بعد غياب .. سلتنا الوطنية تعود للمشاركة العربية

بدأت سلتنا الوطنية تتلمس أولى خطواتها في الاتجاه الصحيح ، فعلى الرغم من تذبذب نتائج منتخباتها وتفاوتها ، وضعف مسابقاتها المحلية ، غير أن هناك أشياء أخرى باتت جميلة في مفاصل سلتنا لابد من التوقف عندها مطولاً ، فالاتحاد نجح بدرجة امتياز في إعادة ترتيب بيته الداخلي ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وتحول الاتحاد إلى خلية نحل لا تكل ولا تمل في سبيل إيصال المعلومة لأهل اللعبة عبر الموقع الالكتروني وصفحة الاتحاد على موقع التواصل الاجتماعي ، ونشر أخبار اللعبة بطريقة سريعة ورشيقة ، ويبدو أن عشقنا للوحة الفنية الرائعة للسلة السورية في أيام الخوالي ، لم يترك لنا مجالاً للقبول بخطأ صغير، سواء أكان تحكيمياً أم تنظيمياً أم إدارياً أم فنياً ، فكبا الاتحاد مرات ونهض في أخرى ، لكننا لم ننكر عليه أموراً مهمة ، وعلاجه لأمراض مستعصية نهشت السلة السورية عبر عقود مضت ، أبرزها فوضى جدول المسابقات ، وكثرت التأجيلات والتعديلات ، وسلبيات أخرى بدت في يوم من الأيام بأنها جزء لا يتجزأ من سلبيات السلة السورية في عهد الاتحادات السابقة ، لكن الاتحاد الحالي نجح في علاج أغلبيتها ، حيث أظهر الاتحاد عموماً ، ورئيسه خصوصاً قابلية عالية ، ومرونة كبيرة للتكيف مع الظروف ، والخروج من الواقع الشائك بحلول وخطط عملية ناسبت حال الأندية واللاعبين ، وحفظت استمرارية كرة السلة في حدودها الدنيا وذلك خير من اندثارها ، وسارت المسابقات المحلية بأدنى التكاليف رغم صعوبة الظروف التي شهدتها البلاد منذ سنوات .

ويسجل للاتحاد ورئيسه العلاقة المتوازنة والهادئة مع الاتحاد الرياضي العام ، والتي ابتعدت عن التصادم دون الانتقاص من شخصية الاتحاد ، وحقوقه ، فكانت العلاقة بين الطرفين أشبه بشهر عسل دائم ، بفضلها دارت عجلة المنافسات المحلية في غياب الموارد المادية ، ووقف الاتحاد على مسافة واحدة من جميع أبناء اللعبة ، وتمكن من الإبقاء على منتخباته حاضرة في أغلبية الاستحقاقات الخارجية ، كان آخرها تصفيات آسيا التي شاركنا فيها العام الفائت ، وتمكن منتخبنا من الوصول للمستوى الأول ، وكان له مكانة جيدة ببقائه بين اثني عشر منتخباً على صعيد القارة الآسيوية .

العلاقة الخارجية

ولم تتوقف تطلعات الاتحاد عند حدود توطيد علاقاته الداخلية ، بل كانت له صولات وجولات وعلاقات قوية مع الاتحادين الآسيوي وغرب آسيا ، ونجح ومنذ مجيئه بإعادة علاقاته الخارجية إلى وضعها المستقر، وكانت البداية مع اتحاد غرب آسيا ، بعدما دعا رئيسه حينها آغوب خرجيان إلى العاصمة دمشق ، واستقبله بحفاوة أسس خلالها لبناء علاقة جديدة مبنية على الاحترام المتبادل بين الاتحادين ، وكان لهذه العلاقة نتائج إيجابية لسلتنا ، حيث قام آغوب برفع العديد من العقوبات والغرامات المالية عن منتخباتنا وأنديتنا ، ولم يتوقف دعمه عند هذه الحدود حيث تولى آغوب مهمة الأمين العام للاتحاد الآسيوي ، وقد قدم العديد من التجهيزات للسلة السورية ، إضافة لإعادة تمثيل السلة السورية في اتحاد غرب آسيا لترشيح .

التواجد السوري

هذه العلاقات القوية كان لها ثمار يانعة ومثمرة لسلتنا الوطنية ، بعدما تمكن رئيس الاتحاد جلال نقرش في الوصول لمنصب عضو في الاتحاد الآسيوي في دورته الانتخابية الأخيرة ، وهو أهم موقع رياضي تصل إليه سلتنا الوطنية منذ نشأتها ، كما نجح عضو الاتحاد جاك باشاياني في الوصول لعضوية اتحاد غرب آسيا ومن ثم لمنصب نائب الرئيس ، ويتولى حالياً رئاسة الاتحاد بالوكالة بعد إقالة رئيسه اللبناني جان ثابت .

أخيراً وبعد طول انتظار، وسلسلة من المعاناة تكللت جهود رئيس الاتحاد جلال نقرش بالنجاح وتمكن من إعادة سلتنا الوطنية إلى الحضن العربي ، وتم اتخاذ هذا القرار بشكل مبدئي أثناء تواجد النقرش في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي ، والذي أقيم مؤخراً في الصين ، حيث تم الاجتماع مع جميع المسؤولين في الاتحادات العربية ، وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد العربي لكرة السلة اللواء إسماعيل القرقاوي ، ليتم بعد ذلك بعد تقديم الملفات المطلوبة كاملة إلى الجهات المعنية ، وبعد دراسة الملف من قبل الاتحاد العربي لكرة السلة ، تم اتخاذ القرار بعودة سورية إلى روزنامة نشاطات الاتحاد العربي لكرة السلة .

بطاقة شكر

توجه اتحاد السلة بعد قرار العودة للحضن العربي ، برسالة شكر وامتنان للسيد اللواء إسماعيل القرقاوي رئيس الاتحادين العربي والإماراتي لكرة السلة على جهوده المبذولة والتي ساعدت إلى عودة سورية للواجهة السلوية العربية

رقم العدد:4369

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار