الشابة هدية حسن من قرية باقلله التابعة لبلدة الجوادية بريف القامشلي الشرقي أتقنت مهنة إصلاح البرادات والغسالات التي تعد حكرا على الرجال نظرا للقوة البدنية والجهد الذي تتطلبه هذه المهنة.
هدية ذات الـ 19 ربيعا التي تتوجه إلى محلها الخاص بإصلاح البرادات والغسالات يوميا مستخدمة دراجة نارية تنقلت بين العديد من الأعمال والمهن وعملت في خياطة أكياس الخيش للمزارعين وكعاملة في مخبز وتقدمت إلى العديد من المسابقات ولكن لم يحالفها الحظ لتجد فرصتها في النهاية.
تقول هدية لمراسلة سانا: التحقت بدورة مهنية لتعليم إصلاح البرادات والغسالات وبعض الأدوات الكهربائية وتعلمت خلالها كل ما يتعلق بعمليات الإصلاح.. في البداية كان هناك استغراب لعملي في هذا المجال خاصة أن مجتمعنا ريفي وهذا المجال يحتاج إلى قوة بدنية وجهد في كثير من مراحله ولكن لقناعتي وحبي لهذا المجال استطعت أن أتابع وأقنع كل من حولي بقدرتي على المتابعة وتحقيق النجاح.
وتضيف: لا يوجد عمل حكر على فئة محددة فالجميع يستطيعون إنجاز أي عمل إذا كان هناك إصرار ومتابعة وهذه رسالة للفتيات الراغبات في خوض أي تجربة وإنجاز أي مشروع خاص بهن سواء تجاري أو مهني ويجب أن يكون هناك عزيمة وإصرار للوصول إلى الغاية.
أهالي المنطقة والقرى القريبة من مكان عمل هدية يثقون بعملها فهي باتت محط ثقة الأهالي الذين يقصدونها لإصلاح كل ما يتعلق بالكهربائيات وتقديم أي استشارة حيث تقول “إن إتقان العمل وإجراء الإصلاحات المتعددة والالتزام بالوقت كان أحد أهم الأمور التي عززت الثقة بيني وبين أهالي المنطقة رغم أنهم في البداية كانوا يستبعدون إرسال أي آلة إلى محلي لإصلاحها”.
أم علي من قرية الصفا من المتعاملات مع هدية تقول: “كان هناك استغراب من عمل فتاة في إصلاح البرادات والغسالات إلا أنها أثبتت قدرتهاعلى التعامل مع أي عطل في هذه الأدوات وهي الآن محط ثقة والجميع يتعامل معها وتمتلك ورشة متكاملة لإصلاح الأدوات الكهربائية وأتمنى لها التوفيق لتكون قدوة للأخريات.
الشابة هدية تعيش في عائلة مؤلفة من خمسة شباب وأربعة بنات وتسهم في تأمين جزء من المصاريف الخاصة بأسرتها بعد أن اعتقلت ميليشيا “قسد” المدعومة من الاحتلال الأمريكي والدها الذي يعمل في مديرية حقول رميلان.
المصدر – سانا – الفرات