الجذور

مسلسل عرض في ثمانينات القرن الماضي يروي حياة زنجي يتوق للانعتاق  والحرية لقي جميع أتواع التعذيب من ذل وهوان فكان صرخة  ضد كل أنواع التعذيب التي مارستها العنصرية ولتكن رسالة لكل العالم تفضح الاستغلال والاضطهاد لذوي العرق الأسود الذين باتوا قرونا عديدة عبيدا يباعون ويشترون في أسواق النخاسة  .

كوننا كونتي الشخصية المحورية التي أقام عليها مؤلف العمل بناء الحدث والحبكة جسدت الظلم بكل معانيه حيث العبودية وتجارة الرق التي كانت سائدة تضرب كل معاني الإنسانية بعرض الحائط  ومازالت صرخاته مدوية في بوتقة الظلم والاضطهاد الإنساني.

الجذور التي سعى الكاتب في ايصالها هي الفكرة التي تملكت الشخصية في الحرية فعمل من أجلها وإن لم ينلها لكنها بقيت فكرة تحرره من داخله قيل أن تحرر جسده وهي ذاتها التي تبقي سجانوه في معتقل فكرة الخوف .

هي الفكرة ذاتها التي بقي أيوب مؤمن بها حتى ذكره الرحمن في محكم تنزيله على لسانه وهو يناجيه (ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )

هي الفكرة التي استطاعت أن تقيم حضارة الفراعنة وتوجد الأبجدية وتبني سور الصين وحدائق بابل ومنارة الاسكندرية

هي قانون حمورابي وحكاية الف ليلة وليلة

هي المدينة الفاضلة التي بناها أرسطو في مخيلته

هي مقدمة ابن خلدون وأفكار أبن رشد التي قال عنها أنها باقية في عقله وذهنه عندما أحرقوا كتبه

هي سؤدد زنوبيا

هي حكاية الثورة الفرنسية

هي رواية البؤساء لهوغو ورواية الحرب والسلم لتولستوي ومدن الملح لحنا مينا

هي فكرة نيوتن وقانون جاذبيته عندما قال وجدتها.

الفكرة هي الجذور  فمتى كانت عميقة كانت الفكرة أعمق وذات تأثير  ورسوخ

لايمكن للأفكار السطحية أن تبقى وتدوم ليس هناك جذر يحميها ، ققط الأفكار العميقة هي التي تمتد جذورها عميقاً

الجذور ليست النسب وإنما الفكر الذي يحمله وهذا مايحملني إلى حيث حاتم الطائي لاستشهد بما قال :

وليس افتخار المرء حسن ثيابه

ولكن حسن الفعل يبقى ويذكر

ولا فخر في خال ولا أم ولا أب

ولا نسب إن لم يكن ثم مفخر

هنا الجذور. تبقى راسخة في فكر الإنسان يعمل من أجلها حتى تتحقق وتكون أكثر عمقا عندما يكون الفكر أكثر علما ودراية .

الجذور لاتسقى من المياه اﻵسنة بل ترويها مياه صافية زلال ، غيث يهطلها فتذهب عمقا … هي الفكرة عندما تكون صافية تستطيع أن تعطي وتولد أفكاراً ذات ديمومة.

الجذور وحدها هي التي تعطي ثمارا.

ربما لم يدرك ثمارها كونتي … لكن أبناء عرقه أدركوها

رقم العدد:4636

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار