حاوره مالك الجاسم
سنوات وما تزال رحلة البحث عن الصورة التوثيقية مستمرة ، حتى بات مرجعاً للكثير من الباحثين ، وبات في مخزونه كماً كبيراً من الصور التي توثق البيئة والزي والعادات الفراتية ، الفنان الضوئي جمعة السليمان إبن محافظة دير الزور عن تجربته تحدث للفرات قائلاً :
الجمال والسحر للطبيعة الفراتية وتبدل الفصول وفيضان نهر الفرات والفن المعماري النحتي الجميل ولّدتْ بداخلي حب التوثيق والتصوير فقمت باقتناء كاميرا نوع “ديانا” وهي أبسط الكاميرات آنذاك وكانت من المصور الفراتي المعروف “كروان” وكان سعرها آنذاك ليرتان ونصف ، وركزت على احتضان الطبيعة الفراتية الساحرة وتوثيق ما تشاهده عيني من جمال ، وكنت انتظر اللحظة والوقت المناسب لالتقاط الصورة ، وبخاصة توثيق الأسواق القديمة والأوابد الأثرية والقلاع التاريخية ، مركزاً على الجانب الفني بالرؤية واختيار الزوايا المناسبة لالتقاط الصورة مراعياً المكان والأثر في اختيار الزمن والوقت واللحظة المناسبة ، بعدها اتجهت بالتركيز على الصورة بحكاية ، فالوتوغراف لغة الصمت ، والصورة التي تحاكي الواقع ، وتواكب الحدث والتطورات ، لأنمن مقومات الصورة نبض الروح والحياة لكي تتوقف عندها الرؤية للمشاهد المتمعن بحكايتها ، فالصورة الجامدة لا تثير الفضول للمشاهد وتمر العين عليها مروراً خاطفاً ، وبعد ذلك اتجهت لإظهار أرشيفي والمشاركة بالمعارض الضوئية .
وبرغم العراقيل والمطبات التي حلت بهذه المرحلة لكنني استطعت أن أضع قدمي في هذا المجال ، وأنا أعتبر الفن الضوئي هواية وليست احتراف.
ويضيف السليمان قائلاً: شاركت في عدد من المعارض أهمها: معرض الفرات في الذاكرة الذي أقيم في المركز الثقافي في محافظة ديرالزور في العام 2011 ، ومعرض مشترك للخط والتصوير الضوئي في دمشق في العام 2011 ، وتم اقتناء أحد أعمالي من قبل وزارة الثقافة ، ومعرض سوريا التاريخ الذي أقامه نادي فن التصوير الضوئي في سورية الثاني والثلاثين في دمشق في العام 2011 ، وقد تم تكريمي على هامش المعرض من قبل معاون وزير الثقافة الدكتور علي القيم والدكتور المرحوم مروان المسلماني شيخ المصورين الضوئيين في سورية ، وشاركت في معرض ” سورية أحلى ” وهو معرض مشترك مع نادي أصدقاء الكاميرا في سورية في دمشق في العام 2012 برعاية وزارة الثقافة ، ومعرض آخر بعنوان ( شهداؤنا في رحاب الخلود ) بكلية الآداب في جامعة الفرات في العام 2018 وتم تكريمي من رئاسة الجامعة ، ومعرض بعنوان: ( ديرالزور ذاكرة مدينة ) في غرفة التجارة والصناعة في العام 2019 ، ومعرض بعنوان: ( الفرات ديرتنا ) في دمشق في العام 2019 برعاية وزارة الثقافة ، ومعرض الثقافة ( ذاكرة وطن ) في المركز الثقافي في ديرالزور بذكرى تأسيس وزارة الثقافة في العام 2019 .
ويتابع السليمان حديثه بالقول: الصورة مرتبطة بالمصور وليست بالكاميرا ، لأن الكاميرا أداة نقل ، فالمصور مثل الشاعر بأحاسيسه ، وكالمصمم المعماري في حالة إنشاء البناء ، فلكل مصور اجتهاد ومتابعة لتقديم الجديد مع الاستعانة بتجارب الآخرين الذين سبقوه بالفن ، فالمعارض مهمة للفنان لإثبات خبرته وتبادل الأفكار ، والعمق الفني للفنان الضوئي يتجلى بصور الأبيض والأسود ، لأن النور والعتمة يشكلان مشهداً متناقضاً ، أما الصورة الملونة فهي لا تخرج عن المألوف وخصوصاً في تصوير الطبيعة .
وتبقى أحاسيس المصور في اختيار موضوع المشهد ، ودراسة توزيع عناصر الصورة وتكوينها واختيار الزوايا المناسبة وقدرته على التحكم بإسقاطات الظل والنور التي تبرز العمل بشكل مؤثر من خلال أحاسيسه المرهفة ، وعينه التي تنقل المشهد وتخرجه بشكل نهائي.
ويختم السليمان حديثه قائلاً: التوثيق أمر مهم فكما أبناؤنا وأجدادونا وثقوا لنا في المرحلة السابقة منن خلال الصور والمعلومات ، فنحن نسير على ذات الدرب في التوثيق لهذه المراحل ، للطبيعة والزي والعادات والتقاليد وكل شيء تطاله الصورة ، وهذا التوثيق سيعبر باتجاه الأجيال القادمة .
وينصب اهتمامي وطموحي في الوقت الحالي لعمل فني بعنوان: ( ديرالزور بين الماضي والحاضر ) حيث يبدأ من ديرالزور ومن ثم سوف يعرض في دمشق.
يذكر أن جمعة السليمان من مواليد ديرالزور العام 1958 موظف متقاعد متزوج ، وله ثلاثة صبايا.
رقم العدد:4659