من وجهة نظر المواطن: نار أسعار دير الزور تزيد الفقير بردا

 

يشبه أهالي دير الزور سوق الهال حاليا بسوق الصاغة، فالخضار والفواكه صارت مثل الذهب، هناك البندورة عيار 21 بـ 800 ليرة أما البندورة عيار 18 فيتراوح سعرها بين 350 إلى 400 ليرة، البصل يابس الرأس ثبت عند 300، والخيار 500 ولأنه أخضر مثل الدولار فهو ينط صعودا ونزولا.

بالنسبة للحوم فقد سجل النباتيون انتصارا ساحقا على خصومهم، وراح عدد النباتيين يتزايد في المحافظة بشكل مذهل، اللحم بعظمه بـ 7500 ليرة لكن عليه ضريبة، من ضمن كل كيلو لحم ربع وزنه دهناً !! أما للذين يودون الحفاظ على الكوليسترول المنخفض أو جماعة الدايت فاللحم المشفى يتراوح بين 13 إلى 14 ألف فقط لا غير، والعجل بالرغم من سمنه وغلظ أكتافه إلا أنه لم يقبل بأقل من 8 آلاف.

السكر مشكلة المشاكل في دير الزور، فهو يتميز عن بقية البضائع بامتلاكه طاقية الاختفاء، إذا كان لك مونة على أحد أصحاب المحال فسيبيعك إياه بعد حلفانك لليمين بالتكتم بـ 700 ليرة، أما إذا لم تكن واصلا فلا تحاول، وعليك بالموضة الرائجة حاليا للتحلية وهي السكرين الطبي.

ولنأخذ أمثلة عن بورصة بقية الأسعار، الشاي بـ 7500 ليرة، الرز بـ 1100 ليرة، وخذ هذه النصيحة، إذا ذكر ابنك الكولا فقل له إنها حرام، والسبب بسيط، العلبة بألف ليرة فقط والتنك بـ 450 ليرة، بالنسبة للمعسل فأنت تعرف مضاره سلفاً، وزد عليها ضرراً خطيراً، صارت علبة الـ 50 غرام بألفي ليرة.

منذ 15 يوماً تقريباً اختفت كل الدعايات التي تقول إن هناك تنزيلات على الملابس، خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، وأصلاً لم يعد المظهر مهماً في دير الزور، البس ما تشاء، المهم أن يكون دافئا، حتى لو لففت نفسك ببطانية مساعدات وخرجت، عادي، الكثير فعلوها، الشغل الشاغل الآن هو طعام العائلة اليومي، وهل هذا وقت لباس؟!

إلى بعض الآراء الآن:

أبو أحمد موظف دولة قال: كلفة النقل من حماة أو من دمشق سواء للمواد التموينية أو الخضار توضع على كاهل المواطن وليس التاجر، فعلى كل كيلو هناك زيادة تقدر بـ 50 ليرة كأقل تقدير، هل يجوز فوق الغلاء الفاحش أن توضع أجور النقل على المواطن؟

السيدة انتصار ربة منزل ذكرت أن العائلة تعيش من راتب واحد هو راتب الزوج، وكان فيما مضى يكفي بعد ربط كل أنواع الأحزمة لمنتصف الشهر، أما الآن فلم يعد يكفي إلا للأيام الخمسة الأولى فقط.

الأستاذ علي محامي قدر الظروف قائلا إن الحصار أمر واقع ورهان خاسر جديد لقوى الشر، لكن الفقير الذي يعيش على راتبه راح بين الرجلين، لم تعد نفوس الناس كما مضى ولم يعد الجار للجار، فمن سيقف مع الفقير سوى حكومته بوجه جشع التجار؟

رقم العدد:4464

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار