طلاب الحسكة .. لا مستقبل إلا للمنهاج الحكومي.. والإمكانيات محدودة

الحسكة ــ حجي المسواط :

يحتاج الطالب أكثر من نصف ساعة يوميا سيرا للوصول إلى المدرسة، هذا ما يقوله أهالي التلاميذ في مدينة الحسكة، ويضيفون أن أبناءهم يقطعون يوميا عدة كيلومترات قاصدين المدارس الحكومية، فبرغم قيام المليشيات الانفصالية بإغلاق عدد كبير من المدارس إلا أن إصرار التلاميذ وذويهم على ارتياد المدارس التي يعطى فيها المنهاج الحكومي لا تقف أمامه عراقيل، حتى لو اضطروا إلى تحمل مشاق الذهاب والعودة سيرا، فمعظم هؤلاء الطلاب فقراء ولا يمتلكون حتى ثمن أرخص وسيلة نقل وهي الدراجة النارية.

 وتقول معلمة الصف الأول ختام حسين الدللي إن المشاكل لدى الطلاب والمعلمين على السواء كثيرة، أولها الأعداد الكبيرة للتلاميذ وكذلك تأخر معظمهم في الساعات الأولى من الصباح بسبب بعد منازلهم عن المدارس وعلى رأس الهرم يأتي الوضع المعيشي للتلاميذ فبعضهم لا يستطيع تامين مستلزمات المدرسة من لباس وتصف ختام وجوه التلاميذ الصغار بالصفراء من التعب والجوع متمنية تامين وجبة غذائية صحية أثناء الدوام.  

الوجبة الغذائية.. فالطلاب فقراء

المعلمة أمل عبد الله المحمد في مدرسة الشهيد سالم الخلف تتفق مع زميلتها وتشدد على مطلب الوجبة الغذائية وتصف الوضع المدي لأهالي الحي بالفقير والمحدود جداً وتضيف: عدد التلاميذ كبير جدا مقارنة بعدد الصفوف، يوجد إصرار كبير من الأهالي على حصول أبنائهم على التعليم الحكومي حصرا دون سواه، فهم لا يرون مستقبلا إلا بالمنهاج الحكومي.

الازدحام شديد.. وإغلاق المدارس هو السبب

يؤيد كلام أمل مدير مدرستها الأستاذ احمد علي الحمادة ويقول إن مدرسته (سالم الخلف) تحتوي تجمع أبي ذر الغفاري كله والمؤلف من ثلاث مدارس هي سالم الخلف والشهيد خليل كدرو والمثنى بن حارثة ويبلغ مجموع تلاميذها أكثر من 2200 تلميذ وتلميذة مقابل 1700 في العام الفائت، وتحتوي المدرسة على طابقين وفيها 18 شعبة صفية وهناك أيضا غرف صفية مسبقة الصنع وتستوعب كل شعبة صفية 80 تلميذا بينما عام 2014 كانت كل شعبة تحتوي على 40 تلميذا والسبب طبعا هو قيام الانفصاليين بإغلاق المدارس الحكومية مما يؤدي إلى تجمعها في مكان واحد.

يصف المدير وضع التجمع بالبائس ويقول إن ثلاث معلمات يعطون الدروس في كل شعبة والغرف الصفية لا يوجد فيها تدفئة كما إن مياه الشرب لا تكفي أعداد التلاميذ خصوصا في أشهر الصيف وهناك نقص كبير في كتب العربي المدور والكثير منها تالف، والطلاب لا يستطيعون التركيز بتكدس كل أربعة أو خمسة منهم في مقع واحد.

رغم مشاكله.. التعليم الحكومي هو المفضل والمطلوب

الأستاذ جوزيف أبلحد إبراهيم مدير مدرسة الغسانية الواقعة وسط المدينة يقول إن  الازدحام والإقبال على المدرسة غير مسبوق هذا العام، وبعض الأهالي يرسلون أولادهم حتى من المناطق البعيدة والقرى، والمطلوب لديهم أن يحصل أولادهم على تعليم حكومي مهما كلف الثمن وخصوصا في مرحلة التعليم الأساسي، ازدحام التلاميذ في الشعبة الواحدة سببه ان الغرف الموجودة مكتبية وليست صفية وتم إحداثها في الظروف الراهنة ويضرب جوزيف مثلا على شدة الازدحام فيقول : يكفي أن نعرف أن عدد التلاميذ في المدرسة بلغ أكثر من 1070 بينما الشعب الصفية 19 شعبة فقط.

توزيع أكثر من مليون كتاب مدرسي …..

مدير فرع الكتب المدرسية احمد الدهش بين انه تم خلال العام الدراسي الحالي توزيع نحو مليون و200 ألف كتاب مدرسي لمختلف الصفوف قائلا إنه تتوفر لدى المديرية كافة الكتب الدراسية لمختلف الصفوف الدراسية ويتم حاليا التجهيز لكتب الفصل الثاني

الرأي الرسمي يؤكد.. وإمكانياته محدودة

مدير التربية الهام صورخان أكدت كل ما سبق وقالت إن الاكتظاظ بأعداد التلاميذ في تزايد عاما بعد الاخر وقد تجاوز عددهم هذا العام أكثر من 121 ألف تلميذ وطالب بينما في العام الدراسي السابق لم يتجاوز العدد نحو 97 ألف تلميذ وطالب، والسبب هو إصرار الأهالي على التعليم الحكومي بكافة مراحله الدراسية حرصا على مستقبل أبنائهم، وبينت المدير صورخان أن مديرية التربية تقوم بالتنسيق مع الجهات الحكومية لتامين أبنية حكومية من اجل افتتاح مدارس وشعب صفية جديدة كما تم تركيب غرف مسبقة الصنع بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة ويتم تخديم المدارس وفق الإمكانيات المتاحة .

رقم العدد:4404

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار