مع اقتراب فصل الشتاء الذي يحتاج من الاسر ولاسيما أصحاب الدخل المحدود الكثير من المتطلبات وتعد هذه الفترة من السنة مرهقة لدخول الاسر التي هي أساسا تعاني من عجز كبير نظرا للبون الشاسع بين الوارد المادي والمتطلبات التي تزداد بشكل كبير في مثل هذه الأيام من كل عام والتي تحتاج فيها الاسرة لتأمين اللباس والقرطاسية للمدارس وتحضير المونة من ( مكدوس وزيتون وخضار مجففة سواء بامياء او باذنجان او غيرها ) إضافة الى كسوة الشتاء و المحروقات وكل هذه الأمور تعد من الضروريات التي يجب تأمينها مع بداية هذا الفصل المليء بالأعباء والمتطلبات في ظل الأسعار الصادمة التي تشهدها الأسواق .
– أسعار كاوية
بنظرة سريعة على الأسعار في الأسواق يتضح الارتفاع الكبير في أسعار السلع التي تحتاجها الاسرة لتلبية متطلبات هذه الأيام فرغم ان أسعار الخضروات تبدو منطقية لتحضير المونة السنوية الا ان باقي احتياجاتها باهظة الثمن ولاتتناسب مطلقا مع دخل المواطن فسعر كيلو الباذنجان المناسب للمكدوس يتراوح بين 200 – 250 ليرة والفليفلة الحمراء بحدود 400 ليرة وسعر ليتر زيت عباد الشمس بحدود 3 الاف ليرة وزيت الزيتون 5 الاف ليرة والجوز بحدود 20 الف ليرة والفستق بحوالي 7 الاف ليرة واذا ما اتجهنا صوب أسواق الملابس فان سعر الجاكيت ذو الجودة العادية ( شعبي ) يتراوح بين20 و30 ألف ليرة والبيجامات بين 15 و20 ألف ليرة و تراوحت أسعار الكنزات بحدود 10 الاف ليرة ، وليست أسعار الأحذية بأفضل حالا فمتوسط سعر الحذاء بجودة عادية يتراوح بين 10 و 20 الف ليرة .
– المواطنون حيارى
جميع من التقيناهم للحديث عن هذا الموضوع اكدوا ادراكهم بأننا نمر بحصار جائر يستهدف لقمة عيش المواطن السوري لكن هذا الامر ليس وحده من يقف وراء ارتفاع الأسعار بل هناك جملة أمور أخرى يرى محمد الموظف في مديرية الزراعة ان الحصار ساهم في انخفاض العرض وقلة السلع في الأسواق لكن طمع التجار وغياب الرقابة أدت لهذا الارتفاع الجنوني في الأسعار وأشارت ام علي ان هذه الأسعار خيالية قياساً بمستويات الدخول الشهرية مؤكدة ان معظم الاسر غير قادرة على الشراء وبين حسام وهو اب لثلاثة أبناء ان اجار منزله يستهلك راتبه كاملا ويبقى راتب زوجته الذي لايكفي احتياجات اسرته اليومية وهذا يدفعه لاستبعاد فكرة شراء الملابس او تحضير المونة معلقا بالقول ” خليها على ربك ” ولفت محمود ان الاسر ذات الدخل المنخفض كانت في السابق تلجأ للبالة لتأمين الملابس لكن أسعار البالة أيضا أصبحت محلقة وليس باستطاعته شراؤها .
– والباعة يشتكون
وليس حال الباعة أفضل فبعض الباعة وصفوا الإقبال على الشراء بـ “الضعيف جداً” نظراً لارتفاع الأسعار والحركة التجارية في الأسواق ضعيفة مقارنة بالمواسم الفائتة مشيرين إلى أن نسبة كبيرة من المواطنين لم تعد لديها القدرة لإكساء أفراد عائلتها في ظل هذا الارتفاع .
حيث ارجع عمر وهو صاحب محل بيع ألبسة في شارع الوادي سبب ارتفاع الأسعار الى ان البضاعة تردهم من أسواق المحافظات الأخرى بأسعار مرتفعة يضاف اليها أجور الشحن ومايترتب على البضاعة من أجور عمال واجار محل وضرائب مالية وغيرها . فيما قال سائد صاحب محل احذية ان البضائع تتضاعف أسعارها في كل مرة يتسوق بها لمحله هذا من جهة ومن جهة أخرى يفرض الواقع على صاحب المحل ان يزيد من هامش الربح على اعتبار انه أيضا رب أسر وعليه متطلبات تشابه متطلبات باقي الاسر وقد يصل الامر لدى صاحب المحل ان يعجز عن تأمين كسوة ابنائه على مبدأ ” السكافي حافي “.
– ويبقى الامل
على أبواب شتاء يبدو انه سيكون قاسيا يظل المواطن حائراً في كيفية توفير احتياجاته الأساسية و تأمين الكسوة الشتوية لأفراد أسرته وتأمين حاجياته الأخرى من آجار المنزل وتأمين مونة الشتاء والمستلزمات المدرسية وغيرها من الالتزامات على امل قدوم زيادة في الأجور دار الحديث حولها كثيرا في الآونة الأخيرة وهذا الامل تشوبه المخاوف من زيادة في الأسعار تمتص اية زيادة قد تأتي اذا لم يتم ضبط الأسواق ومراقبة الأسعار وكبح جماح طمع التجار .
دير الزور – إبراهيم الضللي