صفعة انتخابية جديدة تلقاها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بعد الهزيمة الكبيرة لمرشح حزبه “العدالة والتنمية” للمرة الثانية أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو بعد إعادة الانتخابات البلدية في مدينة اسطنبول كبرى المدن التركية والتي بقيت تحت سيطرة الحزب الحاكم لسنوات طويلة.
أردوغان وأركان حكمه حاولوا عقب الانتخابات المحلية التي جرت في آذار الماضي وخسروا فيها معظم بلديات المدن الرئيسية أمام تحالف المعارضة التركية التشكيك بالنتائج في اسطنبول والتي فاز بها آنذاك إمام أوغلو بفارق 13 ألف صوت أمام مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم وضغطوا على اللجنة العليا للانتخابات التي رضخت بدورها وقررت إعادة الانتخابات.
انتخابات الإعادة التي جرت أمس وحصل فيها إمام أوغلو على 1ر54 بالمئة من الأصوات مقابل 8ر44 بالمئة ليلدريم تحولت إلى أكبر هزيمة لأردوغان وعززت تدني شعبيته جراء سياساته الداخلية والخارجية الفاشلة في وقت تتواصل فيه الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد مع تراجع الاقتصاد التركي إلى درجة الركود وارتفاع نسبة التضخم إلى 20 بالمئة وانخفاض قيمة الليرة وارتفاع معدل البطالة بين الأتراك.
انتخابات اسطنبول كانت أيضا نقطة تحول أنهت سيطرة حزب العدالة والتنمية على المدينة والتي استمرت لـ 25 عاما كما أظهرت أن سكانها غير راغبين بأن يقود مرشح حزب العدالة والتنمية مدينتهم للسنوات المقبلة وخاصة سكان حي أوسكودار الذي يقطنه أردوغان نفسه والذين صوتوا ضد مرشح الحزب واختار أغلبهم مرشح حزب الشعب الجمهوري.
المرشح الفائز في اسطنبول إمام أوغلو قال للصحفيين بعد إعلان النتائج غير النهائية إن “هذه الانتخابات تعني فتح صفحة جديدة وتشكل بداية جديدة”.
مراقبون يشيرون إلى أن الخسارة الثانية لحزب العدالة والتنمية انتخابات اسطنبول قد تثير المزيد من جنون أردوغان الذي يعمل على فرض تفرد حكم حزبه في المدن التركية مع تواصل حملاته القمعية لاعتقال وتوقيف المعارضين له ولسياساته في مختلف المناطق حيث تم منذ محاولة الانقلاب التي جرت في تموز من العام 2016 توقيف عشرات الآلاف من الأشخاص المدنيين والعسكريين والقضاة والصحفيين وغيرهم وهو ما أثار موجة استياء داخل البلاد فضلا عن انتقادات حادة من المنظمات الدولية الحقوقية.