قصص بطولة وإصرار وعزيمة يسجلها أهالي مدينة الحسكة وأبناؤهم الطلبة للوصول إلى المدارس التي تدرس مناهج وزارة التربية وسط المدينة متحدين جميع العوائق والظروف التي تفرضها ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي عبر منعهم من العبور وإيقاف حركة مرور الآليات من وإلى مركز المدينة.
وذكر مراسل سانا في المدينة أن الأهالي الذين يتكبدون عناء التنقل مشياً على الأقدام والالتفاف خلف حواجز الميليشيا هم أنفسهم الذين رفضوا سياسة التجهيل التي تفرضها هذه الميليشيا عبر إغلاق المدارس الحكومية في المناطق بعد استيلائها عليها وفرضها مناهج خاصة غير وطنية تنشر فيها أفكارها الانفصالية.
متجها من حي النشوة الغربية يحث الياس الخطى مع ابنتيه الصغيرتين لإيصالهما إلى إحدى مدارس مركز المدينة بعد أن قطع مسافة 2 كم ذهابا ومثلها في نهاية الدوام.
ويقول الياس إن الحصار الذي يحدث في مدينة الحسكة “لا يمكن أن يقوم به إنسان لديه ذرة كرامة… إنهم مجرد أدوات تحركهم قوى الاحتلال بهدف التضييق على الأهالي ومنع دخول الغذاء والماء إليهم والسعي إلى إيقاف التعليم في المحافظة لتجهيل أبنائها” مشيرا إلى أن هذه الممارسات لن تنال من عزيمته وتمسكه بخياره الوطني بتعليم أبنائه في مدارس مديرية التربية وتحمل التعب والمشقة والطريق الطويل والأجواء الباردة.
المدرسة رهام التي انتقلت مع الكادر التدريسي في مدرستها التي استولت عليها الميليشيا في حي غويران للتدريس في إحدى مدارس مركز المدينة أكدت أن “أعداء العلم والحضارة لم يكتفوا بالاستيلاء على مدارسنا وطرد الكوادر التدريسية منها بل ويطبقون الحصار ويمنعون دخول مستلزمات الحياة الأساسية ومرور الآليات التي تنقل الكوادر التدريسية والتلاميذ إلى مدارسهم”.
أما المدرس خالد فأوضح أن رسالة العلم والحضارة “لن تتوقف رغم كل ممارسات هذه الميليشيا التي ستزول بزوال مشغليها وأن صمودنا منذ بدء الحرب على سورية مستمر منطلقين من قناعتنا الوطنية وإيماننا الراسخ وثقتنا بجيشنا الباسل وصمود شعبنا بدحر المحتل وأدواته”.
مديرة التربية إلهام صورخان أوضحت أن العملية التعليمية في مركز مدينة الحسكة “لم تستقر لتاريخه منذ انطلاقة الفصل الدراسي الثاني نتيجة منع دخول الآليات والأهالي ووصولهم إلى المدارس والتجمعات التعليمية التي تقوم بتدريس مناهج وزارة التربية على الرغم من سعي قسم كبير منهم للدخول والالتفاف حول هذه الحواجز” مؤكدة أن “الكوادر التدريسية والتربوية ما زالت قائمة على رأس عملها في المدارس وتقوم بتدريس الحاضرين من التلاميذ وعند استقرار الأمور سيتم تعويض التلاميذ الذين لم يحضروا الفاقد التعليمي”.
مدير فرع المؤسسة العامة للمطبوعات أحمد الدهش أوضح أن ميليشيا “قسد” تمنع إيصال الكتاب المدرسي من المستودع الرئيسي في ريف القامشلي إلى التجمعات التعليمية والمدارس في مدينتي الحسكة والقامشلي على الرغم من توافر حاجة المحافظة من هذه الكتب للفصل الدراسي الثاني بشكل كامل.
وتواصل ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي لليوم الخامس عشر فرض حصارها الإجرامي على مركز مدينة الحسكة على التوالي وتمنع دخول الآليات ووسائل النقل والمواد التموينية والغذائية وصهاريج المياه وغيرها من الاحتياجات الأساسية للأهالي.
المصدر – سانا – الفرات