلك. ومن ثم متابعة بعض الأفلام التي تحث على الدراسة والتفوق.

استخدام أسلوب التوجيه في حال الخطأ أو التقصير، وعدم اللجوء للتعنيف أو الضرب.

التعاون الفعال بين الأسرة والمدرسة، عن طريق التواصل الدائم والمستمر لمعرفة المهارات التي يمكن تنميتها، ولمعرفة الجوانب التي يبدع فيها الطفل، وللتشارك في معرفة كل ما يتعلق بالطفل سواء في البيت أو في المدرسة مما يساعد في توجيهه بشكل أفضل باتجاه التفوق، من خلال مشاركته في أنشطة مدرسية معينة بناء على معلومات الآباء، أو تشجيعهم على الدخول في مسابقات محددة بناء على معلومات تقدمها المدرسة حول الطفل.

لا يشترط تفوقهم العقلي لحثّهم على التفوق الدراسي

بالعودة إلى تعريف التفوق الذي ذكرناه أعلاه، هل يشترط أن يكون أبناؤنا متفوقين عقلياً لنساعدهم على التفوق الدراسي؟

للإجابة عن هذا السؤال، نذكّر بأن إحدى الأمهات كتبت تغريدة تفتخر فيها بولدها وتفوّقه، مع أن المعدّل الذي حصل عليه كان 60%، هذا يحملنا على القول بأن التفوق هو التطور الذي يحققه الفرد مع مرور الزمن، فهو يتفوق على ذاته وليس على الآخرين، وكل من يطوِّر مستواه فهو متفوق حتى لو لم يكن تحصيله هو الأعلى بين أقرانه. ولكي نساعدهم على تحقيق هذا التفوق علينا استخدام وصفة من ثلاث مكونات:

أنا أستطيع: يحتاج أبناؤنا لهذا الشعار لتحريض قدراتهم الكامنة في جميع المجالات، وهو ضروري جداً ليتمكنوا من المحاولة والمثابرة.

أنا أحاول: لا يكفي أن يكون لدى الطفل إيمان بقدراته فحسب، بل لابد من تحريضه على المحاولة الجادة لتحويل القدرات الكامنة إلى طاقات نشطة.

أنا أستمر: محاولة واحدة لا تجدي، إذ لا بد من تكرار المحاولة مرات ومرات حتى الوصول إلى نتيجة مرضية. فنحن مثلاً نقرأ ونسمع عن حالات النجاح في العالم، ولكن لا ندري عدد مرات الفشل والإحباط التي مروا بها حتى وصلوا إلى هذا النجاح. هذا ما علينا أن نقنع أبناءنا به كي يتخلصوا من الإحباط الذي يرافق كل فشل يمرون به.

أن المتابعة اليومية هي أساس التفوق ولا تتمثل هذه المتابعة فقط بمتابعة الدروس، وإنما متابعة العديد من الأنشطة المهمة التي ينبغي الالتزام بها للوصول إلى إنجاز أكبر. هذه الأنشطة هي:

النوم الكافي: فلا يمكن لطالب ينام ساعات قليلة ومتقطعة أن يركّز بالشكل الأمثل على أي مهارة يقوم بها.

التغذية الجيدة: الغذاء الصحي ضروري جداً للنمو الجسدي والعقلي؛ فلا بد من تناول الغذاء الغني بالمواد اللازمة للدماغ كالخضار الطازجة والفاكهة الموسمية والمكسرات الخالية من الملح والتمر والحليب والبيض وغير ذلك من الأغذية شرط أن يتم تناولها بشكل متوازن.

ممارسة الرياضة: حيث تنشط الرياضة الدورة الدموية وتساعد على وصول الأغذية اللازمة إلى الدماغ بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة النشاط الذهني والتركيز.

الإكثار من شرب المياه: فقلة المياه تؤثر على الطاقة العقلية فيصبح من الصعب القيام بالعمليات العقلية كالحفظ والتذكر.

حفظ الدروس على مراحل: فالدماغ يحتاج وقتاً كي يعتاد حفظ كميات كبيرة من المعلومات، لذلك ينبغي في البداية تقسيم المعلومات إلى أقسام حيث ينال الطالب قسطاً من الراحة بعد انتهاء كل قسم منها.

اختيار الوقت المناسب للدراسة: إن أفضل الأوقات للدراسة هي قبل النوم وبعد الاستيقاظ مباشرة، حيث يفرز الدماغ في هذه الأوقات مادة كيميائية تساعد على تنشيط الذاكرة.

تناول الأوميغا 3: حيث يوصي الأطباء بتناول الأغذية الغنية بالأوميغا 3 لأنها تساعد على تحسين وظائف الخلايا العصبية وبالتالي تعمل على تنشيط الذاكرة وتقويتها، ويوجد الأوميغا 3 في بعض أنواع الأسماك كالسلمون والتونا، كما يوجد في الجوز والبندق والشوكولا.

رقم العدد: 4841

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار