انتعاش في القطاع الصحي تنتظره دير الزور بعد القرار الحكومي بإرسال أطباء من مختلف الاختصاصات شهرياً إلى مجمع المشافي فيها للمساهمة بتوفير الخدمات الطبية للأهالي.
وكان مجلس الوزراء وافق منتصف شباط الجاري على إرسال عشرين طبيباً بكل الاختصاصات بشكل شهري إلى مشفى دير الزور لتقديم الخدمات الصحية للأهالي في المحافظة على مدار الساعة.
القرار جاء تلبية لمطالب أوساط طبية ومجتمعية في دير الزور لرفد المحافظة بأطباء اختصاصيين ومقيمين وتشجيع عودة الأطباء إليها ولا سيما أن الأمان عاد للمدينة منذ أكثر من ثلاث سنوات وقطاعها الصحي يتعافى تدريجياً.
مدير صحة دير الزور الدكتور بشار الشعيبي قال إن ظروف الحرب الإرهابية والحصار الذي تعرضت له المحافظة تسببت بنقص شديد في الأطباء الاختصاصيين والمقيمين إضافة إلى إحجام عدد من الأطباء عن التعاقد مع وزارة الصحة مبينا أن قرار إرسال الأطباء سيساعد في سد النقص ورفد القطاع الصحي بأطباء مقيمين.
وأكد الدكتور الشعيبي أن فترة تواجد الأطباء في مشافي دير الزور ستحسب من مدة الإقامة للاختصاص كما سيتم تأمين خدمات الإقامة والإطعام اللائقة لهم وهم من الأطباء المقيمين بالسنوات الأخيرة ومن مختلف الاختصاصات الأساسية.
ويوجد حاليا في دير الزور مجمع مشاف يضم الهيئات العامة لمشافي الأسد والفرات والأطفال والتوليد ويقدم خدمات طبية لأهالي المحافظة مدينة وريفا بسبب تعرض باقي المشافي للتخريب والدمار جراء الإرهاب.
عضو مجلس نقابة أطباء سورية الدكتورة غادة حموري وصفت هذا الإاجراء “بالخطوة المهمة” وواجب وطني يقوم به كل طبيب لخدمة بلده في الأزمات مؤكدة أن نقابة الأطباء المركزية وفرع دير الزور سيكون لهما دور في تقديم اي احتياج لهؤلاء الأطباء على أرض الواقع.
وأشارت الدكتورة حموري إلى أن الإجراء يسد نقص الأطباء الذي تعيشه دير الزور ولكن تبقى هناك حاجة للحلول الدائمة ولا سيما أن هناك نقصا شديدا واختصاصات لا يوجد فيها أي طبيب منها الغدد والجراحة العصبية والأوعية والداخلية العصبية والمفاصل والتشريح المرضي وفي بعض الاختصاصات كأمراض الدم يوجد طبيب واحد.
وقالت حموري: يوجد حاليا 50 طبيبا في المحافظة سواء متعاقد مع الصحة أو ضمن عيادة خاصة والحاجة أكبر من ذلك بكثير ونأمل من اطباء المحافظة المقيمين خارجها العودة إضافة إلى تقديم تسهيلات لترخيص مشاف خاصة بالمحافظة حيث تعرضت جميع المشافي الخاصة للتدمير مشيرة إلى أن عدد الاطباء المسجلين بفرع دير الزور 1100 طبيب لكن معظمهم في محافظات اخرى او خارج سورية.
وعن آلية اختيار الأطباء المقيمين أوضح معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي للشؤون الطبية الدكتور حسن الجبه جي في تصريح مماثل أنه سيتم تكليف عشرة أطباء دراسات عليا مقيمين في الاختصاصات الأساسية الداخلية والنسائية والأطفال والجراحة بأنواعها شهريا للعمل في مشافي دير الزور.
وذكر معاون وزير التعليم العالي أن جامعة دمشق ستغطي الأشهر بين آذار وحزيران وجامعة تشرين من تموز لغاية تشرين الأول ثم جامعة حلب من تشرين الثاني لشباط 2021 مبينا أن الجامعة المضيفة ستؤمن السكن والطعام والجامعة الوافدة ستؤمن المواصلات ومكافأة شهرية لكل طبيب 100 ألف ليرة.
وأوضح جبه جي أن الوزارة ستوفد الأطباء من الذكور فقط وجامعة الفرات لا توجد فيها دراسات عليا في كلية الطب كما أن تنفيذ القرار يأتي من باب الواجب الوطني والانساني ومساعدة لأطباء وزارة الصحة.