.. إذا لم يغادر الأمريكيون والأتراك الأرض السورية فالمقاومة الشعبية هي الخيار
وشدد الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالة روسيا سيغودنيا الإخبارية على أن الوجود الأمريكي والتركي على الأراضي السورية هو احتلال ويجب إنهاؤه سواء عن طريق إزالة الذريعة التي يستخدمونها لهذا الاحتلال وهي الإرهابيون وإذا لم يغادر الأمريكيون والأتراك فإن الأمر الطبيعي الذي ينبغي أن يحدث هو المقاومة الشعبية.
وأوضح الرئيس الأسد أن نظام أردوغان دعم الإرهابيين في سورية وفي ليبيا وهو المحرض والمشعل الرئيس للصراع في ناغورني كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا وهذا سلوك خطير وقال إن تركيا استخدمت هؤلاء الإرهابيين القادمين من مختلف الدول في سورية واستخدموا الطريقة نفسها في ليبيا، لقد استخدموا الإرهابيين السوريين في ليبيا، ربما إضافة إلى جنسيات أخرى. وبالتالي من البديهي والمحتمل جداً أنهم يستخدمون تلك الطريقة في ناغورني كاراباخ.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة..
السؤال الأول:
سيادة الرئيس، شكراً لكم لمنحنا الفرصة لمقابلتكم في هذه الأيام التي نتذكر فيها بأنه منذ خمسة أعوام وصلت المساعدة الروسية إلى سورية. إذاً، بعد خمسة أعوام من العملية العسكرية الروسية، هل نستطيع اليوم أن نقول إن الحرب في سورية قد انتهت؟
الرئيس الأسد:
لا، بالتأكيد لا. فطالما أنه يوجد إرهابيون يحتلون بعض مناطق بلادنا ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات والجرائم الأخرى فإن الحرب لم تنتهِ، وأعتقد أن مشغليهم حريصون على جعلها تستمر لوقت طويل. هذا ما نعتقده.
السؤال الثاني:
ماهي لحظات البطولة التي حققها الروس وتتذكرونها أنتم وتحتفظون بها في وجدانكم؟ أي هذه اللحظات تعتبرونها جديرة بأن تروونها لأحفادكم، مثلاً؟
الرئيس الأسد:
هناك العديد من هذه اللحظات، وأذكر بعضها بالطبع. بعد خمس سنوات من هذا التعاون بين الجيشين السوري والروسي في حرب شرسة، أعتقد أن البطولة قد أصبحت فعلاً جماعياً، وليس عملاً فردياً، ولا يقتصر على بضع حالات من البطولة يتذكرها المرء، على سبيل المثال، إذا تحدثنا عن الطيارين الحربيين، والقوى الجوية، نتذكر أن الطيارين الروس استمروا في طلعاتهم الجوية فوق الإرهابيين وبشكل يومي، مخاطرين بحياتهم، وقد تم إطلاق النار وإسقاط بضع طائرات من قبل الإرهابيين. وإذا تحدثنا عن الضباط الآخرين، فإنهم يقدمون الدعم للجيش السوري ليس على الخطوط الخلفية، بل على الخطوط الأمامية؛ وقد ارتقى شهداء من بينهم. ولذلك، ما سأذكره لأحفادي يوماً ما لا يتعلق بهذه البطولة وحسب، بل سأتحدث إليهم عن هذه القيم المشتركة التي يتشاطرها جيشانا، والتي جعلتنا أشقاء خلال هذه الحرب، هذه القيم النبيلة، إخلاصهم لقضاياهم، ودفاعهم عن المدنيين والأبرياء. ثمة الكثير مما يمكن التحدث عنه حول هذه الحرب.
السؤال الثالث:
وما هي اللحظة التي ترمز بالنسبة إليكم إلى نقطة تحوّل خلال هذا الصراع، خلال هذه الحرب؟
الرئيس الأسد:
لقد مضى حتى الآن عشر سنوات تقريباً منذ بداية الحرب، ولذلك فإن هناك العديد من نقاط التحوّل التي يمكنني ذكرها، وليس نقطة واحدة. كانت نقطة التحوّل الأولى في عام 2013، عندما بدأنا بتحرير العديد من المناطق، خصوصاً في وسط سورية، من جبهة النصرة. ثم في عام 2014، نقطة التحول كانت في الاتجاه الآخر، عندما ظهر داعش فجأة، وبدعم أمريكي، واحتل جزءاً مهماً جداً من سورية والعراق في الوقت نفسه. وهنا بدأ الإرهابيون باحتلال مناطق أخرى، لأن داعش تمكن من تشتيت انتباه الجيش السوري عن تحقيق مهمته في تحرير الجزء الغربي من سورية. نقطة التحوّل الأخرى كانت عندما جاء الروس إلى سورية عام 2015، وبدأنا معاً بتحرير العديد من المناطق، في تلك المرحلة بعد قدوم الروس لدعم الجيش السوري، تمثلت نقطة التحوّل في تحرير الجزء الشرقي من حلب. وهنا بدأ تحرير مناطق أخرى من سورية ابتداءً من هذه النقطة. وقد كان ذلك مهماً بالنظر إلى أهمية حلب، ولأن تلك كانت بداية التحرير واسع النطاق الذي استمر لاحقاً وصولاً إلى دمشق، وإلى باقي مناطق حلب مؤخراً، ومن ثم مناطق أخرى في الجزء الشرقي من سورية وفي الجزء الجنوبي. إذاً، كانت هذه نقاط التحوّل الرئيسية، وإذا جمعتها معاً فستجد أن جميعها نقاط تحول استراتيجية، وجميعها غيرت مسار هذه الحرب.
السؤال الرابع:
سأتحول الآن إلى بعض الأخبار الراهنة، فنحن في روسيا نتابع ما يحدث الآن في المنطقة في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان. ومن المؤكد أن تركيا تلعب دوراً هناك، أما ما إذا كان هذا الدور سلبياً أو إيجابياً فلست أنا من يحكم عليه. لكني أودّ أن أسألكم عن سياسات تركيا وأردوغان. ففي السنوات الأخيرة، تحاول تركيا تعظيم نفوذها الدولي. فنحن نرى وجودها في ليبيا وتدخلها في سورية، ونزاعها على الأرض مع اليونان، والآن دعمها المفتوح لأذربيجان. ما رأيكم في هذا النوع من السلوك الذي تتبعه أنقرة، وأردوغان شخصياً، وهل يتوجب على المجتمع الدولي منح المزيد من الاهتمام بهذا النوع من العثمانية الجديدة.
الرئيس الأسد:
لنكن في غاية الوضوح والصراحة، لقد دعم أردوغان الإرهابيين في سورية، وهو يدعم الإرهابيين في ليبيا، وقد كان المحرّض والمشعل الرئيسي للصراع الأخير الذي ما يزال مستمراً في ناغورني كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا. وبالتالي سأصف سلوكه بأنه خطير، ولمختلف الأسباب. أولاً، لأنه يعكس سلوك الإخوان المسلمين؛ فالإخوان المسلمون منظمة إرهابية متطرفة. ثانياً، لأنه يشعل الحروب في مناطق مختلفة فقط لصرف أنظار جمهوره المحلي في تركيا عن التركيز على سلوكه داخل تركيا، خصوصاً بعد علاقته الفاضحة مع داعش في سورية. والجميع يعرف أن داعش اعتاد بيع النفط السوري عبر تركيا وتحت مظلة القوات الجوية الأمريكية وبتورط الأتراك طبعاً في بيع النفط. وبالتالي، فإن هذا هدفه، وهذا خطير. وسواء كان المجتمع الدولي يعرف بهذا أو لا، وعبارة المجتمع الدولي تقتصر فعلياً على بضع دول، أي القوى العظمى والدول الغنية، ولنسم هؤلاء المؤثرون في الساحة السياسية. فغالبية هذا المجتمع الدولي متواطئة مع تركيا في دعم الإرهابيين. إنهم يعرفون ما تفعله تركيا، وهم سعداء بما تفعله تركيا، فتركيا ذراع تلك الدول في تنفيذ سياساتها وأحلامها في هذه المنطقة، وبالتالي لا نستطيع أن نراهن على المجتمع الدولي على الإطلاق. تستطيع المراهنة على القانون الدولي، لكنه غير موجود، فليست هناك مؤسسة لتطبيق القانون الدولي. ولذلك، علينا أن نعتمد على أنفسنا في سورية وعلى دعم أصدقائنا.
السؤال الخامس:
المزيد حول هذا الصراع، فقد ظهرت تقارير تفيد بأن بعض الإرهابيين من المجموعات التي كانت تقاتل سابقاً في سورية يتم نقلهم حالياً إلى منطقة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان. هل تستطيعون تأكيد ذلك؟ هل لديكم أي معلومات حول انتقال المقاتلين من سورية؟
الرئيس الأسد:
نستطيع أن نؤكد هذا حتماً، ليس لأننا نمتلك الأدلة، بل لأنك في بعض الأحيان إذا لم تكن تمتلك الأدلة فإن لديك مؤشر أو مؤشرات. تركيا استخدمت هؤلاء الإرهابيين القادمين من مختلف الدول في سورية، واستخدموا الطريقة نفسها في ليبيا، لقد استخدموا الإرهابيين السوريين في ليبيا، ربما إضافة إلى جنسيات أخرى. وبالتالي من البديهي والمحتمل جداً أنهم يستخدمون تلك الطريقة في ناغورني كاراباخ، لأنه كما قلت سابقاً فإنهم هم الطرف الذي بدأ هذا الصراع وشجعوا عليه. وبالتالي، أرادوا تحقيق شيء ما، وسيستخدمون الطريقة نفسها. وعليه نستطيع القول بالتأكيد إنهم يستخدمون إرهابيين سوريين ومن جنسيات أخرى في ناغورني كاراباخ.
السؤال السادس:
لنتحول إلى العلاقات بين بلدينا، روسيا وسورية. هل هناك أية خطط للتواصل أو للاجتماع مع الرئيس بوتين؟
الرئيس الأسد:
لدينا اتصالات منتظمة، بشكل رئيسي على الهاتف، كلما حدث شيء جديد أو كلما دعت الحاجة لهذه المحادثات. وبالطبع، سنستمر بالتحدث في المستقبل، وسنلتقي أيضاً في المستقبل، لكن ذلك يعتمد على الأوضاع السياسية المرتبطة بسورية. وكما تعرفون، الآن وبسبب فيروس كورونا أصيب العالم بأسره بالشلل. ولذلك أعتقد أن هذه المحادثات ستستمر في المستقبل المنظور على الهاتف.
السؤال السابع:
وهل ستطرحون مسألة الحصول على اعتمادات جديدة لسورية؟ قروض جديدة؟
الرئيس الأسد:
في وضعنا الاقتصادي، من المهم جداً السعي للحصول على قروض، لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي اتخاذ هذه الخطوة دون أن تكون لدينا القدرة على تسديد هذه القروض. وإلا فإن ذلك سيشكل عبئاً وسيكون ديناً. ولذلك، فللمسألة وجهان. مسألة التحدث عن القروض مطروحة، وقد ناقشناها مع نظرائنا الروس، لكن علينا أن نحضّر لمثل تلك الخطوة قبل اتخاذها جدياً، أو لنقل عملياً.
السؤال الثامن:
مؤخراً، حضر وفد روسي وكان من ضمنه نائب رئيس الوزراء بوريسوف. هل سورية مهتمة الآن بشراء أنظمة مضادة للطائرات مثل “اس 400” أو تطالب بأنظمة “اس 300” إضافية؟
الرئيس الأسد:
في الواقع، شرعنا في خطة لتحديث جيشنا قبل عامين، ومن البديهي أننا سنقوم بعملية التحديث هذه بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية، لأننا منذ عقود وجيشنا يعتمد بشكل كامل على الأسلحة الروسية. لكن لدينا أولويات، وقد لا تكون الصواريخ بالضرورة. قد تكون لدينا أولويات أخرى الآن فيما يتعلق في الصراع على الأرض. وبالتالي، هناك خطة مكتملة النطاق، لكن ينبغي أن نتحرك طبقاً لهذه الأولويات، نحن لا نتحدث عادة عن تفاصيل خططنا العسكرية، لكن بشكل عام، وكما قلت، فإننا نقوم بتحديث جيشنا في جميع أوجه المجال العسكري.
السؤال التاسع:
تتابعون بالتأكيد حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. هل تأملون بأن يقوم الرئيس الأمريكي الجديد، بصرف النظر عن اسم الفائز، بمراجعة سياسات العقوبات المفروضة على سورية؟
الرئيس الأسد:
نحن لا نتوقع عادة وجود رؤساء في الانتخابات الأمريكية، بل مجرد مديرين تنفيذيين لأن هناك مجلساً، وهذا المجلس يتكوّن من مجموعات الضغط والشركات الكبرى مثل المصارف وصناعات الأسلحة والنفط وغيرها. وبالتالي، هناك مدير تنفيذي، وهذا المدير التنفيذي لا يمتلك الحق ولا السلطة لإجراء مراجعة، وإنما يقتصر عمله على التنفيذ. وذلك ما حدث مع ترامب، عندما أصبح رئيساً بعد الانتخابات …
الصحفي:
لقد كان مديراً تنفيذياً لعدة سنوات قبل ذلك.
الرئيس الأسد:
تماماً! وهو مدير تنفيذي في كل الأحوال. لقد أراد اتباع سياسته الخاصة وأوشك على دفع الثمن. تذكرون قضية عزله. وكان عليه ابتلاع كل كلمة كان قد قالها قبل الانتخابات، ولذلك قلت إننا لا نتوقع رئيساً، بل مدير تنفيذي. وإذا أردت أن تتحدث عن تغيير السياسة، فإن لديك مجلساً واحداً والمجلس نفسه لن يغير سياسته، المدير التنفيذي سيتغير لكن المجلس يبقى هو نفسه. ولذلك لا تتوقع شيئاً.
السؤال العاشر:
ممن يتكون هذا المجلس؟ من هم هؤلاء الأشخاص؟
الرئيس الأسد:
كما قلت، هذا المجلس يتكون من مجموعات الضغط، هم ينفذون كل ما يريدونه ويسيطرون على الكونغرس والمؤسسات الأخرى ووسائل الإعلام، الخ. وبالتالي، ثمة تحالف بين تلك الشركات المختلفة التي تعمل لمصلحتها الخاصة في الولايات المتحدة.
السؤال الحادي عشر:
لقد تعهد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سورية لكنه فشل في فعل ذلك. والآن تم ترشيحه لجائزة نوبل للسلام. هل تعتقد أنه إذا تمكن من إعادة القوات الأمريكية إلى وطنها سيُمنح جائزة نوبل للسلام؟
الرئيس الأسد:
هل هو مُرشح؟
الصحفي:
نعم، لقد تم ترشيحه.
الرئيس الأسد:
لم أكن أعرف هذا. إذا أردت أن تتحدث عن الترشيح للسلام، فإن السلام لا يتعلق فقط بسحب القوات. إنها خطوة، وهي خطوة جيدة، وخطوة ضرورية، لكن السلام يتعلق بالسياسة، وبالسلوك. إنه يعني إنهاء احتلال الأرض، والتوقف عن إسقاط الحكومات لمجرد أنها ليست معك، والتوقف عن إحداث الفوضى في مناطق مختلفة من العالم. السلام هو أن تلتزم بالقانون الدولي وأن تدعم ميثاق الأمم المتحدة، الخ. هذا هو السلام، وعندها تستحق جائزة نوبل للسلام. أوباما حصل على هذه الجائزة، وكان قد انتخب للتو، ولم يكن قد فعل شيئاً. ربما الإنجاز الوحيد الذي كان قد حققه هو الانتقال من بيته إلى البيت الأبيض، فحصل على جائزة نوبل. وبالتالي قد يمنحونها لترامب لفعله شيئاً مماثلاً ربما. لا أعلم ماهية ذلك الشيء، لكنه بالتأكيد ليس السلام.
السؤال الثاني عشر:
لقد اعترف ترامب مؤخراً أنه كان يعتزم تصفيتكم شخصياً، وأن وزير الدفاع ماتيس أقنعه بأن لا يفعل ذلك. فهل علمتم بذلك حينذاك، وهل تم اتخاذ أي إجراء لمنعه؟
الرئيس الأسد:
الاغتيال يُمثل طريقة عمل أمريكية، فهذا ما يفعلونه دائماً، على مدى عقود، وفي كل مكان، في مناطق مختلفة من العالم، وبالتالي فهو ليس أمراً جديداً. ولذلك، ينبغي أن تتذكر دائماً أن هذا النوع من الخطط موجود دائماً ولأسباب مختلفة، وعلينا أن نتوقع ذلك في وضعنا في سورية، مع وجود هذا الصراع مع الأمريكيين، هم يحتلون أرضنا ويدعمون الإرهابيين، وبالتالي هذا أمر متوقع. حتى لو لم تكن لدينا أي معلومات، ينبغي أن يكون ذلك بديهياً. كيف يمكن منع وقوع ذلك؟ المسألة لا تتعلق بالحادث نفسه ولا بالخطة الموضوعة بخصوص هذا الشخص أو هذا الرئيس، بل تتعلق بالسلوك. لا شيء سيردع الولايات المتحدة عن ارتكاب هذا النوع من الأعمال الشريرة مالم يكن هناك توازن دولي بحيث لا تستطيع الولايات المتحدة أن تنجو بجريمتها، وإلا فإنها ستستمر في ارتكاب هذا النوع من الأفعال في مختلف المناطق، ولا شيء سيوقفها.
السؤال الثالث عشر:
وهل كانت هناك محاولات أخرى تستهدفكم خلال مدة رئاستكم؟
الرئيس الأسد:
لم أسمع عن أي محاولة، لكن كما قلت، من البديهي أن تكون هناك عدة محاولات، أو ربما خطط إذا توخينا الدقة، أما إذا كانت تلك الخطط مفعّلة أو معلقة، فلا أحد يعرف.
السؤال الرابع عشر:
أعود إلى الوضع في سورية، هل ستترشحون للانتخابات الرئاسية في العام 2021؟
الرئيس الأسد:
من المبكر الحديث عن ذلك، لأنه مايزال لدينا بضعة أشهر. أستطيع أن أتخذ هذا القرار في بداية العام القادم.
السؤال الخامس عشر:
هل هنأتم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو على تنصيبه رئيساً لبيلاروس، وهل ترون ربما أوجه شبه بين التقنيات السياسية التي استخدمت في المملكة المتحدة والولايات المتحدة لدعم المعارضة البيلاروسية وتلك الطرق التي استخدمت ضد سورية وضد الدولة السورية في حرب المعلومات؟
الرئيس الأسد:
لقد بعثت رسالة تهنئة للرئيس لوكاشينكو وهذا أمر طبيعي. لكن فيما يتعلق بما يحدث في بيلاروس، وبصرف النظر عن أوجه الشبه بين البلدين، سورية وبيلاروس، أو الاختلافات، وبصرف النظر عمّا إذا كان هناك صراع حقيقي أو مصطنع في بلد من البلدان، فإن الغرب، وطالما أنه لم يغير سياسة الهيمنة التي ينتهجها حول العالم، فإنه سيتدخل في أي مكان في العالم. إذا كان لديك مشكلة حقيقية في بلدك، صغيرة كانت أم كبيرة، فإنه سيتدخل. وإذا كانت المشكلة محلية، فإنه سيحوّلها إلى مشكلة دولية فقط ليتدخل ويعبث في شؤونك. وإذا لم تكن لديك مشاكل، فإنهم سيبذلون قصارى جهدهم لخلق المشاكل، ومن ثم لجعلها دولية والتدخل في شؤونك. هذه سياستهم. وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق بما يحدث في بيلاروس. فكأي بلد آخر، سواء كان سورية، أو بيلاروس، أو بلدكم، وكل بلد في العالم، لدى هذه البلدان مشاكلها الخاصة. فهل من حق الغرب أن يتدخل أم لا؟ هذا ما علينا أن نعارضه. بالعودة إلى سؤالك، نعم، إنه السلوك نفسه والاستراتيجية نفسها، والتكتيكات نفسها، الفرق الوحيد هو في الاسم التجاري الذي يعطى للمنتجات، العناوين المختلفة. إنهم يستعملون عناوين محددة لروسيا، وأخرى لفنزويلا، وغيرها لسورية، وهلم جرا. وهكذا، فإن الأمر لا يتعلق ببيلاروس، بل يتعلق بسلوك الغرب وباستراتيجيته للمستقبل، لأنهم يعتقدون أنه مع صعود روسيا، وصعود الصين، وصعود القوى الأخرى حول العالم، فإن هذا يشكل تهديداً وجودياً لهم. وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة للوقوف في وجه هذا التهديد أو مواجهته تتمثل في خلق الفوضى حول العالم.
السؤال السادس عشر:
لقد ذكرتم للتو فيروس كورونا وكيف أثر على البشرية جمعاء. هل أصيب أحد من حكومتكم أو ربما أنتم شخصياً؟
الرئيس الأسد:
نحمد الله أن هذا لم يحدث. ولا أعتقد أن أي عضو في الحكومة قد أصيب.
السؤال السابع عشر:
هذه أخبار جيدة. وهل ترغبون أنتم شخصياً بتلقي اللقاح الروسي؟
الرئيس الأسد:
طبعاً، في هذه الظروف فإن أي شخص سيرغب بأن يلقّح ضد هذا الفيروس الخطير. لكن أعتقد أنه ليس متوفراً في السوق الدولية بعد، لكننا سنناقش الأمر مع السلطات الروسية عندما يصبح متوفراً عالمياً لنحصل على اللقاحات للسوق السورية، هذا أمر مهم جداً.
الصحفي:
نعم، لقد اقترح الروس أصلاً أنه قد يتاح لشركائنا الدوليين.
الرئيس الأسد:
قالوا إنه قد يصبح متوفراً في تشرين الثاني.
السؤال الثامن عشر:
إذاً، ستطلبون اللقاح الروسي؟
الرئيس الأسد:
نعم، بالتأكيد، إنه ضرورة في هذه الأوقات.
السؤال التاسع عشر:
وبأي كمية؟
الرئيس الأسد:
ذلك يعتمد على الكميات المتاحة، وعلينا أن نناقش الكمية التي نحتاجها مع السلطات الصحية في سورية.
السؤال العشرون:
إذاً، ستدخلون في مفاوضات مفصلة مع السلطات الروسية.
الرئيس الأسد:
طبعاً، بالتأكيد. الجميع في سورية يسألون عن اللقاح الروسي، ومتى سيصبح متوفراً. كثير من السوريين يسألون عن ذلك.
السؤال الحادي والعشرون:
الآن، على خلفية تفشي الجائحة، هل المطالبة الشعبية بتغيير الدستور ما تزال قائمة؟ لأن فيروس كورونا أوجد نمطاً جديداً في العالم، وبالتأكيد في السياسة. وبالتالي فإن المشاكل ومحادثات جنيف تثير شكوكاً حول إذا ما كانت الحاجة لتغيير الدستور لا تزال موجودة، ما رأيكم في ذلك؟
الرئيس الأسد:
لا، ليس هناك علاقة بين كورونا والدستور، لقد غيرنا الدستور عام 2012، والآن نناقش الدستور في محادثات جنيف. عقدنا جولة من المفاوضات قبل نحو شهر، وبالتالي فإن كورونا أجل تلك الجولات لكنه لم يوقفها. في النهاية، فإن مفاوضات جنيف هي عبارة عن لعبة سياسية، وهي ليست ما يركز عليه عموم السوريين، فالشعب السوري لا يفكر بالدستور، ولا أحد يتحدث عنه، اهتماماتهم تتعلق بالإصلاحات التي ينبغي علينا القيام بها والسياسات التي نحن بحاجة لتغييرها لضمان تلبية احتياجاتهم. هذا ما نناقشه حالياً، وأين تنصّبُ اهتماماتنا، وأين تركز الحكومة جهودها.
السؤال الثاني والعشرون:
إذاً تقولون إن محادثات جنيف ينبغي أن تستمر، وإن الدستور على جدول أعمالها، وإنه ما يزال هناك حاجة للمزيد من النقاشات؟
الرئيس الأسد:
نعم، بالطبع، لقد بدأنا وسنستمر على مدى الأسابيع القليلة القادمة، ربما.
السؤال الثالث والعشرون:
هل ستُقرر سورية إجراء محاكمة للخوذ البيضاء، وهل تعتقدون أنه ينبغي إجراء تحقيق دولي في أنشطتها، ربما تحت مظلة الأمم المتحدة؟
الرئيس الأسد:
عندما تكون هناك جريمة، فإنك لا تحضر السكين أو السلاح للمحاكمة، بل تُرسل المجرم للمحاكمة. في تلك الحالة فإن الخوذ البيضاء هي مجرد أداة أو وسيلة، إنها مجرد سلاح استخدمه الإرهاب. لقد أُسست من قبل المملكة المتحدة، ودعمتها الولايات المتحدة، وبالطبع فرنسا والدول الغربية الأخرى، واستُخدمت مباشرة من قبل تركيا. جميع هذه الأنظمة هي الأب والأم الحقيقيان للخوذ البيضاء، وبالتالي هي التي ينبغي أن تخضع للمساءلة قبل الخوذ البيضاء نفسها. الآن السؤال هو: هل لدينا قانون دولي لمتابعة مثل هذه الإجراءات؟ لا، ليس هناك مثل هذا الشيء وإلا فإن الولايات المتحدة ما كانت لتفلت من جرائمها في العراق، على سبيل المثال، وفي اليمن، وفي مناطق مختلفة. ليس فقط الولايات المتحدة بل أيضاً فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة في سورية، ما كانوا ليفلتوا من جرائمهم. لكن هذه المؤسسات التي من شأنها أن تطبق القانون ليست موجودة، كما قلت آنفاً. وبالتالي، لا، بل علينا أن نركز أكثر على المرتكبين الحقيقيين، على المشرفين الحقيقيين، وهم الدول الغربية والدمى التي تحركها في المنطقة.
السؤال الرابع والعشرون:
لكن ألا ينبغي ربما اتخاذ خطوة ملموسة حيال الخوذ البيضاء؟ لأنها ما تزال نشطة.
الرئيس الأسد:
نعم، بالطبع، إنهم مجرمون. أنا لا أقول خلاف ذلك. فقبل أن يكونوا الخوذ البيضاء كانوا النصرة، وهناك فيديوهات وصور لجميع أولئك المجرمين، وبالتالي ينبغي أن يخضعوا للمحاكمة في سورية. لكن عندما تتحدث عن الخوذ البيضاء كمؤسسة، فهي صُنعت من قبل الغرب. إذاً، هم مجرمون كأفراد، لكن الخوذ البيضاء مؤسسة غربية – منظمة إرهابية متطرفة – تستند إلى تنظيم النصرة.
السؤال الخامس والعشرون:
تقولون إن وجود الجيشين الأمريكي والتركي في سورية غير شرعي. ماذا ستفعلون لإنهاء هذا الوجود؟
الرئيس الأسد:
إنه احتلال. وفي هذه الحالة، علينا أن نقوم بأمرين: الأول هو إزالة الذريعة التي يستخدمونها لهذا الاحتلال، وهي الإرهابيون – في هذه الحالة داعش – معظم العالم الآن بات يعرف أن داعش صنعه الأمريكيون، ويدعمه الأمريكيون، ويكلفونه بمهام، مثله مثل أي قوة أمريكية. ينبغي إزالة هذه الذريعة، وعليه، فإن القضاء على الإرهابيين في سورية هو الأولوية الأولى بالنسبة لنا. بعد ذلك، إذا لم يغادر الأمريكيون والأتراك فإن الأمر الطبيعي الذي ينبغي أن يحدث هو المقاومة الشعبية. هذه هي الوسيلة الوحيدة. فهم لن يغادروا عن طريق النقاش. أو عن طريق القانون الدولي طالما أنه غير موجود. وبالتالي، ليس لديك أي وسيلة أخرى غير المقاومة، وهذا ما حدث في العراق. ما الذي جعل الأمريكيين ينسحبون عام 2007؟ لقد كان ذلك نتيجة المقاومة الشعبية في العراق.
السؤال السادس والعشرون:
إذاً، ما رأيكم بالاتفاق بين الولايات المتحدة والأكراد السوريين فيما يتعلق باستخراج النفط، وهل ستتخذون أي إجراء ضده؟
الرئيس الأسد:
هذه سرقة، والطريقة الوحيدة لوقف هذه السرقة تتمثل في تحرير الأرض. إذا لم نحررها، لا يوجد أي إجراء يمكن أن يوقفهم عن فعل ذلك لأنهم لصوص، ولا تستطيع أن توقف لصاً ما لم تضعه في السجن أو تردعه بطريقة ما، عبر عزله عن المنطقة التي يستطيع فيها ارتكاب سرقته. وبالتالي ينبغي عليك أن تفعل الأمر نفسه مع أولئك اللصوص، ينبغي طردهم من هذه المنطقة. هذه هي الطريقة الوحيدة، وينبغي أن تسيطر الحكومة السورية على كل جزء من سورية كي يعود الوضع إلى حالته الطبيعية.
السؤال السابع والعشرون:
كيف تقيّمون الوضع في إدلب؟ كيف ستسوي سورية مشكلة طرد الإرهابيين من هناك؟ وما عدد أولئك الذين يقاتلون هناك الآن، ما عدد الإرهابيين؟ ما هو تقييمكم؟
الرئيس الأسد:
منذ عام 2013 تبنينا نهجاً معيناً في التعامل مع هذه المناطق التي يسيطر فيها الإرهابيون بشكل أساسي على المدنيين أو المدن. نمنحهم فرصة للتخلي عن أسلحتهم، وبالمقابل يحصلون على عفو من الحكومة، وقد نجح ذلك في العديد من المناطق في سورية. لكن إذا لم يسعوا إلى المصالحة، فعلينا أن نهاجمهم عسكرياً، وهذا ما حدث في كل مكان حررناه منذ عام 2013. هذا النهج ينطبق على المناطق التي شهدت مصالحات وطنية وكان المقاتلون فيها سوريين، لكن إدلب مسألة مختلفة، فمعظم الإرهابيين الأجانب في سورية يتركزون في تلك المنطقة، لذلك فإما أن يذهبوا إلى تركيا، وهو المكان الذي أتوا منه أو جاؤوا عبره، أو أن يعودوا إلى بلدانهم، أو أن يموتوا في سورية.
السؤال الثامن والعشرون:
في أوروبا؟
الرئيس الأسد:
أوروبا بشكل رئيس. بعضهم أتوا من روسيا، وبعضهم من بلدان عربية، ومن العديد من البلدان في سائر أنحاء العالم. جميع أولئك المتطرفين الجهاديين أرادوا القدوم إلى سورية والقتال فيها.
السؤال التاسع والعشرون:
إذاً، هذه المنطقة تقع الآن تحت الإشراف والعمليات المشتركة للروس، والأتراك وأحياناً الأمريكيين. هل ترى أن هذا التعاون فعّال، وكيف يمكن أن تُستعمل هذه التجربة في المستقبل.
الرئيس الأسد:
لا، لا أعتقد أنه فعّال، لسبب بسيط وهو أنه لو كان كذلك، لما ذهبنا إلى الحرب في العديد من المناطق مؤخراً في حلب وإدلب، لأنه كان من المفترض أن يقوم النظام التركي بإقناع أولئك الإرهابيين في تلك المنطقة بالانسحاب وتمهيد الطريق أمام الجيش السوري والحكومة والمؤسسات السورية لاستعادة السيطرة هناك، لكنهم لم يفعلوا، ففي كل مرة قطعوا وعداً لم يفوا بأي من وعودهم أو التزاماتهم. وبالتالي، لا ما كنت لأقول إن هذا التعاون كان فعّالاً، لكن لنرَ. ما يزال أمامهم فرصة أخرى للضغط على الإرهابيين للانسحاب إلى شمال طريق M4 في إدلب، هذا آخر التزاماتهم في الاتفاق الموقع مع الجانب الروسي، لكنهم لم يفوا به حتى الآن. لذلك فلننتظر ونر.
السؤال الثلاثون:
هل تفكرون باحتمال إجراء مفاوضات مع “إسرائيل” لجهة وقف الأنشطة العدائية؟ وهل من المحتمل أن تقيم سورية في المستقبل علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”، كما فعلت عدة دول عربية مؤخراً؟
الرئيس الأسد:
موقفنا واضح جداً منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن العشرين، أي قبل نحو ثلاثة عقود، عندما قلنا إن السلام بالنسبة لسورية يتعلق بالحقوق. وحقنا هو أرضنا. يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع “إسرائيل” فقط عندما نستعيد أرضنا. المسألة بسيطة جداً. ولذلك، يكون الأمر ممكناً عندما تكون “إسرائيل” مستعدة، ولكنها ليست كذلك وهي لم تكن مستعدة أبداً. لم نرَ أي مسؤول في النظام الإسرائيلي مستعد للتقدم خطوة واحدة نحو السلام. وبالتالي، نظرياً نعم، لكن عملياً، حتى الآن فإن الجواب هو لا.
السؤال الواحد والثلاثون:
هناك أخبار من دول عربية أخرى أسست علاقات مؤخراً، اعتقدتُ أن هذا قد يكون دافعاً لسورية و”إسرائيل” للشروع في المفاوضات، لكن كما أفهم ليس هناك أي مفاوضات جارية بينكما في الوقت الحاضر.
الرئيس الأسد:
لا، ليست هناك أي مفاوضات على الإطلاق، لا شيء على الإطلاق.
السؤال الثاني والثلاثون:
لقد ذكرتم تعزيز قواتكم المسلحة. ماهي العقبات التي تحول دون ذلك؟ هل ترون أية عقبات تحول دون تعزيز قواتكم المسلحة؟
الرئيس الأسد:
عندما تتحدث عن مشاريع كبرى، فإنك دائماً تواجه عقبات، لكن تستطيع التغلب على هذه العقبات. لا شيء مستحيل. في بعض الأحيان قد تكون مالية، وفي بعضها الآخر قد يتعلق الأمر بالأولويات، وأحياناً تتعلق بالوضع على الأرض. فهذه هي العقبة الوحيدة وإلا ليس هناك أي عقبات. إننا نتحرك قدماً في هذا الصدد، لكن الأمر يستغرق وقتاً. المسألة مسألة وقت لا أكثر.
السؤال الثالث والثلاثون:
بعض اللاعبين الدوليين يقولون إن الانسحاب الإيراني من سورية شرط مسبق للتعافي الاقتصادي في البلاد وللتعاون مع الحكومة السورية من قبل الحكومات وربما الشركات الغربية. هل ستوافق سورية على هذا الشرط، وهل ستطلب من إيران الانسحاب أبداً؟
الرئيس الأسد:
أولاً، ليس لدينا قوات إيرانية، وهذا واضح جداً. إنهم يدعمون سورية، يرسلون الخبراء العسكريين ويعملون مع قواتنا على الأرض، ويتواجدون مع الجيش السوري. لكن دعنا نأخذ مثالاً عملياً: قبل نحو عام، أخبر الأمريكيون الروس “لإقناع الإيرانيين أنهم يجب أن يكونوا على مسافة 80 كيلومتراً عن الحدود مع مرتفعات الجولان المحتلة من قبل الإسرائيليين”. رغم أنه لم يكن هناك جنود إيرانيون، لكن الإيرانيين كانوا مرنين جداً، فقالوا: “حسناً، لن تكون هناك طواقم إيرانية جنوب ذلك الخط”، وقال الأمريكيون إنه إذا استطعنا الاتفاق على هذا، فسننسحب من الجزء الشرقي المحتل من سورية على الحدود مع العراق، أو المنطقة المسماة التنف، ولكن لم يحدث شيء. لم ينسحبوا. وبالتالي، فإن المسألة الإيرانية ذريعة للاستمرار باحتلال أراضٍ سورية ودعم الإرهابيين، إنها تستخدم كقناع لحجب نواياهم الحقيقية. والطريقة الوحيدة بالنسبة لهم لتنفيذ ما يقولونه هي عندما تصبح سورية دولة ألعوبة في يد الولايات المتحدة. هذا ما يريدونه ولا شيء آخر. كل شيء آخر يتحدثون عنه لا يعدو كونه أكاذيب وادعاءات زائفة. ولذلك، لا أعتقد أن هناك أي حل حقيقي مع الأمريكيين ما داموا لا يريدون تغيير سلوكهم.
السؤال الرابع والثلاثون:
هل هناك شيء تفخرون به، وأي شيء تشعرون بالأسف لفعله أو لعدم فعله؟
الرئيس الأسد:
خلال الحرب؟
الصحفي:
خلال رئاستكم.
الرئيس الأسد:
عليك أن تميز بين السياسات والتنفيذ. فيما يتعلق بالسياسات، فمنذ البداية قلنا إننا سنصغي إلى الشعب السوري، ولهذا قمنا بإصلاح دستور عام 2012. وقلنا إن علينا محاربة الإرهابيين، وما زلنا نفعل ذلك بعد 10 سنوات، قلنا إن علينا المحافظة على استقلالنا الوطني، وهذا ما نحارب من أجله، وأن علينا أن نتحالف مع أصدقائنا. إذاً، فيما يتعلق بهذه السياسات، أعتقد أننا كنا على حق. فيما يتعلق بعدم ثقتنا بالغرب كنا محقين على العديد من الجبهات. فيما يتعلق بالتنفيذ، فذلك يتعلق بالتكتيكات، انه يتعلق بالعديد من الأشياء التي ربما تقول إنها كانت خاطئة، على سبيل المثال: هل كانت المصالحات خاطئة؟ أقول هذا لأنه في بعض المناطق لم يعد الأشخاص الذين حصلوا على العفو إلى حكم القانون. وبالتالي، يمكن أن تقول إن ذلك كان خطأ لكن في الواقع تلك المصالحات كانت خطوات مهمة جداً، لا أعتقد أننا كنا مخطئين في السياسات.. هناك أخطاء فيما يتعلق بالتنفيذ في أي مكان، وفي بعض الأحيان بشكل يومي.
الصحفي:
لقد انتهى وقتنا سيادة الرئيس. مرة أخرى شكراً جزيلاً لكم على هذه المقابلة الصريحة والمطولة.
الرئيس الأسد:
شكراً لك. وشكراً على قدومك إلى سورية.
الصحفي:
شكراً جزيلاً.
المصدر – سانا