الفرات – خالد جمعة
سنوات ومازالت تعتلي صفحتي صورتي خلال حفل تكريم الشاعر الفراتي الراحل جمال علوش عام 2007 وانا ألقي كلمة الصحفيين.
حينها قامت بمبادرة التكريم مديرية التربية لتكرمه أديبا ومعلما وصحفيا .
حقيقة لم يكن تكريماً عادياً بل كان استثنائياً حظي بمحبة الجمهور .
وسط إصرار للجلوس في المقعد الأول كونه المحتفى به قبل تاركاً مقعده لأن هذه التفاصيل لم تكن تعني له شيئاً. .. حينها قال عن التكريم إنه ليسعدني جداً أن أكرم في مدينتي وخصوصاً من الجهة التي أعمل ضمنها وهي مديرية التربية “بدير الزور” وإن لهذا التكريم عظيم الأثر في نفسي وسيكون دافعاً لي لتقديم كل ما أستطيع من نتاج جديد خدمة للثقافة العربية».
حقيقة لم يكن جمال علوش شاعرا أو أديبا فحسب همه أن يضيف على سيرته رقماً لنتاج أدبي أو شعري بل شاعرا فحلا أستطاع أن يوظف موهبته وشاعريته وادبه خير توظيف وليكون بالوقت ذاته من الشعراء المخضرمين جامعا بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر برؤيته الأدبية المتقدة مطلقاً العنان لسريرة قلبه الفطرية لتبوح وتعلن وتحن وتشكي وتبدي وتحب ليمنحنا القصيدة الجميلة بما تحمله من حلاوة المعنى وطلاوة الوصف.
بهذه الرؤية العميقة المتعمقة استطاع أن يشيد مدرسته الأدبية مشكلا لها طابعها الخاص عبر عقود بث في أدبه حنينه ونجواه وشوفه وألمه وخصوصاً عندما يكون الفرات حاضراً في متن قصائده يقول في أحداها تحت عنوان بكائية الفرات :
يُدلي بغربتهِ
وأدلي
هذا الفراتُ نديميَ الأزليُّ
فاطِرُ صبوتي
العَبثُ
اللجوجُ
الغرُّ
كم أدميْتُهُ صَدَّاً
وأدماني بوصلِ
لتكون محطاته بين تقاسيم ولمن يغني النهر وأوراق واعترافات عنترة وبها وبغيرها كان الشاعر الأديب جمال علوش قد أسسها وواضعا لها مدماكا صلبا لتثبت بقاءها واستمراريتها.
لم يتوقف عند مكنونات شعره ويكتفي بل رأى منذ نبوغه الشعر في براءة الأطفال مايستهوي مشاعره وقلمه فطفق يكتب عنهم وليكون حقيقةً كما قال عنه الشاعر سليمان العيسى : هناك من يكتب للأطفال وهناك من يكتب عنهم وجمال من النوع الذي بكتب عنهم .
أجاد الشاعر الكبير في وصف شاعرنا الراحل جمال علوش كما أجاد العلوش ذاته في فتح أفق مدرسته ليضم بها حلقات جديدة من شعر الأطفال ديدنه منذ أن اعتنق الشعر واعتنقه ولتكون قصيدة الطفولة عنده طوطمه الذي لايبرحه فبقي في روضته يلعب مع الأطفال يغني لهم وينشدهم ويكتب عنهم .
قال لي ذات مرة أن هناك طفل في داخلي لايريد أن يكبر هو الذي يكتب ذاك الشعر .
ومازال كذلك لنجده بين وطني العربي ورحلة الغيمة الصغيرة والأمير الغزال والشريف الأدريسي وغيرها من المسرحيات التي جاءت بتوقيعه.
جمال علوش ترجل عن قصيدته ورحل لعالم الخلود منذ سنوات لكن جماح قصيدته مايزال يصهل في عالم الأدب الفراتي والسوري والعربي وماتزال قصائد الأطفال التي كتبها بعذوبة روحه باقية وحاضرة ليبقى في مكانه من كبار شعراء الأطفال في سورية والوطن العربي .
السيرة الذاتية :
ولد بمدينة ديرالزور السورية عام 1957 ، وتلقى تعليمه في مدارسها ، وحصل على الثانوية العامة من ثانوية الفرات بديرالزور ، ثم انتسب إلى جامعة حلب ، وتخرج منها عام 1983 حاملاً الاجازة في الأدب العربي ، ولم يكمل دراساته العليا لأسباب قاهرة في ذلك الحين .
مارس العمل الصحفي مشاركاً ومستكتباً في الصحفات الثقافية في الجرائد السورية ، وبدأ الكتابة والنشر للأطفال في سن مبكرة جداً ، حيث كان في الثانية عشرة من العمر حين نشر أولى قصصه في مجلة أسامة السورية .
عمل مدرساً للأدب العربي في ثانويات ديرالزور ، وفي معهد إعداد المدرسين ، ثم تفرَّغ لتدريب المتفوقين في الخطابة والفصاحة ، والتعبير الأدبي في المدرسة التخصصية للمناشط الطليعية .
عمل رئيساً للقسم الثقافي في جريدة الفرات بين عامي 1983 – 1985
عمل مديراً لمكتب مجلة المعلم العربي الفصلية التابعة لوزارة التربية بديرالزور .
تفرَّغ للكتابة للطفل منذ عام 1992
كتب لمجلات : ماجد ، أحمد ، توتة .. توتة ، أسامة .. ولصفحات الأطفال في بعض الجرائد السورية والعربية .
الإصدارات:
1 – ( وطني العربي ) – شعر للأطفال
2- ( تقاسيم ) – شعر
3 – ( رحلة الغيمة الصغيرة ) – قصص للأطفال
4 – ( اعترافات عنترة ) – شعر
5 – ( لِمَنْ يُغَنِّي النَّهَر ) – شعر للأطفال
6 – ( الأمير الغزال ) – قصة طويلة
7 – ( الشريف الإدريسي ) –سيرة قصصية للأطفال .
8 – أوراق – شعر
الجوائز :
1 – جائزة ( سعد صائب ) للشعر في سورية ( المركز الأول ) 1987
2 – جائزة اتحاد الكتاب العرب للشعر في سورية ( المركز الأول ) 1993
3 – جائزة نقابة المعلمين للشعر في سورية ( المركز الأول ) 1993
4 – جائزة نقابة المعلمين لقصة الطفل في سورية 1994
5 – جائزة الشيخة فاطمة لقصة الطفل العربي – المركز الخامس – أبو ظبي – 199
6 – جائزة الشيخة سلامة للسيرة القصصية للطفل العربي – المركز الأول -2001
رقم العدد:4552