الشاعر ناظم علوش للفرات: قصيدتي التي أكتبها تعيش في داخلي وأعيش كلماتها

حوار: خالد جمعة

شاعر يمتد مع مسافة الكلمات يغوص في عمقها يستمد من الفرات معانيه ويعيش طقوس قصيدته عند شطيه .

ناظم عبد الجبار علوش من الشعراء المخضرمين والحداثيين بذات الوقت يرسم قصيدته بشغف الكلمة وبهواجسه … يسكنها وتسكنه حتى يتلاقيان في محراب التجلي

الفرات التقت بالعلوش وأجرت معه اللقاء التالي :

– متى كانت البدايات عند ناظم علوش ؟

البدايات بشكل عام وعند أي شاعر هي من الصغر تنامت هذه الموهبة داخلي مع وجود أسرة أدبية لها مكانتها الأدبية ومكتبتها التي استحوذت كامل اهتمامي في النهل منها ما استطعت وكذلك الاستفادة من تجربة عائلتي بشكل عام في هذا المجال .

البداية ربما تكون من أيام الدراسة وتبعتها تجارب شعرية أقولها بكل صراحة ولأول مرة كانت جريئة أمام وجود شعراء في الوسط الأدبي لكن الجرأة كانت هاجسا أرقني في ما تخطه مشاعري وقلمي وبين توجس الحذر هذا كان في أيام دراستي الجامعية وفيها كان هناك شيء من الانطلاقة التي تبعتها خطوات جريئة كان من أهمها النشر في الصحف واعتلاء المنابر ذلك كله حدد طريقي كشاعر يعرف في الوسط الأدبي ومن ثم كانت الخطوات التالية في طباعة الدواوين وحصولي من خلالها على عضوية اتحاد الكتاب العرب .

– الفرات يعطي ومازال يعطي فكيف كانت تلك العلاقة بينك وبينه .. وكيف كتبته في شعرك ؟

– الفرات ملهمي وفاطر صبوتي ونديمي عنده ترتاح أسارير قصيدتي بكلماتها وحروفها وأبياتها قبل أن تسكن اسارير وجودي وكثير من مخاض قصائدي كان عند شطآنه تتعمد بمائه وترتشف العمق من كل قطره تجري به كما يجري في دم أبنائه وكلما ارتوي منه أكتبه أكثر بل أعشقه أكثر ليست مجرد علاقة طبيعية بيني وبين الفرات فهو يسكنني وأسكنه لذلك تجدني في معظم قصائدي أذكره .

– قصيدتك مشبعة بالأنين والحنين نجد فيها حرقة ملتهبة بينما تكون في بعضها عاشقا يهيم بعشقه وفي أخريات نجد الوطن يأخذ بتلابيب روحك حدثنا عن كل ذلك ؟

– الأنين- الحنين ثنائية لا يمكن أن تغيب عن قصيدتي التي أكتب وأنا مغموس بهما حتى الثمالة لن تجد ناظم علوش في أي قصيدة إلا معه ذاك الحنين وذاك الأنين ربما لأنني أدركهما تماما وأصابا مني ما أصاب كلماتي عندهما أجدني سارحا في دربهما باحثا في ثناياهما علي أجد حنينا يشبع داخلي أو أجد أنينا أفضي به بعض ما يعتريني .

أما في حضرة العشق فأنا الراهب المتعبد في محرابه قولا واحدا والوطن حيث أمكث واعتز لن يكون إلا في أعلى القائمة في فحوى ما أكتب ولطالما رسمت له صورا في قصائدي جسدته بمعان كثيرة لأنه بالوقت ذاته  هو كل المعاني فله تكتب القصائد.

– في رصيدك الشعري مجموعات ثلاث ( رحلة العمر – أغنية للحب فضاءات للوطن – احتراقات ) ولكل منها طابعه الخاص فما يحدثنا عنها ناظم علوش ؟

– لكل مجموعة شعرية مما ذكرت وقع خاص في نفسي ولكل واحدة أيضا طابعها الخاص الذي تتميز به والحقيقة انها محطات حياتي توقفت عندها كثيرا فعند ولادة وأقول ولادة لأن كل مجموعة من تلك المجموعات إضافة إلى مجموعة حبة هيل وهي بالشعر الشعبي أعدها كولد من أولادي . أول مجموعة كانت رحلة العمر وفيها إثبات وجود لناظم علوش في جوقة الشعراء واتبعتها بمجموعة اغنية للحب فضاءات للوطن وفيها كانت محطة التأكيد بمشواري الأدبي اما أخرها فكان احتراقات وفيها رسمت لوحة لمعان جميلة .

تنوعت موضوعات المجموعات الثلاثة في معناها ومبناها من الشعر الموزون  التفعيلة وحتى النثري فيها الوجدانيات والعشق والوطن والألم والحزن وما ذكرناه سابقاً من حنين عندما تقرأها تجد تفاصيل حياتي مفتوحة أمامك تستطيع من خلالها أن تستقرأ ناظم بكل تفاصيله وما تتضمنه فحوى قصائدي انعكاس لمجمل حياتي فقصيدتي التي أكتبها تعيش داخلي وأعيش كلماتها.

– حبة هيل ديوان شعري هو الرابع مع الثلاثة السابقة ضمنته الشعر الشعبي باللهجة المحكية الديرية ماذا تحدثنا عنه ؟

– كما أسلفت هناك ارتباط وثيق بيني وبين الفرات فلا يمكنني أنساه لا أنا ولا حتى كلماتي فلذلك جاء هذا الديوان والذي وسمته بعنوان حبة هيل تجسيد لأصالة مدينتي أولا وتعبيرا عن محبتي الكبيرة لها ، فالشعر الشعبي المحكي بلهجة مدينتي دير الزور فلذلك كان ديوان حبة هيل .

– هناك ما هو قيد الطباعة ديوان وهبته عنوان : السقوط إلى أعلى الحكاية فماذا تحدثنا عنه ؟

– السقوط إلى أعلى الحكاية هو قيد الدراسة وسيكون قيد الطباعة لاحقاً محطة أخرى لامست جوى القلب بكل كلماتها ممزوجة بالحنين والحب والشوق والوطن والوجدان لذلك سيكون مختلفا عما سبقه وهناك أيضا ما هو مخطوط أو أكثر سيعلن عنها في حينها.

– هل نستطيع أن نقول إن هناك نقدا أدبيا شعريا في زحمة الشعراء على مستوى متميز؟

– لا أستطيع أن أقول إن هناك نقدا أدبيا أو عدم وجود نقد أدبي وما نقرأه من نقد لا يعد نقدا بل هي رؤية الكاتب وغالبا ما تكون رؤية انطباعية توصيفية أما فيما يخص كثرة الشعراء وكل من كتب أصبح شاعرا  هنا أستطيع أن أقول أن الكلمة الصافية الصادقة المعبرة هي التي تفرض وجودها واستمراريتها متى وجدت الروح الشاعرية عند من يكتب تكون القصيدة أما ماعدا ذلك فإنه يذهب ويضمحل كزبد البحر .

– ناظم علوش في سطور :

ناظم عبد الجبار العلوش من مواليد دير الزور 1962

عضو اتحاد الكتّاب العرب – جمعية الشعر.

حاصل على شهادة الهندسة الإلكترونية من جامعة “حلب”. وله أربع مجموعات شعرية، هي: “رحلة العمر”، “أغنيات للحب”، “احتراقات”، “حبة هيل”، وهو إعلامي شغل منصب مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني في “دير الزور” لعدة سنوات وحاليا مدير الإرسال الإذاعي والتلفزيوني بدير الزور

رقم العدد:4412

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار