تضج قصائده بالحنين إلى الوطن والدفاع عنه بالمحافل الثقافية في المغترب ليكون الشاعر القس جوزيف إيليا سفيراً للكلمة السورية وناطقاً باسمها في وجه التطرف ودعاة الكراهية.
ويتحدث الشاعر إيليا عن هواجسه في غربته عن الوطن حيث كشف وجه الغربة القبيح وكم هو موجع أن يكون الإنسان بعيداً عن وطنه بعد اضطراره للنزوح عنه وذلك عبر عشرات القصائد التي كتبها عن تغريبة السوريين كقوله في قصيدة طويلة: “وحدي أضم لغتي خوفاً عليها من شفاه الغرباء”.
ويؤكد إيليا أن المحبة والفن والفكر هو هدف البشرية ولن يتحقق إلا ببذل أقصى الجهود وعدم ترك الساحة للمتطرفين ودعاة الكراهية ليبثوا سموم طروحاتهم.
ويعول الشاعر إيليا على الفكر والثقافة في محاربة دعاة الكراهية لأن الإرهاب منبعه فكر يسوق له بعض المتطرفين وأمثال هؤلاء تنبغي محاصرتهم والحد من شرور أفكارهم التي دمرت أوطاناً بأكملها عبر نشر أفكار مضادة لأفكارهم وملاحقة من يبث الأحقاد في وسائل الإعلام.
وحول نظرته للشعر يصفه بأنه فم الحياة ولسانها في النطق بأعذب الكلمات وأنقاها مشبهاً الشاعر بالنحلة التي تنتقل من زهرة إلى أخرى بحثاً عن الجمال الذي سيعيش ما بقيت الحياة.
ويؤمن الشاعر إيليا بترابط الموسيقا مع الشعر فهما عنده روحان في جسد واحد ولا يمكن تصور شعر بمعزل عن الإيقاع، والوزن هو الذي يضفي جمالاً على بنيان القصيدة ويولد حالة طرب عند قارئها أو سامعها معتبراً أن أي خروج عن هذه الإيقاعات وضوابطها يصيب القصيدة “بالنشاز”.
ورغم كتابته قصيدة التفعيلة بعشق فإن إيليا لم يتخل عن الشكل العمودي القديم للقصيدة لأنه مؤمن بقدرته على استيعاب ما هو حديث على مر العصور لافتاً إلى أنه تناول كل معطيات الحداثة وقضاياها في قصائده العمودية دون شعور بسطوة قيد الشكل.
وإيليا الذي لم يكتب قصيدة النثر يرى أن من استطاع السمو فيها يعدون على أصابع اليد وربما يرجع ذلك إلى الذائقة الشعبية التي تستسيغ الشكل التقليدي للقصيدة كما أن “سهولة كتابة القصيدة النثرية لخلوها من مصاعب الوزن فتحت شهية من لا علاقة له بالشعر لخوض تجربتها”.
يذكر أن القس إيليا شاعر سوري من مواليد الحسكة يعيش في ألمانيا يكتب الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة تم تكريمه من بعض المحافل الأدبية في سورية والوطن العربي والعالم وغنى من شعره مطربون ومطربات عرب له خمس مجموعات شعرية منها (أنا لغة أخرى) و(امرأة من بنفسج).
رقم العدد:4573