أمين التحرير: اسماعيل النجم
لم تكن بلاءات فيما ما مضى لكنها الآن كذلك، المدارس والمونة والشتاء، ولم يكن الأهل يرفعون اللاءات في وجوه أبنائهم لكنهم الآن مضطرون ، وبالنسبة للمواطن يعني هذا ارتفاع مؤشر النفقات في حياته، ثياب المدارس، الكتب، القرطاسية، و (المونة) الشتوية وعلى رأسها المازوت، وما يقلق المواطن هو أن ارتفاع مؤشر الأسعار في حياته يقابله جمود في مؤشر الدخل، والتعسر المالي هو النتيجة التي تظهر له كل مرة يطابق فيها المؤشرين معا، وهنا يضطر الأهل لشهر اللاءات، لا للحقيبة الجديدة، القديمة تفي بالغرض، لا للبوط الجديد، لا للتشكيلة اليومية، لا للفواكه وعلى رأسها الموز اللئيم أصفر اللون، لا للنزهات والمطاعم، لا للكماليات ومنها اللحم الأحمر، ماله بروتين العدس؟ مم يشكو؟؟
يريدون دفاتر جديدة:
والدة سالي الطالبة في الصف السابع قالت إن أغلبية المدارس بدل أن تراعي ظروف الأهالي زادت الطين بلة، وزادت في متطلبات الدراسة، فهم يريدون دفترا للصباح وآخر للمساء، والتجليد يجب أن يكون بطريقة معينة ونوع معين، والأقلام كذلك، وتضيف: أعطونا كتبا قديمة مهترئة مما أجبرنا على شراء كتب جديدة، وطبعا ما داع للقول إن أسعار الكتب تعادل نصف راتب الموظف،.
(عالبساطة) صارت مكلفة جداً:
قالت انتصار ربة منزل متقاعدة من الوظيفة: كنا نسمع أغنية الشحرورة (عالبساطة) ونرى محتواها ظريفا، أما الآن فصارت بساطتها حال معظم الناس، وبعضهم يعتبر الزيتون ترفا، مكدوس الشتاء وحده يكلف مئتي ليرة للمكدوسة الواحدة دون بذخ في نوعية الجوز والزيت، وتكر المسبحة بذكر دبس البندورة ودبس الفليفلة والمربيات..الخ.
الآجارات حليف الأيام السوداء:
يقول السيد أيسر نازح من مدينة دير الزور: دفعنا منذ نزوحنا في العام 2012 مبالغا في أجارات بيوت مختلفة كان بإمكاننا لو وفرناها أن نشتري منزلا متواضعا قرب دمشق على الأقل إن لم يكن في دمشق ذاتها دون مبالغة، فأصحاب البيوت دون استثناء كأنهم متفقون على إنهاك النازح، بدؤوا بالنظام الثلاثة أشهر ثم نقلوه إلى ستة والآن يندر أن تجد من يؤجرك إلا لمدة سنة، ولا تقل الأجرة عن مئة ألف داخل دمشق، وطبعا يزيدون الأجرة كل ثلاثة أشهر لتصل إلى مبالغ لا يمكن أبدا لموظف أن يقدر عليها، ولولا هذا اللهيب في الآجارات لكان المواطن على الأقل حسن من نمط حياته أو وفر بعض المال للأيام السوداء.
طعام تخلى عنه الناس:
تقول حنان طالبة جامعية : ثمة الكثير من الأطعمة فترت العلاقة بينها وبين معظم الناس، وعلى رأسها اللحم الأحمر الذي وصل سعر الكيلوغرام منه إلى خمسة آلاف ليرة للضأن وأربعة للعجل، مما جعل الناس يتركونه لصالح الدجاج، أو تقنن استهلاكه لتشتريه بالأوقية ونصف الأوقية لعائلة تضم خمسة أشخاص، وطبخات تحتاجه مثل الشاكرية أو اللحم بالصينية وحتى الكبة صارت بالدجاج إلا للميسورين وهم قليل.
الجبن واللبنة لحقا بركب اللحم ليصل سعر الكيلو إلى الألف، أما الفواكه فحدث ولا حرج، الموز لم يعد يذهب للمدارس مع الأطفال وحلت مكانه في الحقيبة عروسة الزعتر، أما الفواكه من ماركة الكيوي فصارت من المحرمات، وفي المحلات اختفت البسكوتة التي يقل سعرها عن خمسين ليرة، جربوا أن تعطوا لا بنكم خمسة وعشرين ليرة وانظروا كيف سيرد.
ختاما: الرقابة والمحاسبة تتحمل الكثير من المسؤولية لما وصلنا إليه، وقد ثبت أن ترك ضمير المالك والتاجر يتحكم بالسعر نظرية فاشلة، بدءا من سائق التاكسي وحتى المستورد.
رقم العدد:4336