نجلاء النايف. .. يمامة الأدب الفراتي

خالد جمعة

أريد ابي حيا … كلمة قالتها يوما اليمامة بنت وائل كليب مشيرة إلى عمها الزير سالم في عدم التهاون بأخذ ثأر والدها الذي قتل غدرا.

مازالت هذه الجملة بخلودها في أوراق الزمن عالقة في ذهن الكاتبة والشاعرة الفراتية نجلاء النايف وهي تبحث عن والدها الراحل وهي التي ارتبطت بكينونته وأحلامه حتى غدا جزءا لايتجزأ منها وبذلك تكون على تواصل معه عندما مهرت ديوانها الشعري الأول بتلك الجملة ( أريد ابي حيا )

النايف تستكمل أوراق تجليها في محرابها ناسكة متعبدة لنصها الأدبي  توهبه عاطفتها وإحساسها وهذا ما نجده في ديوانها الأول ( هكذا أحيا طقوسي ) حيث اللغة الشفيفة تتملك الديوان مرتكزة على المعاني والدلالات حيث تهبك نصوصه للوهلة الأولى ذاك الانعتاق من قيود الكلمة وقيود الوزن حتى تنثر كلماتها على الأسطر في تجليات متعددة للوطن والحب والوجدان لتتمازج مع الشوق والحنين والشجن ممزوجة بانفتاح النص على دلالته وتترك المتلقي يستنبط المعنى .

النايف توجه خطابها إلى الأنثى والرجل إلى الطفولة إلى الإنسانية ، عاطفتها ترسم الذات الشاعرة التي تأسرها لتعطيها فسحة لمخاطبة داخلها فتكون القصيدة نابعة من قلبها قبل أن تصوغها حرفا وكلمة تنساب في دفق وجداني لتسكبها في مجرى مسامع المتلقي .

njlaa.jpg

نجلاء في قصائدها تعتمد أسلوب المساءلة والاستغراب وكثير من اللهفة والدهشة حتى تترك السؤال حائراً في إيقاعية متفردة في الصياغة والاسلوب بملامح وجماليات فنية شعرية تشي لشاعرة استطاعت أن تجعل من عالمها الشعري عالما منفردا.

ومن قصائدها اخترنا :

في مدينتي

يرتدي العيد قمصانا تشبهنا

من قال ان العيد يرحل عنا

في مدينتي

يعرف العيد كيف يراود الموتى

وكيف يخبىء كسرات الذاكرى لفقراء القلوب

ويعرف كيف يمر الفرات زلالا في اوردة المدينة

في مدينتي

كل شيء يشبهنا

فلا شيء يرحل عنا….

فرائحة الذاكرة الاولى..لايشتتها ضياع العمر

ولا يلويها ألم الفقد

في مدينتي

نشتري عيدا ونهديه قمصانا

تليق بما يشبهنا

وقصيدة أخرى :

يمكن للكون ان يتسع

لقلوب العاشقين جميعا

ولكنه لن يتسع

لآه..يخلفها غيابك

*    *    **

ماكنت اعلم

ان الألم

له مذاق الغياب

*    *    **

يذكر أن الشاعرة نجلاء التايف من مواليد دير الزور

مدرسة لغة عربية وتتابع تحصيلها في جامعة الفرات ( علم الاجتماع )

صدر لها : هكذا أحيا طقوسي – مجموعة شعرية

أريد أبي حيا – مجموعة شعرية

حازت على جائزة من يقرأ كتبا أكثر على مستوى سورية

وجائزة في القصة القصيرة ( ثقافة دير الزور )

رقم العدد:4636

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار