أهمية الحليب المدعّم لنمو طفلك

كثيرة هي الدراسات والأبحاث العلمية التي تناولت أهمية الحليب وفوائده، لكن أكثر ما يعكس أهميته هو اعتماد الأطفال عليه خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم، وتحديداً قبل البدء بالأطعمة المكمّلة.

تتساءلين لماذا يعتبر الحليب مشروباً مغذياً يستهلكه الجميع على اختلاف أعمارهم، ولماذا يوصي خبراء التغذية بالاعتماد على الحليب المدعّم بشكل خاص؟ إليك الإجابة:

عموماً، يحتاج الجسم إلى العناصر الغذائية لضمان نموه الصحي والسليم، والأطفال على وجهٍ خاص لديهم حاجات غذائية أكثر من البالغين؛ فهم يبدؤون في التعرف على أطعمة مختلفة ويكتسب الكثير منهم عادات أكل انتقائية وصعوبة في سن مبكرة ما يجعلهم أكثر عرضة لنقص المغذيات الدقيقة.

وفي حين يعد حليب الأبقار غير المدعّم غنياً بالكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والبروتين،إلّا أنه يحتوي على نسب منخفضة من بعض العناصر الغذائية الأساسية للنمو، ومنها الحديد الذي يعاني الأطفال في الشرق الأوسط في سن المدرسة من فقر الدم جراء نقصه.

وعلى الصعيد الإقليمي، تنتشر مشاكل نقص الفيتامينات والمعادن مثل الحديد واليود وفيتامينات “أ” و “د”. ويتصدّر نقص الفيتامين “د” قائمة المشاكل التي يواجهها الناس من مختلف الأعمار، إذ تصل نسبة الأطفال الذين يعانون من نقص في نسبة فيتامين “د” في سن المدرسة إلى حوالي 75 %. وهذا يعني أن سبعة من كل عشرة أطفال في الشرق الأوسط يعانون من نقص فيتامين “د”.

كذلك الأمر بالنسبة لليود الذي يُعد من المعادن الأساسية التي تلعب دوراً رئيسياً في دعم النمو الإدراكي؛ إذ أصبح نقصه اليوم من المشاكل التي تؤثر على أكثر من 50% من الأطفال في سن المدرسة على صعيد المنطقة. كما يعاني حوالي 27% من الأطفال في المنطقة من نقص في فيتامين “أ”، المعروف بقدرته على تقوية النظام المناعي.

وبالتالي، يمكن للحليب المدعّم ان يلعب دورًا أساسيًا في سد الفجوات الغذائية في وجبات طعام الأطفال، حيث يوفر العناصر الغذائية التي تغطي احتياجات الأطفال في المرحلة الدراسية الأولى، وتساهم عملية تدعيم حليب الأطفال بالعناصر الغذائية في توفير منتجات تلبي احتياجاتهم وفقًا للمرحلة العمرية، فقد خصّص محتوى المغذيات الدقيقة للأطفال في سن المدرسة لدعم ثلاثة ركائز صحية رئيسية:

النمو البدني: عبر توفير البروتينات عالية الجودة والكالسيوم وفيتامين “د” المسؤول عن دعم نمو العظام والعضلات.

دعم النظام المناعي: عبر توفير فيتامينات ومعادن تدعم نظام المناعة كالزنك بالإضافة إلى فيتامينات “أ” و “ج” التي تعزز حماية الأطفال في مرحلة استكشافهم العالم من حولهم.

النمو الإدراكي: عبر تزويد الأطفال بعنصر الحديد الذي يدعم قدرات العقل والوظائف المعرفية، إضافة إلى مجموعة متنوعة من فيتامينات “ب” التي تساعد في الحفاظ على نشاطهم وتركيزهم خلال مراحل الدراسة.

من هنا، لا يُمكن الإستهانة بالقيمة الغذائية التي يوفرها الحليب لأطفالنا لا سيّما إذا كان مدعّماً. ومن أجل ضمان نموهم بالشكل الصحيح والسليم، لا بدّ من اختيار نوع الحليب المناسب لأعمارهم وتزويدهم بالحصة الموصى بها، أي كوبين من الحليب يومياً.

رقم العدد: 4747

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار