الفرات – خالد جمعة
ترتسم الأغنية التراثية الفراتية في تجلياتها نحو فضاءات الذاكرة والحنين لتتجسد بصورها الجميلة عبر (المولية والعايل والنايل والعتابا ) لتكون أكثر إحساساً وتميزا تختزل صورة الماضي في مخيلته لتكون أبجدية التراث فينطلق اليها ليسكبها لحنا وصيغة وتعبيرا على مسامع مدينة ماتزال تهوى التراث بجميع تفاصيله.
يحيى عبد الجبار فنان فراتي يدرك بإحساسه الفني مدى قدرته على توثيق التراث والعمل على تطويره وتجديده حيث الفرات بهدوئه وحنانه وعطاءه تعمدت بها روحه ليلهمها محبة الطرب الفراتي حيث وجد فيه الحنين والشجن والحب والألم والحزن والفرح .
لم ينأى تأثير الفرات عن مخيلته التي تموسقت مع حبه للموسيقى ليعيد تشكيل فرقة الفرات الموسيقية لإحياء التراث والتي كان يقودها الفنان الراحل أبو حياة عام 2000 والتي ساهمت بشكل كبير في توثيق وحفظ التراث
مع موسيقيي المدينة ومطربيها وعملوا على إقامة المهرجانات الفراتية التراثية لخمس سنوات متتالية وكذلك مهرجان الأغنية الفراتية الجديدة لكن الأزمة كما ارخت ستارتها السوداء على مفاصل الحياة أرخت بستارتها أيضاً على عمل الفرقة لتتوقف لسنوات متعددة لكنها عادت مؤخراً بقيادة المخضرم جمال دوير وليكون يحيى عبد الجبار خلال فترة نزوحه عن مدينته التي يحب إلى توأمها الحسكة ، فيعيد تشكيل فرقتها الموسيقية مع مديرية ثقافة الحسكة لتُعنى بأمور التراث الغنائي وهي ليست بالبعيدة في محتواها عن التراث الفراتي بل هي جزء لايتجزأ منه لكن لها طابعها وخصوصيتها.
عبد الجبار في رؤيته الموسيقية يعيد صياغة الموسيقا بتوزيعها وأصواتها وأجوائها ضمن فهم النص التراثي وضمن هذا الفهم يختزل الصورة الشعرية التراثية ليقدم لذائقة المتلقي صورة موسيقية متفردة للتراث الذي يعشقه وبهواه.
يحيى عبد الجبار لم يتوقف عند صياغة الموسيقى بل انخرط في رحم الكتابة وبدأ بكتابة النص الشعري الفراتي بلغته المحكية واهبا لها روح التراث في موسيقاها وفي شكلها ومضمونها.
ومما كتب من شعر باللهجة الديرية اخترنا :
شلون دنيا وبيها ضعنا
وغير ديره ما تسعنا
احنا يشغفنا هواكم
يل حبايب
والله مانصبر بلاكم
يل قرايب
من الفرات إحنا رضعنا
من الفرات إحنا رضعنا
ومما كتب أيضا وهي قيد التلحين :
عسى لاطافت سفينه
ولا رفرفلها شراع
ولاناحتهم .. حزينه
عل فارقونا بساع
…..
راحوا وعيونهم ترقب
عالوطن والقلب يلهب
والارض تشلع وتنحب
وتريد اهلها الكاع
…….
ورود وبأول عمرهم
آخ يامصعب سفرهم
يارب يسر أمرهم
ولسه الأمل ما ضاع
……..
بالسلامه . وترجعون
يل ربيتم بالعيون
كلشي بالدنيا يهون
إلا ساعات لوداع
عسى لاطافت سفينه
ولا رفرفلها شراع
الجدير ذكره أن الفنان الفراتي يحيى عبد الجبار من مواليد دير الزور ، عمل معلماً ومدرباً لمادة التربية العسكرية في مدارس دير الزور ، يعزف على عدد من الآلات الموسيقية .
قاد فرقة الفرات الموسيقية لإحياء التراث التابعة لمديرية ثقافة دير الزور
لحن وكتب العديد من الأغاني
شارك بالعديد من المهرجانات المحلية
كما شارك مع فرقة الفرات بفعاليات في الأردن
نال العديد من الجوائز
حاليا قائد فرقة الحسكة الموسيقية التابعة لمديرية ثقافة الحسكة .
رقم العدد:4630