أضرار حرائق الحسكة .. 63 ألف طن فاقد القمح والشعير والمساحات تجاوزت 25 ألف هكتار … 5 وفيات وإصابات أثناء إخمادها واحتراق 3 حصادات وعدة جرارات زراعية
تحقيق : حجي المسواط
شهدت أرياف محافظة الحسكة خلال الموسم الزراعي الحالي عدداً من الحرائق التي طالت محصولي القمح والشعير ، والتهمت النيران مساحات واسعة أدت لخسارة الفلاحين لمردودات عالية كانوا ينتظرونها بحكم الإنتاج الوفير هذا الموسم والذي لم يسبق له مثيل . * ماذا تقول زراعة الحسكة : مدير الزراعة والاصلاح الزراعي في محافظة الحسكة المهندس ” عامر سلو ” أكد أن أضخم حريق شهدته محافظة الحسكة كان في ريف القحطانية حيث التهمت النيران حوالي 4 آلاف دونم مزورعة بالقمح والشعير ، لافتاً أن أضرار الحريق طالت نحو 20 قرية مُشكّلاً خطراً على حقول النفط المنتشرة بتلك المنطقة حيث ساعدت عدة إطفائيات دخلت من العراق الشقيق عبر معبر اليعربية في إطفاء الحريق .
* 25 ألف هكتار .. المساحات المحروقة : رئيس دائرة الانتاج النباتي بمديرية الزراعة المهندس ” جلال بلال ” أوضح أن المساحة المحروقة خلال الفترة الماضية من محصول القمح /11 ألف /هكتار ، ومن محصول الشعير تقدر المساحة 14 ألف / هكتار ، وأشار ” بلال ” إلى أن الإنتاج المفقود من القمح يصل إلى 25 ألف / طن ، في حين يصل الفاقد من محصول الشعير إلى 38 ألف / طن . لافتاً إلى أن هناك مناطق لم يتم إحصاء أضرار الحرائق بها . * الفلاحون و تعويض الأضرار : رئيس اتحاد فلاحي محافظة الحسكة ” ذياب الكريم ” طالب عبر صحيفة ” الفرات ” الحكومة بتعويض الفلاحين الذين احترق محصولهم هذا العام كونهم فقدوا سبيل العيش الذي كانوا يأملون به أن يُحسّن مستوى معيشتهم ،
وأضاف ” الكريم ” : أغلب الفلاحين المتضررين مُدانين للمصرف الزراعي ، كانوا يأملون في موسمهم هذا تسديد الديون المترتبة عليهم ، يجب إيجاد حلاً ما لهؤلاء الفلاحين خوفاً من هجرانهم لأرضهم . رئيس اتحاد الفلاحين أكد أنه تمت مطالبة وزير الزراعة خلال زيارته الأخيرة لمحافظة الحسكة بالتعويض على الفلاحين الذين تضررت أراضيهم بفعل الحرائق من صندوق الجفاف ، فكان رد الوزير أن صندوق الجفاف لايعوض الفلاحين نتيجة الحرائق . * صندوق الجفاف وتعويض الأضرار : من جانبه رئيس دائرة صندوق الجفاف بالمحافظة المهندس عمار مجيد قال : إن الصندوق لايعوض الفلاحين الذين أحرقت محاصيلهم إلا بالحصول على صورة من الأرصاد الجوية تثبت ان الحريق كان بفعل الصاعقة
وهناك ايضا شروط اخرى فالصندوق يعوض الفلاحين الذين تضررت محاصيلهم بفعل الفيضانات والبرد وانجرافات التربة والجوانح المرضية . * القرى التي سُجلت بها الأضرار : حسب إحصائيات مديرية زراعة الحسكة تضرر عدد من القرى والمزارع بالدوائر الزراعية بالمحافظة وتوزعت على قرى الدرباسية و تل براك و عدد من القرى بدائرة زراعة القامشلي و زراعة عامودا ، اليعربية و الشدادي وقرى في راس العين وعدد من القرى بدائرة زراعة المالكية وعدد من القرى بدائرة زراعة تل تمر . هذا وسُجلت حالة وفاة لشخص أثناء إخماد الحرائق في عامودا وأمس السبت توفي 4 أشخاص بفعل الحرائق بريف الجوادية ، وإصابات لأشخاص في مناطق الحرائق على مستوى المحافظة ، واحتراق 3 حصادات وعدة جرارات زراعية . * للفلاحين كلمتهم : ” دحام السلطان ” يملك 250 دونماً أتت عليها النيران بالحسكة ، كان يُقدر لها إنتاجاً عالياً يعوضه معيشياً ويؤمن له استثماراً ما كقوت جديد غير أنه ترون ما حدث . فلاحون من قرى القامشلي
يتحدثون عن صدمة عاشوها بفعل هذه الخسارة التي يأملون أن تنظر بها وزارة الزراعة بالتعويض . هذا ما أكد عليه الفلاح ” عبدالسلام المجيدل ” من ” تل براك ” والذي طالب بأن تعوض عليه الوزارة ماخسره ولو بالحد الأدنى حيث احترق له الكثير من محصول القمح . * لنا كلمة : ما ينتظره فلاحو الحسكة هو التعويض ، فالأضرار طالت الكثيرين ولها منعكسات سلبية على معيشتهم كون الزراعة هي المصدر الوحيد لمعيشتهم ، بل إن حالة اليأس مع خسارة فلاحين كثر لمحصولهم بالكامل قد تضطرهم لترك أراضيهم وهجران الزراعة بشكل نهائي ولهذا الأمر تأثيراته في تلك المنطقة بل وعلى مستوى الاقتصاد السوري الذي تشكل الحسكة سلته الغذائية الأولى .
رقم العدد:4275