تسع وعشرون مركزاً ثقافياً بما فيها مركز المدينة تم تدميرها بالكامل على يد عصابات الإرهاب، مكتبة المركز والتي يمتد عمرها إلى ستينيات القرن الماضي ضمت على رفوفها أكثر من 25 ألف عنوان ، كما ضمت أمهات الكتب ونفيس المخطوطات وأجمل ما كتب لغة وفكرا وشعرا ونثرا وعلما ودراسة أتت عليها نيران الحقد لتأكل تاريخها قبل أن تأكل أوراقها ولتكون خسارة لا تعوضها أي مكتبة مع محاولات مديرية الثقافة والمركز لإعادة ولو جزء بسيط منها ، إلا أنها تبقى خجولة.
وتهيب المديرية بأصحاب الإصدارات من أبناء المحافظة إيداع إصدارتهم في المكتبة لتكوين مكتبة فراتية في محتواها ومضمونها كما تهيب بمتبرعي الكتب رفد المكتبة بما يجودون به من كتب لإغناء المكتبة وهي بذات الوقت تتطلع إلى منشورات الهيئة السورية للكتاب في اغناء المكتبة بما يصدرونه وكذلك اتحاد الكتاب .
ربما تكون المحاولات من مديرية الثقافة والمركز الثقافي في الاغناء الثقافي والمعرفي من خلال إيجاد المكتبة لخلق حراك ثقافي داخل أروقة المركز ، كون المكتبة تستقطب جل المثقفين والأدباء والكتاب والشعراء وحتى طلبة المدارس والجامعات والمهتمين بالشأن الثقافي
مدير ثقافة دير الزور أحمد العلي تحدث قائلاً : لعل عودة مكتبة المركز هي عودة بسيطة أو كما أسميتموها خجولة إلا أننا بدأنا من الصفر والآن هي مكتبة متواضعة نأمل أن تتسع أكثر وأكثر حتى تعود لتغني الحراك الثقافي في المحافظة .
ندرك تماماً في عملنا الثقافي أن المكتبة التي أتت عليها نيران الحقد لن تعوض ولن تعوض مكتبات المراكز التي كانت متواجدة ولن تعوض أيضاً المكتبات الخاصة التي كانت متواجدة في بيوتات الأهالي من المثقفين والأدباء لكن في محاولتنا سنحاول تامين أكبر عدد من الكتب في ظل الإمكانات المتاحة .
ويتابع: نعلم جميعاً أن حجم الضرر كبير جد على الواقع الثقافي ولعل هدم أيادي الإرهاب والتكفير النصب التذكاري لمحمد الفراتي الذي كان أيقونة ومعلماً فراتياً شكل عبر الزمن رمزاً تاريخيا وتراثياً وحضارياً من المواجع أيضا فقد بدا ذاك النصب أثراً بعد عين وهو الذي كان يقف بشموخه أمام أهم مركز في دير الزور مركز المدينة .
خالد جمعة