غيب الموت اليوم الفنان الكبير عبد الرحمن أبو القاسم في منزله بدمشق عن عمر 78 عاماً إثر أزمة قلبية.
ونعت وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الفنان أبو القاسم الذي ولد في بلدة صفورية بفلسطين المحتلة عام 1942 وبدأ العمل في المسرح المدرسي عام 1954 وبعد ذلك تنقل في عدد من الفرق السورية المحلية.
وبحلول عام 1965 كان قد قدم 15 عرضاً مسرحياً حيث أسس فرقة حملت اسم المسرح الوطني الفلسطيني تبنتها منظمة التحرير.
وكان للراحل تألق واضح في الدراما السورية فشارك عبر مسيرته في العديد من الأعمال الناجحة أبرزها “عز الدين القسام” و”أبو فراس الحمداني” و “الكف والمخرز” و”الجوارح “و “العبابيد” و “الكواسر” و”الجمل” و “البواسل” و”حاجز الصمت” و “بيت جدي” و “طوق البنات” و “عطر الشام” و “خاتون” و “شتاء ساخن” فضلاً عن مشاركات بأفلام سينمائية عديدة منها “زهر الرمان” و”خلف الأسوار” و”دمشق تتكلم” وغيرها.
وكانت رؤية الراحل في المسرح تتمثل في أنه على الممثل أن يبحث فيه عن الطاقة الإبداعية داخله ليستطيع إيصال ما يريد ويسأل عن المنهج الصحيح ليخلق الحالة الإبداعية للمتلقي حيث استطاع أبو القاسم من خلال عمله في الخشبة واطلاعه على مختلف المراجع أن يطور تجربته ويشكل شخصياته فأعاد صياغتها كأنها قطع فنية.
وأشارت رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين تماضر غانم في تصريح لـ سانا إلى أن الراحل أبو القاسم أغنى الدراما السورية بعشرات الأعمال التي ترك من خلالها بصمة خاصة به لافتة إلى أنه كان إنساناً خلوقاً وطيباً ومخلصاً لزملائه ونقابته التي لم يتركها أبداً حتى بعد تقاعده حيث شارك بكل المناسبات التي كانت تقيمها.
الإعلامي والكاتب المسرحي داوود أبو شقرة لفت في تصريح مماثل إلى أن رحيل الفنان أبو القاسم خسارة كبيرة ليس للمسرح السوري فقط وإنما للعربي مبيناً أنه قدم معه عملاً مسرحياً مونودرامياً بعنوان “تغريدة أبو السلام” مشيراً إلى أنه يعتبرها من أهم اعماله المسرحية لافتاً إلى أن الراحل يعد شيخ المسرحيين إضافة إلى أنه كان رجلا بأخلاقه وإنسانيته ومبدعاً ومثقفاً ومتميزاً بكل الأعمال التي قدمها سواء في الدراما أو الإذاعة أو المسرح.
رئيس تحرير مجلة الحياة المسرحية جوان جان أوضح أن أبو القاسم هو الاسم الحاضر في المسرح السوري منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى وفاته فهو ممثل لا يفارق الخشبة ومتابع لعروضها حتى في أشد لحظات المرض لم يدر ظهره يوماً للخشبة وظل دائم الحضور وكانت له مساهمات متعددة في عروض مسرحية مختلفة الأنماط من المسرح الشعبي الكوميدي والمونودراما مع مخرجين سوريين وعرب من مختلف الأجيال حتى مسرحية حديقة الحيوان التي قدمت في نيسان 2017 مع المخرج حسن عكلا بمشاركة الفنان محمود خليلي لتكون آخر أعماله مع أبي الفنون.
الكاتب المسرحي سمير المطرود رأى أن الراحل من أحد أهم الفنانين العرب الذين اشتغلوا بالمسرح مبيناً أنه كان له بمثابة صديق وأخ كبير وشريك عمل حيث كتب له مسرحية مانديلا ولكن لم يتسن له تقديمها.
رقم العدد:4541