بعد إخماد كل الحرائق…صيانة أضرار الكهرباء وتسيير قافلة مساعدات إغاثية وطبية من حلب إلى طرطوس واللاذقية
أعلن وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا أنه تم إخماد كل الحرائق التي نشبت من فجر يوم الجمعة في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص.
وأوضح المهندس قطنا في تصريح لـ سانا أن عدد الحرائق بلغ 156 حريقاً منها 95 حريقا في اللاذقية و49 حريقا في طرطوس و12 حريقا في حمص لافتاً إلى أن حريق موقع البلعة بحمص أخمد صباح اليوم وهو في طور المراقبة والتبريد.
وتواصل فرق الإطفاء والدفاع المدني الموجودة في مواقع الحرائق وبمشاركة مروحيات من الجيش عمليات التبريد في المواقع المحروقة بمحافظة اللاذقية للحيلولة دون تجددها.
وذكر المهندس باسم دوبا مدير دائرة الحراج في مديرية الزراعة باللاذقية في تصريح لمراسل سانا اليوم أن طائرات مروحية تواصل عملها في تبريد بعض المواقع المحروقة في ريف القرداحة للحيلولة دون تجدد النيران مع التأكيد على وجود كل فرق ومنظومة الإطفاء قرب المواقع المحروقة تحسبا لأي مستجدات.
يشار إلى أنه شارك بإخماد الحرائق فرق إطفاء من عدة مؤسسات ومديريات من مختلف المحافظات ورجال الجيش العربي السوري والمجتمع المحلي.
وفي محافظة حمص أنهت الورشات الفنية التابعة للشركة العامة لكهرباء اليوم أعمال صيانة وإصلاح جميع الأعطال الناجمة عن الحرائق التي شهدها ريف المحافظة خلال الأيام الماضية ليعود التيار الكهربائي إلى جميع القرى والمنازل المتضررة.
وفي تصريح لـ سانا بين المهندس صالح عمران مدير شركة كهرباء حمص أن الورشات عملت منذ اليوم الأول لاندلاع الحرائق على صيانة الأضرار وكانت الأولوية تأمين التيار الكهربائي على مدار الـ 24 ساعة لآبار المياه في “عيون الوادي والزويتينة والناصرة” التي تزود سيارات الإطفاء بالمياه.
كما لفت إلى أن الأضرار شملت 5 أعمدة توتر متوسط خشبية اثنان منها في قرية عيون الوادي و3 في حب نمرة و15 عمود توتر منخفض خشبي 7 منها في قرية قرب علي و5 في حب نمرة و3 في الزويتينة كما شملت الأضرار نحو 500 متر من كابلات المشتركين في منطقتي الزويتينة وقرب علي إضافة إلى 300 متر كبل تورسيدي في قرية الناصرة.
بدوره أكد المهندس حسن حميدان مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بحمص عدم حدوث أي أضرار مباشرة على الشبكة المائية في القرى التي طالتها الحرائق مبينا أن محطات الضخ في القرى المتضررة تعمل بشكل جيد ولم تصل إليها النيران حيث تعمل ورشات المؤسسة على تنظيف الأعشاب والحشائش بشكل دوري حولها.
كما أوضح أنه تم تأمين إمداد المياه على مدى الـ 24 ساعة للقرى حتى في أوقات انقطاع التيار الكهربائي لتبقى مناهل المياه متاحة أمام سيارات الإطفاء لإمدادها بالمياه مع استنفار ورشات المؤسسة وعمالها تحسبا لحدوث أي عطل طارئ.
ولفت المهندس كنعان جودا مدير فرع الشركة السورية للاتصالات بحمص إلى عدم وجود أي أعطال هاتفية بالمناطق التي تعرضت للحرائق.
وشهدت عدة قرى بريف حمص الغربي عددا من الحرائق خلال الأيام الماضية أدت إلى أضرار في الغابات الحراجية والأشجار المثمرة.
وكان وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا أعلن في وقت سابق اليوم عن إخماد كل الحرائق التي نشبت من فجر يوم الجمعة في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص.
تسيير قافلة مساعدات إغاثية وطبية من محافظة حلب إلى طرطوس واللاذقية
سيرت محافظة حلب اليوم قافلة مساعدات إغاثية إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس المتضررتين جراء الحرائق تحمل مواد غذائية وحرامات وألبسة ومواد طبية وذلك بالتعاون بين مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل ومبادرة أهالي حلب.
وأوضح حسام قره جللي معاون مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بحلب في تصريح لمراسل سانا أنه يتم العمل على نقل المواد الإغاثية بشكل متواتر منذ ليل أمس إلى البلدات المتضررة من الحرائق في طرطوس واللاذقية حيث تم تسيير شاحنات تحمل مستلزمات طبية وألبسة ومواد غذائية للأهالي المتضررين والذين فقدوا منازلهم أو اضطروا إلى مغادرتها.
بدوره بين المهندس طريف عطورة رئيس مجلس إدارة مبادرة أهالي حلب أنه وضمن الحملة التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لمساعدة الأهالي المتضررين من حرائق الغابات في محافظتي اللاذقية وطرطوس شاركت المبادرة بإرسال شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية والإغاثية والمواد الطبية للأهالي بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية للتخفيف من الأضرار التي لحقت بالمواطنين ومساعدتهم.
من جانب ثان شكلت جهود الفعاليات المجتمعية والأهلية عاملا مهما ومؤثرا في مسار عمليات اخماد الحرائق التي طالت مساحات واسعة من ريف محافظة اللاذقية إلى جانب الجهود الكبيرة لرجال الإطفاء والدفاع المدني وعناصر من الجيش العربي السوري ما يؤكد مجددا أهمية التعاون والتشاركية في كل المواقف على المستوى الوطني.
كاميرا سانا رصدت جانبا من مساهمة الأهالي إلى جانب رجال الإطفاء في إخماد الحرائق في الريف الشمالي حيث قال رفيق جليكو من سكان قرية النملة إنه ما من كلمات تصف الحزن الذي خيم علينا ونحن نشاهد الرماد يتطاير في كل مكان ورائحة الحرائق التي عمت جميع المناطق لكن وحدة الأهالي وتضافر جهودهم في اخماد الحرائق يعكس الروح الطيبة والقيم النبيلة التي نشأنا عليها وينبغي على الجميع أن يكونوا يدا واحدة للمساعدة ومواصلة الحياة لأن إرادة الحياة أقوى.
“ألسنة اللهب التي كانت تلسع وجوهنا ورائحة الدخان التي كادت تخنقنا أمر لا يمكن وصفه “هكذا عبر كل من علي داؤود وفادي ديوب من سكان قرية الفجر عن مواجهة الحرائق المشتعلة ورويا كيف اجتمعا مع مجموعة من الشباب عند رؤية النيران تقترب منهم وكيف عملا على فتح خطوط نار بين الغابات الحراجية وأراضي القرية والتبريد بالمياه بينما تولى الرجال الكبار تأمين خروج النساء والأطفال والعجزة حرصاً على سلامتهم لحين وصول سيارات الإطفاء والبلدوزرات التي لبت نداءنا رغم الضغط الهائل في مشهد مؤلم تخفق له الروح.
منير رزوق مختار قره فلاح تحدث عن الجهود الجبارة لأبناء قرى الفجر والضحى والزيتونة وقره فلاح والمناطق المجاورة الذين اندفعوا دون أي تردد او تقاعس لمساعدة طواقم الإطفاء ووقف النيران التي كانت تشتعل بوتيرة سريعة قادمة من منطقة أم الطيور وبدأت الاقتراب من منازل الأهالي مع حلول مساء يوم أمس وزادها سوءا تغير اتجاه الرياح.
طارق الحطاب رئيس مركز حماية الغابات في قسطل معاف قال: لقد تمكنا من إخماد الحرائق التي كانت تنتشر بسرعة جنونية وتلتهم الغابات الحراجية على الطريق الواصلة بين قريتي الفجر وقره فلاح بفضل جهود العمال وتقاسم المهام ومساعدة الأهالي.
وأكد الحطاب استنفار جميع العاملين بالمركز وتوزعهم في مواقع اندلاع الحرائق لمراقبتها والإبلاغ عن أي مستجدات بعد إخمادها مبيناً أن “الوضع حالياً تحت السيطرة لكن لا بد من توخي الحذر والبقاء في حالة جهوزية تامة خوفا من هبوب الرياح القوية مرة أخرى”.
علي درويش مرافق إطفائية أكد أن الرياح الشرقية وسرعتها كانت العقبة الاكبر في وجه الجميع وبذلنا ما بوسعنا لتطويق النيران باستخدام المناجل والأمشاط والمناشير الكهربائية إلى جانب البلدوزرات لفتح خطوط نار وقال “كان الخطر يحيط بنا من كل جانب والنيران تشتعل على كل الجهات ولا سيما اننا كنا على الخطوط الأمامية وفي مواجهة مباشرة مع ألسنة اللهب”.
واستذكر نوار قره فلاح عامل اطفاء في دائرة الحراج اللحظات الحرجة التي قضاها مع مجموعة من زملائه في أحد الوديان بمنطقة ام الطيور بعد أن حاصرتهم النيران وتمكنوا من النجاة بأعجوبة بعد إصابات متنوعة جراء النيران واستنشاق الدخان الكثيف.
السيدة انتصار رزوق من قرية الفجر رفضت الخروج وآثرت البقاء مع مجموعة من النسوة لمساعدة الشباب في نقل الماء وفتح خطوط نار باستخدام الأمشاط التي زودهم بها عمال الحراج ومد خراطيم المياه إلى أطراف القرية لتبريدها ومنع النيران من الوصول إلى الأراضي الزراعية والمنازل وقالت إنه “لشرف كبير لنا أن نقف إلى جانب رجالنا لحماية أرضنا وممتلكاتنا”.
العامل حسين شرف الدين من مديرية حراج ريف دمشق الذي وصل إلى اللاذقية مع زملائه منذ مساء يوم الجمعة لمؤازرة طواقم الاطفاء عبر عن أسفه الشديد لما الم بغابات اللاذقية مشيرا إلى أن وعورة الطرقات وكثافة الاشجار والدخان وارتفاع السنة اللهب في بعض المناطق زادت من خطورة الوضع وحدت من امكانياتنا للتقدم والتصدي للنيران لذا كنا نواجهها بالمياه وفتح خطوط النار.