الفنان التشكيلي والخطاط غسان عكل : ألواني قصائد فرح ومتعة

 
 
 
 
 
 
 
 
خليل عبد اللطيف
 
 الفنان غسان عكل عشق الفن منذ طفولته ، وأصبح حلماً يراوده ويسكن مخيلته رغم صعوبة الطريق أعلن التحدي واستطاع أن يحول ذلك الحلم إلى واقع ، فرض فيها موهبته وعشقه للفن . رغم أن الفنان عكل ابن البيئة الفراتية الغنية بمكونات السحر والجمال ، وتراثها وحضاراتها المتعاقبة الممتدة على ضفاف الفرات الذي يعتبر الملهم والأب الروحي لأي فنان أو أديب فراتي ، إلا أنه أراد أن يجعل من ألوانها الدافئة والحارة أساساً لأعماله وموضوعاته بمعالجة غير تقليدية ، في اضفائه قوة تعبيرية إلى الأشكال والألوان . صاغها ببراعة من الواقع الانساني بشيء من العنف سواء في اللون أو الخط بإسلوب تعبيري يهيمن عليه الاحساس ذات قوة ايحائية بفضل استخدام الكثافة اللونية المتضادة مع عنف الخطوط السوداء في أشكالهاو مضامينها والرؤية في التقنية ، حيث يتحول النور الذي تعكسه ألوانها إلى إشراق واستنارة مبرزاً عمق اللون ودوره التشكيلي ، فأصبحت لوحاته نوافذ مشرعة وذات شرفات مفتوحة على مصراعيها . فاللون لديه يشكل امتداداً عضوياً لإحساسه وانعكاساً لحالة نفسية تتحول من خلالها إلى وسيلة تعبيرية ، تتجه نحو القلق العاطفي والخيال الذي يجسد الشعور والدلالة والرمز ، تقترب وتبتعد من الواقع ، تهيمن فيها العاطفة الانسانية وتعطي انعكاساً لها ، بل يحاول أن يؤججها ويوقظها بحيث تقود المتلقي لأن يتحرك ويتأمل نحو المظاهر التجريدية للأشياء والتوقف عند الصورة الذهنية التي اتسمت إلى تداخل الأشكال والأساسية الخطية والتضادات اللونية كالأسود والأبيض والرمادي والبني مع بعض الصبغ اللونية الحارة كالبرتقالي ، أو الباردة كالأزرق والأخضر . فهو يحاول في لوحاته وألوانه أن يجعل المتلقي يرى الأشكال والألوان بطريقة أجمل ، ويجعله يتساءل في ذاته أيضاً . فالفنان عكل يريد أن يكون شاعراً بألوانه الغنية بالموسيقا البصرية ، التي تجعل الناس يشعرون بالفرح والمتعة ، وتدفعهم إلى اكتشاف كل ما حولهم بنظرة جديدة ، وتحقيق عالم ينبض بالحياة . في بداياته مال إلى تلوين الخطوط العربية بتداخلاتها وكتابتها وألوانها ، إلا أن دراسته الأكاديمية للونين الأشهر الأبيض والأسود التي استقى منها أعمالاً غرافيكية عديدة ، حاول أن يجعل من هذين اللونين أول طريق النور ( الشمس) وبطريقة لاشعورية وبسبب ميله للألوان الحارة الزاهية ، أراد أن يجمع الأسود والأبيض كجبهة لونية والألوان المشرقة من جهة أخرى تلتقي بساحة اللوحة بطريقة غرافيكية وبطريقة الطباعة الخشبية ومزجها بألوان الاكرليك وأن يجعل منها لوحات ذات طابع خاص حيث تميزت أعماله بهذا الأسلوب . من خلال البحث المستمر والمعاناة وميوله إلى حب المخلوق الأجمل الذي حباه الله تعالى بجمال الجسد والشكل والروح ألا وهي المرأة التي بدأ برسمها بحالاتها ومعاناتها وغرورها وحبها وعشقها . حيث أدخل ألوان خاصة عليها . تحولت لديه المرأة بمدلولها الحسي  والمعنوي إلى شيء جميل تشع منها ألوان الشمس ..وهو ابن الشمس وسليل الصحراء بألوانها القاسية والمشرقة ، وطيبة وعذوبة الفرات وسحره . فأعطاها اللون المناسب والمعبر عن الانفعالات المباشرة وأشبع عينيه من ألوانها وألوان طيفها. لذلك اعتمد اللون هو الملهم ليعبر عن كل شيء جميل وعن الرغبة والحب وعن الاستعاضة الروحية ، والجدلية بين الحلم والواقع لدى الانسان الحر . فكان دائم البحث والاستكشاف عن قيم تشكيلية تمتزج بالخيال المبدع والقيم التراثية من خلال عملية التلاقح بين الماضي والمستقبل …..
يقول عنه الدكتور علي خالد: ( في أعمال غسان نجد أصالة تشكيلية نابعة من الماضي الوديع الذي عاشه على ضفاف الفرات الخالد، وهويعزف أنشودة الخصب والعطاء ، فجاءت أعماله كمقاطع من ترنيمة فراتية سوف يدق صداها على مستوى الزمان) .
ويقول الفنان غسان عكل عن رأيه في الفن : ( الفن في البداية والنهاية كالموسيقا غذاء للروح ، ولو لم يكن هناك ضوء لما كان هناك لون . لذلك على الرسام أن يحتفي بالشمس دائماً ، وأنا أحد أبناء الشمس …ابن الفرات الذي كان ينطلق مجادلاً كل شيء ، مغرقاً فم المبهم، وحاضناً الحياة …) .
هكذا كان فناننا القدير يمسك الريشة والقلم ، وعيونه تغازل الأحلام الوردية بعمق وشفافية ، تارة تنفر منه ، وتارة أخرى تتشبث بتلابيبه ، ليتدفق من بعدها شلال الابداع والفن تروي ظمأه ، لتزهر موهبته بأجمل الأعمال..
-الفنان غسان عكل مواليد دير الزور ١٩٧٣
-خريج كلية الفنون الجميلة -جامعة دمشق -قسم الحفر .
-مقيم بدمشق ويعمل بمجال الفن والدعاية والاعلان كمصمم غرافيكي.( عمل في تصميم المطبوعات والحملات الدعائية والغرافيكية للعديد من النشاطات الثقافية والتجارية.
-عمل كمدرس لمادة الرسم الهندسي في جامعة الجزيرة الخاصة بدير الزور ..وكمدرس لمادة الرسم والزخرفة في معهد اعداد المدرسين بدير الزور .
-أقام الكثير من المعارض الفردية والجماعية منها:
-معرضاً فردياً في صالة الباسل في دير الزور ١٩٩٨
-معرضاً فردياً في صالة الميرديان بدمشق ١٩٩٩
-شارك في معرض تحية إلى الفنان الراحل زهير التل.
-شارك في معرض الفنانين الشباب الأول والرابع والخامس .
-والكثير من المعارض التي شارك بها وأخر مشاركاته في ملتقى الفن ينبض بدمشق في فندق جوليا دومنا مع مجموعة من الفنانين السوريين  ٢٠٢٠/٧/٧…..
– له أعمال مقتنية في سورية وانكلترا وفرنسا ولبنان والسعودية والامارات.
 
  received_739278483530538.jpegreceived_751899995599997.jpegreceived_422701602038246.jpegIMG-20200905-WA0006.jpgreceived_762688097865641.jpeg        
 
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار