الفرات – خاص
كما كل المناطق التي حررها أبطال الجيش العربي السوري ، عادت مدينة ” موحسن ” تتنفس الحياة ، الحياة السورية بكل تفاصيلها ، لا يُمكن لمن ضلوا الطريق من أبنائها ككل بلدة وقرية سورية ابتليت بالإرهاب أن يُشوه تاريخ تلك الجغرافية وأهلها، وهي كما حاربت الاستعمار واقتلعت من بعده الإقطاع أيضاً وقف الشرفاء فيها بوجه الإرهاب على مساحة الوطن .
هي اليوم خطت خطوات واسعة على طريق إعادة نبص الحياة في مفاصلها وعاد من عاد من أهلها يزرع الأرض ويعلم الأجيال ويترك بصماته في قطاعات العمل الخدمية في محافظة دير الزور .
* خطوات تتكامل :
ما إن تحررت مدينة ” موحسن ” وقراها حتى عاد الناس إليها ومعها بدأت الورشات الخدمية بمحافظة دير الزور تمارس دورها في تأمين احتياجات الناس كما يقول عضو مجلس المحافظة عن المنطقة الشيخ ” فواز الوكاع ” مشيراً إلى أن مفاصل الخدمة العامة الرئيسية عادت بشكل كبير ويوفر ما يحتاجه الأهالي ، حيث الفرن الآلي الذي يؤمن احتياجات المدينة وقراها المجاورة من مادة الخبز وتشمل إضافة لل” موحسن ” أيضاً ( المريعية، العبد ، الطابية ، البوليل، قطعة البوليل ) .
كما تم تشغيل محطة مياه الشرب التي توفر المياه للسكان العائدين على مدار 24 ساعة ، وتنعم المدينة بالتيار الكهربائي الذي يغطي كافة المنازل التي عاد أهلها إليها كما هو حال الدوائر الحكومية فيها ، وأضاف ” الوكاع ” : لا تزال عودة الأهالي دون المؤمل ، العائدون تصل أعدادهم إلى 600 شخص فيما هناك أكثرية لا يزالون في الداخل السوري بالمحافظات الأخرى وبالخصوص دمشق ، نتواصل مع أهلنا ونحن نشجعهم على العودة ، الكثير منهم ينتظر اكتمال الخدمات كما السابق ، في حين أن القرى التابعة عاد أغلبية أهلها مثل ” البوليل ” و ” قطعة البوليل ” و ” الطابية ” .
ويضيف : جرى تأهيل مبنى مجلس المدينة و افتتاح مدرستين تضم طلاب التعليم الأساسي والثانوي، كما افتتح مبنى الناحية ، والمستوصف الصحي الذي يُقدم خدماته العلاجية بدعم من مديرية صحة دير الزور ، وفي الوقت القريب سيتم تخديم الأهالي بالمنطقة من خلال تفعيل السجل المدني كما أخبرنا مدير الشؤون المدنية كخطوة تشمل إلى جانب ” موحسن ” وقراها القرى المقابلة في منطقة الجزيرة الواقعة تحت سلطة الدولة السورية ، من خلال منظور الإمكانيات الحكومية المالية للتأهيل فإن ماتحقق يُعد كبيراً ، نسبة الدمار قليلة وكنا نظنها أكبر كون المدينة استخدمت مقراً عسكرياً لمختلف فصائل الإرهاب .
* منغصات تحتاج حلاً :
تركزت شكاوى الأهالي العائدين إلى مدينة ” موحسن ” حول الوضع الزراعي ، فالجمعية الفلاحية لم تأخذ دوراً كبيراً في عمليات الري وتأمينه بالشكل اللازم ، أغلب الفلاحين يعتمدون على ( النباعات ) وهي التسمية المحلية للبئر الذي يُحفر لغرض الري بعد تركيب المحرك ، يُطالب الأهالي بتأمين مادة المازوت وتشغيل محطة وقود قريبة في المنطقة ، فالكثير منهم يخسر بفعل اضطراره لشراء المازوت من محطة اتحاد الفلاحين في ” صالحية حطلة ” وما يتطلبه الأمر من جهد ومال مضاعف .
مشيراً لضرورة تأهيل القطاع الثالث الذي سيوفر مياه الري للأراضي الزراعية بالمنطقة كلها كما وضعها السابق بما يُسهم في عودة الزراعة إلى سابق عهدها من وفرة في الإنتاج تُسهم بلا شك في تأمين احتياجات المحافظة .
ويُطالب العائدون بزيادة كميات مادة الطحين للفرن الآلي الذي يغطي ” موحسن ” وقراها ، فالكميات التي تُقدر ب 4 آلاف / طن غير كافية وتحتاج كميات إضافية لتلبية الطلب على المادة ، وضرورة تأهيل الطريق العام باتجاه مركز المحافظة والذي تضرر كثيراً فترة وجود المجموعات الإرهابية التي عاثت خراباً طال البنى التحتية، فالطريق المذكور مليء بالحفر والتصدعات التي تُشكّل خطراً على المارة لاسيما في أوقات الليل مع انعدام الإنارة الطرقية الأمر الذي قد يتسبب بحوادث مرورية لا تُحمد عقباها .
وأشار الأهالي لأهمية الالتفات لمبنى المركز الثقافي وإعادة تأهيله ، فقد كان من المراكز الثقافية الراقية والكبيرة على مستوى سورية ، مُجهز بأحدث المستلزمات ويضم قاعة للمحاضرات ومكتبة ومدرج والمبنى مصمم تصميماً من الطراز الرفيع، فتأهيله يعني أن يمارس دوره في التثقيف والتوعية من الأفكار الظلامية التي فتكت بالوطن وأهله .
يذكر أن تقديرات أعداد السكان في مدينة ” موحسن ” كانت تُجاوز 25 ألف نسمة ، ومنها لمعت الكثير من الأسماء التي لها وزنها بالعمل الثقافي والفني .
رقم العدد:4446